مجزرة النظام السوي في الباب... الأسوأ لهذا العام

31 مايو 2015
سقوط أكثر من 70 قتيلاً (مأمون أبو عمر/الأناضول)
+ الخط -

سقط في حلب الشهباء، أمس، أكثر من سبعين قتيلاً ببراميل طيران النظام السوري، في مجزرة وصفت بالأسوأ هذا العام، وجاءت بعد تراجع قوات النظام على عدّة الجبهات مقابل تقدم قوات المعارضة، التي باتت تهدد معاقله وحواضنه في ريف حماه والساحل.

وأكّد ناشطون أن نحو 70 شخصاً قتلوا جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على عدة أسواق في مدينة الباب بالريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب الخاضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك في ساعات الذروة من صباح أمس، حين كان الأهالي خارجون للتسوّق بكثافة، ما يفسّر العدد الكبير من القتلى والجرحى. يضاف إلى ذلك الاكتظاظ السكاني أصلاً في المدينة التي لجأت إليها الكثير من العائلات النازحة من المناطق الأخرى.

وأشارت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إلى سقوط عشرات الجرحى معظهم في حالة خطيرة، وأن عدد القتلى مرشح للارتفاع جراء النقص في المواد الطبية والإسعافية، إضافة لقلة الكوادر الطبية.

ورأى ناشطون أن النظام أراد معاقبة أهالي المدينة بسبب الهجوم الفاشل الأخير الذي قام به تنظيم "داعش" على مطار كويرس العسكري الواقع على بعد 25 كيلومتراً جنوبي المدينة، لإيصال رسالة مفادها بأن تكرار مثل هذه الهجمات يعني إيقاع العقاب بالأهالي، بغية تأليب سكان المدينة على التنظيم.

كما يفسر هؤلاء المجزرة بأنها محاولة من جانب النظام لرفع معنويات جمهوره وسط حالة التذمر والتململ في صفوفه عقب النكسات العسكرية المتوالية التي منيت بها قواته في الآونة الأخيرة، خصوصاً في ريف إدلب، مشيرين إلى أن رسالة النظام لجمهوره في هذا المقام تقول "إننا نقتل منهم كما قتلوا منا".

وحول اختيار النظام ردّه في حلب وليس في المنطقة التي تكبّد بها الخسائر وهي ريف إدلب وأريحا تحديداً، يقول الناشطون، لـ"العربي الجديد"، إن "طيران النظام يشن بالفعل عشرات الهجمات يومياً تستهدف قوات المعارضة في ريف إدلب، وهدفه وقف تقدمهم باتجاه ريف حماه الشمالي، وإنقاذ جنوده المنسحبين من المنطقة والذين ما زالوا يتعرضون للقتل والكمائن في طريق الانسحاب بعدما تاهت بهم السبل، وبالتالي فإن النظام يوفر قدرات طيرانه الحربية التي تحمل صواريخ وقنابل موجهة لاستهداف كتائب فصائل المعارضة، أما البراميل المتفجرة والتي تقتل عشوائياً، فيوجهها إلى التجمعات السكانية الكبيرة والتي تعتبر مدينة الباب نموذجاً لها، بهدف إيقاع أكبر ما يمكن من الخسائر البشرية". 

ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية الناشطة على الأرض ما حصل بأنه "من أكبر المجازر التي ارتكبها طيران النظام منذ بداية العام 2015"، مشيرة إلى أن "عشرات المحال التجارية دُمرت، نتيجة إلقاء برميلين متفجرين، واحترقت سيارات لنقل المحاصيل الزراعية".

وفي حي الشعار، الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق مدينة حلب، قُتل 15 شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وأربع نساء. وبين القتلى ثمانية أشخاص من عائلة واحدة.

وكثيراً ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في حلب لقصف بالبراميل المتفجرة نددت به المنظمات الدولية وغير الحكومية. وارتكبت قوات النظام في الثاني عشر والثالث عشر من مايو/ أيار الجاري أربع مجازر بحق المدنيين في ريف حلب الجنوبي، أوقعت عشرات الضحايا بينهم أطفال ونساء.

اقرأ أيضاً: طيران النظام السوري يرتكب مجزرة جديدة في حلب

والبراميل المتفجرة عبارة عن براميل محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية لا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب المدنيين بشكل اعتباطي. وتقول المصادر المحلية إن المباني في المنطقة التي تعرضت مراراً لقصف جوي باتت مهددة بالانهيار.  

المساهمون