أدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليمين الدستورية يوم السبت في مقر البرلمان الإيراني، ليبدأ دورته الرئاسية الثانية بشكل رسمي، وسط حضور دولي لافت، إذ شاركت أكثر من 100 شخصية ووفد في المراسم، وهو ما أعطاها أهمية خاصة بالنسبة لإيران. وبدا ذلك واضحاً في تغطية الوسائل الإعلامية الإيرانية التي أظهرت اهتماماً خاصاً بمستوى التمثيل الدبلوماسي للعديد من الأطراف وعلى رأسها الدول الغربية.
ولاقت مشاركة منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، اهتماماً بالغاً، في الوقت الذي يدرس فيه البرلمان في إيران مشروعاً للرد على العقوبات الأميركية يقال إنه الأكبر لمواجهة ما تصفه طهران بالسياسات المعادية والإرهابية لواشنطن.
وتزامنت زيارة المسؤولة الأوروبية في ظل رهان إيراني على الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي على ضوء العقوبات الأميركية وتصعيد واشنطن وتهديدها بإلغاء اتفاق 14 يوليو/ تموز 2015. واستفاد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، من فرصة اللقاء بموغريني قبيل الاحتفال، لينقل لها عتاباً إيرانياً من البيان الأوروبي المشترك الذي أيد التصريحات الأميركية التي أبرزت قلقها من تجربة صاروخ قادر على حمل قمر صناعي. والبيان اعتبر صراحةً أن هذه التجربة بالذات تخرق القرار 2231 الأممي بشأن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى. واعتبر ظريف أنه على الاتحاد الأوروبي أن يحافظ على المسافة وألا يستجيب للضغوط الأميركية، مؤكداً أن صواريخ بلاده لا تخرق بالأساس ذاك القرار كونها ليست قابلة لحمل رؤوس نووية.
ورأى المحلل السياسي، عماد آبشناس، أن حضور المسؤولين الدوليين وعلى رأسهم موغريني مفيد للغاية لإيران في هذه المرحلة، لا سيما أن دخولها في الاتفاق النووي كان فرصة لتثبت طهران للعالم أنها تقبل الحوار والحلول السياسية لا فرض الإملاءات، وفق تعبيره.
اقــرأ أيضاً
وفي حديثه مع "العربي الجديد"، أضاف آبشناس أن طهران حريصة خلال هذه المرحلة على الحفاظ على علاقاتها مع أطراف دون غيرها، وستستفيد من الوضع حتى لا تتمكن واشنطن من العودة إلى سياسات ترمي لعزل طهران. واعتبر أن حضور موغريني يمثل طمأنة كبيرة للإيرانيين، كما أن مشاركتها تحمل رسائل للولايات المتحدة بالدرجة الأولى، بحسب رأيه. وقال الخبير إنه وعلى الرغم من انشغال إيران بملفات إقليمية كثيرة، لكنها في الوقت الراهن معنية باتفاقها النووي، وستعمل البلاد لحصد إجماع دولي لإدانة العقوبات الأميركية الجديدة والمكررة، وستستفيد من أصدقائها الأوروبيين أولاً، وفق قوله.
من ناحية ثانية، حملت مشاركة وفد من حركة حماس رسائل أخرى أيضاً، وقد ركزت المواقع الإيرانية كثيراً على المحاولات الجدية لإعادة ترميم العلاقات بين الحركة وطهران، والتي شهدت فتوراً إثر الموقف المتباين من الأزمة السورية. وقد وصل وفد يضم عضو المكتب السياسي في "حماس"، عزت الرشق، فضلاً عن صالح العاروري، وزاهر جبارين وأسامة حمدان إلى إيران. ورأت مواقع إيرانية عدة أن هذه المشاركة تعني تقديراً للدور الإيراني و"عودة البوصلة نحو فلسطين"، خاصةً بعد التحولات الأخيرة في المسجد الأقصى، حسب تعبير بعض المراقبين.
وذكر الدبلوماسي الإيراني الأسبق، هادي أفقهي، أن دعوة الحكومة الإيرانية لـ"حماس" كانت خاصة بالفعل هذه المرة، وهو ما يجعل مراسم أداء القسم مختلفة عن سابقاتها، على الرغم من أن البلاد كانت حريصة على مشاركة "حزب الله" و"الجهاد الإسلامي"، وفي ذلك رسائل ثانية ترتبط بـ"محور المقاومة ودوره في الإقليم"، لكن لحركة حماس حظوة خاصة هذه المرة، حسب رأيه. وقال لـ"العربي الجديد" إن طهران و"حماس" معنيتان بتحسين العلاقات، لا سيما بعد الأزمة الخليجية والاتهامات الموجهة لقطر وللحركة نفسها. واعتبر أن إيران لن ترضى بتصنيف "حماس" منظمة إرهابية، وفي الوقت ذاته، ستتقارب الحركة معها بسبب التحولات الإقليمية الأخيرة.
