بعد سورية... هل يسحب ترامب القوات الأميركية من أفغانستان؟

20 ديسمبر 2018
أميركا في حالة حرب بأفغانستان منذ 17 عاماً (Getty)
+ الخط -
بخلاف نصائح في إدارته، يقوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من سورية. فهل يمكن أن تكون أفغانستان هي التالية؟

سبق أن قال ترامب إن غريزته تدفعه إلى التخلي عن أفغانستان، كونها قضية "خاسرة"، لكنه أبدى في الآونة الأخيرة رغبة في البقاء، بحثاً عن سلام مع حركة "طالبان". غير أن المفاجأة التي قلب فيها صفحة سورية، تثير تساؤلات حول ما إذا كان شركاء الولايات المتحدة في القتال في العراق وأفغانستان، يشعرون بالثقة من أنه لن ينسحب منهم هم أيضاً.

وأعربت جينيفر كافاريللا، مديرة التخطيط الاستخباري في "معهد دراسة الحرب"، عن اعتقادها بأنه "إذا كان ترامب يرغب في الانسحاب من سورية، فعلينا أن نشعر بالقلق إن كانت أفغانستان هي التالية".

والولايات المتحدة في حالة حرب في أفغانستان منذ 17 عاماً، ولا يزال ثمة 15 ألف جندي هناك يقومون بمساعدة القوات الحكومية في محاربة "طالبان". وثمة ما يقرب من خمسة آلاف جندي في العراق يقومون بتدريب وإرشاد قوات الأمن العراقية، وهي تواصل محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، وهي حرب دخلتها الولايات المتحدة عام 2014، بعدما اجتاح التنظيم مساحات واسعة من العراق وسورية.

بدورها، كتبت كوري شاكه، نائبة المدير العام لـ"المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، على موقع "أتلانتيك دوت كوم"، أمس الأربعاء، أن قرار الانسحاب من سورية "سوف يزعزع كل حليف يعتمد على الضمانات الأمنية الأميركية"، لافتةً إلى أنه "يجب أن تشعر حكومتا العراق وأفغانستان بقلق بالغ. لأنه إذا أمكن الانسحاب من سورية بهذه السهولة، فإن العراق أعلن الانتصار في المعركة، فما هي الحجة لاستمرار مساعدته، حيث هزم "داعش" هناك بشكل أكبر؟".

وتساءلت شاكه: "إذا كان لدى ترامب القليل من الاهتمام باستقرار الأمن ومساعدة الحوكمة في سورية، فكيف يمكن لأفغانستان أن تثق في أنه لن يتخذ القرار نفسه بشأنها، عندما تكون المعركة هناك أكثر كلفة، والتقدم أقل وضوحا؟".



تحدث ترامب عن الانسحاب من سورية منذ أن كان مرشحا في انتخابات الرئاسة عام 2016، وكرر وجهة نظره عدة مرات منذ توليه منصبه. ومع ذلك، بدا أن القرار فاجأ الكثيرين في إدارته.

وقال العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، إن الانسحاب سيكون "خطأ فادحا له آثار أوسع" تتخطى القتال ضد تنظيم "داعش". ووصف القرار بأنه "مثال آخر على أن الولايات المتحدة ليست شريكاً جديرا بالثقة".


(أسوشييتد برس)