وثائق بريطانية سرية تكشف تفاهمات بين مبارك وريغان لتوطين الفلسطينيين

29 نوفمبر 2017
التفاهمات جرت بين مبارك ورونالد ريغان (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت وثائق بريطانية سرية أن الرئيس المصري المخلوع، محمد حسني مبارك، أجرى "تفاهمات مع أميركا بشأن توطين الفلسطينيين في بلاده قبل أكثر من 3 عقود".

ونشرت شبكة "بي بي سي"، اليوم الأربعاء، وثائق سرية حصلت عليها بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، بشأن "تفاهمات جرت بين مبارك والرئيس الأميركي، رونالد ريغان، في عام 1983 حول توطين الفلسطينيين في مصر".

ويأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد إعلان مصر رفض مقترحات إسرائيلية لتوطين الفلسطينيين في سيناء.

وأعلن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات أول من أمس الإثنين، أن بلاده لن تسمح بالتفريط في ذرة واحدة من تراب شبه جزيرة سيناء، وذلك ردًا على سؤال بشأن قول وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، غيلا غامليئيل، إن سيناء أفضل مكان لدولة الفلسطينيين.

ووفق الوثائق، "كشف مبارك (1981-2011) عن طلب أميركي بخصوص ذلك في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان (1981-1989)، خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر (1979-1990)".

واشترط الرئيس المصري الأسبق، بحسب الوثائق، لقبول توطين الفلسطينيين في بلاده "التوصل لاتفاق بشأن إطار لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي"، عقب وقوع هجمات إسرائيلية عسكرية على منظمة التحرير الفلسطينية، والجيش السوري، ومنظمات إسلامية مسلحة في جنوب لبنان عام 1982.

وطرح مبارك تصوراً بشأن التسوية في الشرق الأوسط، حيث سعى لإقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقبول إنشاء كيان فلسطيني في إطار كونفدرالية مع الأردن، تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبلاً، بحسب المصدر ذاته.

وحسب محضر المباحثات بين مبارك وتاتشر، قال الأول إنه "عندما طُلب منه في وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل لحل الصراع العربي الإسرائيلي".

ووفق الوثائق، أبدى مبارك استعداده لاستقبال فلسطينيي لبنان "رغم إدراكه المخاطر التي تنطوي عليها هذه الخطوة"، مؤكداً أنه أبلغ الدبلوماسي الأميركي ذا الأصول اللبنانية، فيليب حبيب، أن رغبة بلاده بـ"دفع الفلسطينيين لمغادرة لبنان هي مخاطرة بإثارة عشرات المشكلات الصعبة في دول أخرى".

ووفق محضر المباحثات، أوضحت تاتشر أنه لا يمكن أن يعود الفلسطينيون إلى فلسطين التاريخية أياً كانت التسوية المستقبلية، قائلة "حتى إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن تؤدي إلى استيعاب كل فلسطينيي الشتات".

ورداً على ذلك، قال وزير الخارجية المصري آنذاك، بطرس غالي، إنه "لا يجب أن يكون لدينا في الواقع فقط دولة إسرائيلية وشتات يهودي، بل دولة فلسطينية صغيرة وشتات فلسطيني أيضاً".

غير أن تاتشر أبدت تأييداً لفكرة الكونفيدرالية بين الأردن ودولة فلسطينية، لكنها تحفظت على قيام دولة فلسطينية مستقلة عن الأردن، قائلة "البعض يشعر أن دولة فلسطينية مستقلة قد تخضع لهيمنة الاتحاد السوفييتي"، فيما رد أسامة الباز، الذي شغل منصب المستشار السياسي لمبارك، على تحفظ تاتشر، قائلاً: "هذا تصور خاطئ، فلن تكون أي دولة فلسطينية خاضعة أبداً لهيمنة الروس".

وبحسب الوثائق، فإن المباحثات المصرية البريطانية لم تتطرق إلى أوضاع بقية اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين.

(الأناضول)