وهنا يبرز عنوان آخر من العناوين التي وضعت بين طيات مراسم قسم الرئاسة. فقد رأت إيران أن مشاركة قطر ولو على مستوى وزير الاقتصاد، أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، تعتبر مهمّة على أكثر من صعيد. كذلك نقلت بعض المواقع عن وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، قوله إن الوفد التركي سيبحث على هامش مراسم أداء القسم عناوين ترتبط بتزويد قطر ببضائع براً وعبر الأراضي الإيرانية.
وبوجود كل هذه الملفات، لوحظ إجماع في الداخل الإيراني بين التيارات السياسية على أهمية المشاركة الدولية على هذا المستوى في تنصيب روحاني رئيساً، وهو ما يعطي البلاد ثقلاً إقليمياً ودولياً بحسب هؤلاء، ولكنه لا يلغي أن الرئيس بدورته الثانية لن يواجه تحديات سياسية على الصعيد الداخلي، لا سيما إذا استمرت سياسات الانفتاح والاعتدال مع الخارج، من دون أن تحصد طهران مكتسبات حقيقية.
اقــرأ أيضاً
ولاقت مشاركة منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، اهتماماً بالغاً، في الوقت الذي يدرس فيه البرلمان في إيران مشروعاً للرد على العقوبات الأميركية يقال إنه الأكبر لمواجهة ما تصفه طهران بالسياسات المعادية والإرهابية لواشنطن.
ورأى المحلل السياسي، عماد آبشناس، أن حضور المسؤولين الدوليين وعلى رأسهم موغريني مفيد للغاية لإيران في هذه المرحلة، لا سيما أن دخولها في الاتفاق النووي كان فرصة لتثبت طهران للعالم أنها تقبل الحوار والحلول السياسية لا فرض الإملاءات، وفق تعبيره.
وفي حديثه مع "العربي الجديد"، أضاف آبشناس أن طهران حريصة خلال هذه المرحلة على الحفاظ على علاقاتها مع أطراف دون غيرها، وستستفيد من الوضع حتى لا تتمكن واشنطن من العودة إلى سياسات ترمي لعزل طهران. واعتبر أن حضور موغريني يمثل طمأنة كبيرة للإيرانيين، كما أن مشاركتها تحمل رسائل للولايات المتحدة بالدرجة الأولى، بحسب رأيه. وقال الخبير إنه وعلى الرغم من انشغال إيران بملفات إقليمية كثيرة، لكنها في الوقت الراهن معنية باتفاقها النووي، وستعمل البلاد لحصد إجماع دولي لإدانة العقوبات الأميركية الجديدة والمكررة، وستستفيد من أصدقائها الأوروبيين أولاً، وفق قوله.
من ناحية ثانية، حملت مشاركة وفد من حركة حماس رسائل أخرى أيضاً، وقد ركزت المواقع الإيرانية كثيراً على المحاولات الجدية لإعادة ترميم العلاقات بين الحركة وطهران، والتي شهدت فتوراً إثر الموقف المتباين من الأزمة السورية. وقد وصل وفد يضم عضو المكتب السياسي في "حماس"، عزت الرشق، فضلاً عن صالح العاروري، وزاهر جبارين وأسامة حمدان إلى إيران. ورأت مواقع إيرانية عدة أن هذه المشاركة تعني تقديراً للدور الإيراني و"عودة البوصلة نحو فلسطين"، خاصةً بعد التحولات الأخيرة في المسجد الأقصى، حسب تعبير بعض المراقبين.
وهنا يبرز عنوان آخر من العناوين التي وضعت بين طيات مراسم قسم الرئاسة. فقد رأت إيران أن مشاركة قطر ولو على مستوى وزير الاقتصاد، أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، تعتبر مهمّة على أكثر من صعيد. كذلك نقلت بعض المواقع عن وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، قوله إن الوفد التركي سيبحث على هامش مراسم أداء القسم عناوين ترتبط بتزويد قطر ببضائع براً وعبر الأراضي الإيرانية.
وبوجود كل هذه الملفات، لوحظ إجماع في الداخل الإيراني بين التيارات السياسية على أهمية المشاركة الدولية على هذا المستوى في تنصيب روحاني رئيساً، وهو ما يعطي البلاد ثقلاً إقليمياً ودولياً بحسب هؤلاء، ولكنه لا يلغي أن الرئيس بدورته الثانية لن يواجه تحديات سياسية على الصعيد الداخلي، لا سيما إذا استمرت سياسات الانفتاح والاعتدال مع الخارج، من دون أن تحصد طهران مكتسبات حقيقية.