مشعل في قونيا لتمتين تحالف "حماس" مع تركيا

29 ديسمبر 2014
مشاركة مشعل في المؤتمر كانت مفاجئة (الأناضول)
+ الخط -

لم يكن مؤتمر قونيا للحزب التركي الحاكم "العدالة والتنمية"، قبل يومين، عادياً، بما أنه شكل إعلاناً عن بداية الحملة الانتخابية للحزب للانتخابات النيابية المقررة في يونيو/حزيران المقبل. وكادت مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل بشكل مفاجئ في المؤتمر الدوري الخامس للحزب، بحضور رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، تطغى على القيمة التركية الوطنية للمؤتمر، إذ كانت لافتة طريقة استقباله وسط صيحات "المجاهد مشعل"، و"حماس نفديكِ بأرواحنا"، و"فلتسقط إسرائيل"، ليلقي مشعل في الحشد خطبة مقتضبة أكد فيها بأن "تركيا القوية هي قوة للقدس وفلسطين، وأن تركيا الديمقراطية، والنهضة، والتقدم، والاستقرار، قوة للمسلمين جميعاً".

ورافق المؤتمر الكشف عن الأغنية الجديدة للحملة الانتخابية، التي تسمّي داود أوغلو "حفيد العثمانيين الحقيقي" و"ناصر المظلومين". لم يتردد داود أوغلو باستغلال مناسبة حضور مشعل للتأكيد على أهم أركان الحملات الانتخابية على مستوى السياسات الخارجية في الانتخابات الأخيرة؛ وهي فكرة أن حزب العدالة والتنمية هو ناصر المظلومين في العالم، بما فيهم السوريون والقضية الفلسطينية والقدس. وتأتي زيارة مشعل بعد أيام من زيارة وفد من الحركة إلى طهران بالتزامن مع تغييرات تشهدها المنطقة، وتتمثل بتغييرات تطرأ على العلاقات البينية لبعض دول المنطقة، مثل مصر وقطر، وفي ظل تخمينات حول احتمال أن تصل تلك التغييرات إلى العلاقات التركية ــ المصرية.

وأعادت زيارة مشعل الحديث عن مكتب حركة "حماس" في إسطنبول والذي تحدثت عنه الكثير من المصادر الإسرائيلية والأميركية ومنها مجلة "فورين أفيرز"، مؤكدة بأنه تحت إدارة صلاح العاروري الذي وصفته منظمة العفو الدولية في عام 2012 بأنه "أحد المؤسسين للجناح العسكري في حماس"، وتتهمه السلطات الإسرائيلية بالوقوف وراء عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة التي أدت إلى الحرب الأخيرة على غزة. وكان العاروري قد غادر دمشق نحو إسطنبول إثر اندلاع الثورة السورية والتوتر الذي شاب العلاقة بين النظام السوري والحركة.

فيما يخص مكتب "حماس" في تركيا، أكد الكاتب التركي المعروف في جريدة راديكال مراد يتكين لـ "العربي الجديد" أنه "لا يرى أن مكتب حماس المزعوم في تركيا يحمل تلك الأهمية التي تتحدث عنها إسرائيل، فليس إلا مكتب ارتباط سياسي، قد ينجح في جمع بعض التبرعات للحركة من المتعاطفين معها، لكنها لن تشكل مبلغا ماليا ذا أهمية"، مستبعداً "فكرة أن تحل أنقرة محل طهران فيما يخص الدعم العسكري بالنسبة للحركة الفلسطينية، لما تربطها من علاقات بالغرب وإسرائيل وهي العضو في حلف شمال الأطلسي".

من جانبه، يقول أستاذ مساعد في معهد أبحاث الشرق الأوسط التابع لجامعة مرمرة لـ "العربي الجديد": أصبحت تركيا الآن سنداً لا بد منه لحماس، بعد خسارتها كلا من النظام السوري بعد اندلاع الثورة ضده ومصر". ويتابع الأستاذ الجامعي أن الورقة التركية قد تكون "ورقة في يد حماس لتخفيف التنازلات التي قد تضطر لتقديمها لطهران في سبيل استئناف الأخيرة تقديم المساعدات لها"، مؤكدا على "أهمية حماس بالنسبة لتركيا الباحثة عن دور فاعل في الشرق الأوسط يتناسب مع حجمها كقوة إقليمية لا يستهان بها".