البابا بالأمم المتحدة: انتقادات حادة للنظامين السياسي والاقتصادي العالمي

25 سبتمبر 2015
البابا في الأمم المتحدة (getty)
+ الخط -
وجه البابا فرانسيس انتقادات حادة للنظامين السياسي والاقتصادي العالمي وارتباطهما الوطيد ببعضهما البعض سعياً وراء السلطة والمكاسب المادية على حساب الإنسان والبيئة.

وجاءت كلمة البابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تشهد اجتماعاتها السنوية وذكرى مرور 70 عاماً على تأسيسها.

وأشاد البابا بالدور الذي تلعبه الأمم المتحدة، وبما استطاعت أن تحققه خلال العقود السبعة، منذ ولادتها بالرغم من التغيّرات السريعة التي شهدها العالم. 

وقال إنه "من الضروري أن نبرز كذلك الأمور الإيجابية بما في ذلك تطور القانون الدولي وحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية وعمل قوات حفظ السلام والكثير من الإنجازات التي تمكنت الأمم المتحدة ومؤسساتها من تحقيقها". وأكد في الوقت ذاته أن "هناك الكثير من الأمور العالقة التي يجب الانتباه إليها وحلها قبل فوات الآوان".

وتحدث عن الحاجة الماسة للمساواة، خاصة في ما يتعلق بمنظمات ومؤسسات كمجلس الأمن والمؤسسات المالية، وكذلك المجموعات والآليات العالمية التي أُسست خصيصاً للتعامل مع الأزمات السياسية والاقتصادية، والتي من المفترض أن تساعد على وقف أي نوع من سوء استخدام السلطة. 

اقرأ أيضاً: في البيت الأبيض: البابا يدعو الأميركيين لبناء مجتمع متسامح 

وقال البابا متحدثاً إلى زعماء العالم ووفودهم المجتمعة في القاعة إن "العلاقة القوية بين السياسة والمال أدت إلى سعي وراء السلطة والمكاسب المادية وتدمير الموارد الطبيعية على حساب أولئك الذين يعيشون في فقر مدقع". وأضاف "يجب أن نضع حداً للاستغلال والجشع، وعلينا أن نتحدث عن الحق في البيئة لأسباب عديدة من بينها أننا جزء من هذه البيئة... والإنسان يمكنه أن ينجو فقط إذا نجت البيئة، لذلك فإن أي ضرر يلحق بالبيئة هو ضرر بالإنسانية".



وأكد في هذا السياق أن "استغلال الموارد الطبيعية المتاحة وإقصاء الضعفاء هو انتهاك لحقوق الإنسان والبيئة". وقال كذلك إن "هذه الظواهر آخذة بالاتساع في العالم وعلينا أن نوقفها ونتحدث عنها".

وتحدث في هذا السياق عن العدالة بمعناها الكلاسيكي قائلاً "علينا إعطاء كل شخص حقه، وهذا يعني أنه لا يمكن لأي فرد أو مجموعة أن تعتبر نفسها مُطلقة وتسمح لنفسها بأن تتجاوز كرامة وحقوق الآخرين". وأضاف قائلاً حول العلاقة بين الاقتصاد وبين السياسة إن "التوزيع الفعال والعادل للقوة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية وغيرها لهي الطريقة الوحيدة للحد من السلطة وتوسعها".

وأشاد بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى العظمى آملاً بأن تحافظ جميع الأطراف على التزاماتها. 

وفي سياق متصل، قال إنه وعلى الرغم من الإيجابية في هذا المجال، إلا أنه تجب الإشارة إلى الأوضاع المؤلمة التي يعاني منها جميع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أفريقية أخرى. 

وأضاف "هذه الحقائق يجب أن تكون دعوة خطيرة لتنبه ضمير المسؤولين عن تسيير الشؤون الدولية، لا في ما يتعلق بالاضطهاد الديني والثقافي فحسب ولكن في كل صراع، بما في ذلك أوكرانيا وسورية والعراق وليبيا وجنوب السودان ومنطقة البحيرات الكبرى". وأضاف "في الحروب والصراعات هناك أشخاص، إخواننا وأخواتنا، رجال ونساء، صغار وكبار يبكون ويتألمون ويموتون. إنهم بشر يتم التخلص منهم بسهولة ورد فعلنا الوحيد هو وضع قوائم بالمشاكل والاستراتيجيات والخلافات". 

ولم يتطرق البابا بشكل صريح للوضع في فلسطين المحتلة ولم يذكرها في سياق حديثه بالاسم، وإن أشار عامة للأوضاع المأساوية في الشرق الأوسط، والتي يعاني منها الجميع، المسيحيون كما أبناء الديانات الأخرى بمن فيهم المسلمون، على حد قوله.

وأكد أن تبني أجندة التنمية المستدامة اليوم في الجمعية العامة هو إشارة مهمة تبعث الأمل. لكن هذا لا يكفي على الرغم من أهميته فعلى رؤساء العالم أن يتخذوا الخطوات اللازمة والفورية للحد مما يحدث من استغلال للإنسان والبيئة. وأشار في هذا الصدد إلى أهمية مكافحة الاتجار بالبشر، والأعضاء والأنسجة البشرية، والاستغلال الجنسي للفتيان والفتيات، والسخرة، والدعارة والإرهاب والجريمة الدولية المنظمة والأسلحة.

اقرأ أيضاً: هل شتمت كارداشيان البابا فرانسيس؟

المساهمون