مصر: الأذرع الإعلامية تتهم السعودية بدعم الإرهاب والسفير يغادر

12 أكتوبر 2016
خلال زيارة ملك السعودية إلى مصر في أبريل(العربي الجديد)
+ الخط -

توجّه السفير السعودي في القاهرة، أحمد القطان، إلى الرياض، اليوم الأربعاء، في زيارة للمملكة السعودية تستغرق ثلاثة أيام، يستعرض خلالها ملف العلاقات المصرية السعودية الذي شهد توتراً ملحوظاً، الأيام الماضية.

وتأتي زيارة القطان القصيرة إلى المملكة، استعداداً لسفر وفد مصري رفيع المستوى إلى السعودية، خلال الساعات القليلة المقبلة، في محاولة لاحتواء الأزمة الأخيرة بين القاهرة والرياض، والتي نتج عنها تراشق بين إعلاميي البلدين.

وأصدرت أجهزة الاستخبارات المصرية تعليماتها إلى الأذرع الإعلامية للهجوم على السعودية عبر شاشات الفضائيات، أمس الثلاثاء، بسبب موقف الرياض الرافض لانحياز القاهرة للنظام السوري، وإيقاف شركة "أرامكو" السعودية توريد كميات البترول المُتفق عليها إلى مصر عن شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.



وتبنى الإعلامي خالد صلاح حملة واسعة، عبر فضائية "النهار" وموقع "اليوم السابع" الإلكتروني، المملوكين لرجل أعمال النظام، أحمد أبو هشيمة، لوقف رحلات الحج والعمرة من مصر لمدة عام واحد، بدعوى توفير ستة مليارات دولار للخزانة المصرية، واستضاف في برنامجه بعض رجال الدين، الذين "شرعنوا" ذلك لأسباب دينية واقتصادية.

وأفردت صحيفة "الوطن"، المملوكة لرجل الأعمال محمد الأمين، ملفاً مطولاً في عددها الصادر صباح الأربعاء، تحت عنوان: "السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح"، هاجمت فيه سياسات الملك سلمان بن عبد العزيز، وقالت إنه حوّل استراتيجية السعودية من محاربة الإرهاب، إلى دعمه، ممثلاً في جماعات "القاعدة" و"الإخوان المسلمين" في سورية واليمن.

وقالت الصحيفة إن "السعودية قدمت في عهد سلمان دعماً عسكرياً ومادياً لجبهة النصرة في الشام (جبهة فتح الشام حالياً) للإطاحة بنظام (بشار) الأسد، وسهلت دخول القوات التركية إلى سورية، ودعمت تنظيم الإخوان في اليمن ضد جماعة الحوثيين، بعدما قادت تحالفاً خليجياً لشن عمليات عسكرية في الداخل اليمني".

وهاجم الإعلامي إبراهيم عيسى، السعودية، قائلا إنها "لا تطيق موقفاً سيادياً مستقلاً لمصر، وتسعى لأن يكون موقف القاهرة متماشياً مع موقف الرياض، بعد تخلي الأولى عن دورها وقيادتها الدينية في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، وسيرها مغمية العينين، منساقة القدمين خلف السلفية الوهابية".

وأضاف عيسى، في برنامجه المُذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن "مواقف السعودية تهدف إلى تدمير سورية، لا لشيء سوى لتحالف الأسد مع إيران الشيعية، وأن ما تشهده ليبيا واليمن والعراق وسورية نتيجة لسياسات المملكة"، منتقدا حديث الأخيرة عن استبداد النظام السوري، لأنها "ليست واحة للديمقراطية حتى تتحدث عن الاستبداد".

وقال الكاتب الصحافي عبد الله السناوي، المُقرب من دوائر السلطة، إن السعودية ليست في وضع إملاء شروط على أحد، وأن موقفها الأخير أنهى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وجعل جزيرتي "تيران وصنافير" مصريتين إلى الأبد، مؤكداً أن انفجار الأزمة بين القاهرة والرياض كان متوقعاً لتباين موقفيهما من الأزمة السورية.

بدوره، اتهم الإعلامي وائل الإبراشي، الرياض، بالانحياز إلى جماعة "فتح الشام"، وعدم تعبير مواقفها عن الشعب السوري، وفشلها في فرز فصائل المعارضة، بخلاف "موقف مصر الواضح، الذي يعبر عن رؤيتها، واستقلالها الوطني"، على حد قوله.

وسارع الإبراشي، عبر برنامجه "العاشرة مساء"، المذاع على فضائية دريم، إلى نفي صدور تعليمات إلى الإعلاميين بالهجوم على الرياض، قائلا "لم نأخذ تعليمات من السيسي أو مساعديه بالهجوم على السعودية، فالرئيس لا يُعطي تعليمات لوسائل الإعلام، ولا ننتظر تعليمات من أحد".

وكان الإعلامي أحمد موسى قد أطلق وسم "مصر لن تركع"، قائلا في برنامجه المُذاع بفضائية "صدى البلد"، مساء الثلاثاء، إن مصر لن تنهار، وستظل قوية برغم ضغوط بعض الدول العربية التي "اغتنت بعد جوع"، معتبراً أن بقاء مصر هو بقاء للأمة العربية، وانهيارها يعني انهيار المملكة السعودية وزوالها.

المساهمون