إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى مجدداً

18 يوليو 2024
بن غفير لحظة اقتحامه المسجد الأقصى، 18 يوليو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، مما أثار غضب المسلمين واستنكار الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الذي اعتبرها محاولة لفرض واقع جديد.

- دانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحام واعتبرته استفزازياً، مؤكدة أن المسجد الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين وأن إدارة أوقاف القدس هي الجهة القانونية الوحيدة المسؤولة عنه.

- نددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالاقتحام، واعتبرته تصعيداً خطيراً ومحاولة لتهويد المسجد، داعية المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه الانتهاكات.

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وعدد من مرافقيه، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى، في خطوة وصفها أحد مسؤولي دائرة الأوقاف الإسلامية، في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، بأنها "استفزازية وجرت على نحو مفاجئ ومن دون تلقّي أي بلاغ من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن هذا الاقتحام".

وأشار المسؤول في مكتب المدير العام لدائرة أوقاف القدس، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن الاقتحام سبقه فرض قيود مشددة على دخول المصلين المسلمين للمسجد، وبالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين، فيما قيّدت شرطة الاحتلال حركة الحراس مع انطلاق جولة بن غفير الذي أُحيط بقوات كبيرة من شرطة الاحتلال التي منعتهم والمواطنين من الاقتراب منه.

بدوره، ندد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، باقتحام بن غفير للأقصى، وقال في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن خطوة الوزير الإسرائيلي "تثير غضب المسلمين، وتندرج في سياق الاستفزاز المستمر من قبل هذا الوزير الذي سبق أن نفذ اقتحامات مماثلة منذ توليه منصبه، وهي تندرج في إطار محاولات فرض واقع جديد داخل الأقصى". وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن هذا الاقتحام هو الثالث لبن غفير للمسجد الأقصى خلال أقل من عام، إذ كان قد اقتحمه في السابع والعشرين من يوليو/ تموز 2023، وقبله في الثاني والعشرين من مايو/ أيار.

وفيما أشارت مصادر محلية إلى أن بن غفير أدى طقوساً تلمودية خلال الاقتحام اليوم، قال الوزير المتطرف: "جئت إلى هنا، إلى أهم مكان بالنسبة إلى دولة إسرائيل، للصلاة من أجل المختطفات والمختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة)، ليعودوا إلى منازلهم، ولكن من دون صفقة سيئة ومن دون خضوع. وأنا أصلي وأعمل بجد أيضاً لكي يتمتّع رئيس الحكومة بالقوة ولا يتراجع، بل يواصل حتى النصر، من خلال المزيد من الضغط العسكري، ووقف إمدادهم (في قطاع غزة) بالوقود، والانتصار"، على حد تعبيره.

الأردن يندد بتصرفات بن غفير

في الأثناء، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين إقدام إيتمار بن غفير على اقتحام الأقصى، معتبرة أن ذلك "يمثل خطوة استفزازية مرفوضة ومدانة، تعكس استمرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في إجراءاتها الأحادية وسياساتها الممنهجة التي تضرب بالقوانين الدولية والتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في القدس المحتلة عرض الحائط".

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، في بيان، أن اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى وانتهاك حرمته "يمثل خطوة استفزازية وخرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

وقال إن "استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها، يتطلب موقفاً دولياً واضحاً يدين الانتهاكات ويوفر الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية في حربها العدوانية على قطاع غزة". وأعاد التأكيد أن "المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤونه كافة وتنظيم الدخول إليه"، وشدد على "حق دولة فلسطين في السيادة على مدينة القدس المحتلة، وأنه ليس لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، أي حق أو سيادة على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".

أول تعليق لحماس والجهاد الإسلامي على اقتحام الأقصى

بدورها، نددت حركة حماس بأشد العبارات اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى، مشددة في بيان: "نعّد هذه الخطوة استفزازاً وتصعيداً خطيراً، يأتي ضمن مساعي حكومة المتطرفين الصهاينة لتهويد المسجد الأقصى، وهو ما لن يسمح به شعبنا الصامد الثابت أمام جرائم وتغوّل الاحتلال على أرضه ومقدساته".

ودعت حماس "منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، إلى التحرك الجاد لوقف هذه الانتهاكات الممنهجة ضد المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين، واتخاذ خطوات عاجلة تُجبر الاحتلال المجرم على وقف جريمة التهويد التي يرتكبها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وعموم فلسطين المحتلة".

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن انتهاك إيتمار بن غفير "لحرمة باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم، مدججاً بسلاح شرطة الاحتلال، هو اعتداء خطير، يكشف عن مضي الكيان واستمراره في مخططات التهويد ومساعي بسط السيطرة على مقدسات أمتنا"، مضيفة في بيان: "إننا نستنفر أبناء شعبنا والمسلمين كافة في كل مكان للرد على هذا الاعتداء الهمجي الإرهابي، دفاعاً عن مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومقدساتنا". وجاء في البيان كذلك: "إذ ندين الصمت العربي والإسلامي إزاء هذه الاعتداءات التي تستهدف مقدسات الأمة وكرامتها وتاريخها، فإننا نحمّل المسؤولية كاملة للأنظمة المطبّعة مع الكيان على استمرار تطبيعها؛ فمن هانت عليه دماء الأطفال والنساء والمدنيين لن يحترم العدو له كرامة ولا مقدسات".

وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد تحدثت، في شهر إبريل/ نيسان الماضي، عن إعداد بن غفير خطة متكاملة تهدف إلى تغيير "الوضع القائم" في المسجد الأقصى، وضمن ذلك السماح لليهود بأداء الصلوات في الحرم. وقالت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية حينها إن خطة بن غفير تتحدث عن وجوب إنهاء ما يزعم أنه "تمييز" ضد اليهود في المسجد الأقصى، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية عليه، وزيادة استخدام الوسائل التكنولوجية لضمان ضبط الأمن فيه وإحكام السيطرة على المسجد، فيما حذرت القناة من إشعال الأوضاع الأمنية في القدس على إثر هذه القرارات، وتحديداً التوسع في استخدام الوسائل التكنولوجية. ويتحدّث البرنامج السياسي لحركة "القوة اليهودية" التي يقودها بن غفير صراحة عن السماح لليهود بأداء الصلوات في الأقصى. ويحرص بن غفير، منذ أن كان نائباً وبعد أن أصبح وزيراً، على قيادة مجموعات من المستوطنين لاقتحام الأقصى.