اجتماعات تركية روسية على وقع إبادة حلب

13 ديسمبر 2016
تباطؤ المجتمع الدولي يزيد جرائم النظام (فرانس برس/Getty)
+ الخط -


يتواتر تدهور الأوضاع الميدانية والإنسانية في حلب بشكل متسارع، والعالم مشغول بعدّ القتلى والجرحى، وأعداد النازحين والمنفذة بحقهم إعدامات ميدانية، والمعتقلين، والحديث عن اعتداءات جنسية هنا وهناك، معلناً عن مساعٍ ومشاورات ولقاءات سياسية، لإيجاد توافق يسمح بإخراج عشرات آلاف المدنيين، ممن ما زالوا محاصرين في ما تبقى من أحياء حلب الشرقية.

وبعدما أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، عن تكثيف الاتصالات مع موسكو لوقف إطلاق النار، واجتماع تركي ـ روسي بشأن حلب، اليوم وغداً الأربعاء، سارع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، إلى رفض الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار في المدينة.

وقال مدير المكتب الإعلامي في "تجمع فاستقم" محمد حاج قاسم، من حلب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الأوضاع الميدانية من الناحية الإنسانية سيئة جدا جدا، والمدنيون افترشوا الشوارع للأسف"، متابعا أن "الوضع مبك للغاية، حلب تعيش أياما صعبة".

من جهته، قال الصحافي عدنان الحسين، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "المدنيين في المنطقة المحاصرة داخل مدينة حلب يتخبطون، حيث إنهم يحاولون الهرب ولا يعلمون أين يتوجهون، فلا ملاجئ أو أبنية يحتمون بها، في حين تنفذ القوات النظامية والمليشيات التفافات وخروقات من عدة محاور، وتقوم بقتل كل من تجده في طريقها".

وعلى صعيد التحركات الدولية والإقليمية، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو اليوم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشيكي في أنقرة إننا "نبذل الكثير من الجهود لوقف الظلم في حلب وسورية ولوقف الإبادة الجماعية الجارية. ونبذل الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف إطلاق النار ووقف الظلم والتوصل إلى حل سياسي، سواء عبر التواصل مع الدول المعنية عن قرب بالشأن السوري أو عبر التواصل مع كل من روسيا وإيران".

وأضاف أن "تركيا ستكثف اتصالاتها مع روسيا للتوصل إلى وقف إطلاق النار في مدينة حلب، مؤكداً أنه "اليوم، غداً وكل يوم، سنكثف محادثاتنا مع روسيا ودول أخرى للتوصل إلى حل لهذه المأساة الإنسانية".



على الطرف الآخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه ينبغي فتح ممرات للخروج من المدينة أولا قبل وقف القتال. وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود في بلغراد، اليوم الثلاثاء، "نسمع دعوات لوقف فوري للأعمال القتالية. وسيرغب الجانب الروسي في فعل ذلك فور إنشاء الممرات". وعن إمكانية نجاح المحادثات المتوازية مع تركيا والولايات المتحدة أجاب، "نعمل مع كل من يمكنه التأثير على الوضع.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر مشترك جمعه مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في برلين، إن "هناك وضعا إنسانيا غير مقبول في سورية". وأضاف أن "مسؤولية إخراج  المدنيين من مناطق القصف في حلب، تقع على عاتق روسيا"، وأنهم مسؤولون (الروس) عن المأساة وعليهم المساعدة في إخراج المدنيين، وأكد على ضرورة إيجاد حل سريع، قائلا "متفقون على فعل أي شيء لإخراج المدنيين من حلب".

ودعت فرنسا، اليوم الثلاثاء، الأمم المتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى"، لافتا إلى أن "مساندي النظام بدءا من روسيا، لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع من دون أن يتحملوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين".

ودعا "الأمم المتحدة أن تستخدم دون إبطاء كل الآليات للوقوف على حقيقة ما يحدث في حلب حتى لا يترك المجتمع الدولي هذه الجرائم تمر دون عقاب".