قالت وكالة الأنباء السعودية، إن ولي العهد محمد بن سلمان أجرى في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن، وسط حراك دولي واسع لوقف الحرب وإنهاء الأزمة المتصاعدة منذ ست سنوات.
ووفقاً للوكالة، فقد ناقش الاتصال الهاتفي "التأييد الدولي للمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصّل لحل سياسي شامل"، والتي نصّت على رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء واستئناف الرحلات إلى "وجهات محددة"، والسماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، شريطة توريد رسومها إلى حساب بنكي محايد وصولاً إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وذكرت الوكالة، أن الرئيس اليمني، أشاد بحرص السعودية على تحقيق السلام الدائم في اليمن، وإرساء الأمن والاستقرار فيه، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، وما إذا كانت الحكومة اليمنية قد قدّمت تنازلات جديدة لتلبية الشروط الحوثية أم لا.
وهذا هو أول اتصال هاتفي بين ولي العهد السعودي والرئيس اليمني الذي يقيم في الرياض منذ طرح المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة باليمن، الأسبوع الماضي.
ويشير الاتصال الهاتفي النادر، والذي جاء بعد ساعات من وصول المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ إلى الرياض قادماً من مسقط لنقل الملاحظات الحوثية، إلى أن ولي العهد السعودي دخل بشكل علني، على خط الأزمة، لحث الرئيس اليمني على تقديم المزيد من التنازلات من أجل قبول الحوثيين بوقف الحرب.
وبعيداً عن التطورات السياسية، أعلن ولي العهد السعودي، خلال الاتصال ذاته عن تقديم منحة مشتقات نفطية بمبلغ 422 مليون دولار، من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن لتشغيل محطات الكهرباء في المحافظات اليمنية، ودعماً للحكومة الشرعية لتقديم الخدمات للشعب وتحقيق الأمن والاستقرار، وذلك تلبية لمناشدة سابقة أطلقتها الحكومة المعترف بها دولياً.
#عاجل
— واس الأخبار الملكية (@spagov) March 30, 2021
سمو #ولي_العهد يُجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس اليمني، بحثا خلاله تطورات الأوضاع في #اليمن الشقيق، والتأييد الدولي للمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل.https://t.co/sLuChF10RJ#واس pic.twitter.com/I0Wu7gtlSP
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، كشفت وكالة "سبأ" الرسمية اليمنية، أن وزير الخارجية أحمد بن مبارك، عقد اجتماعاً مع المبعوث الأميركي إلى اليمن، بعد ساعات من وصوله إلى الرياض.
وحسب الوكالة، فقد ندد المسؤول اليمني بالهجمات الحوثية على مأرب، والتي تتزامن مع ما يبذله المجتمع الدولي من جهودٍ لوقف إطلاق النار والتخفيف من الأزمة الإنسانية.
وأكد بن مبارك، أن ما أسماها بـ"الأعمال الإجرامية"، تتناقض مع ما تروّج له الميليشيات الحوثية عن رغبتها بإنهاء الحرب، لافتاً إلى أن الاستعداد للسلام "يتطلب التخلي عن العنف واحترام حياة الناس الذين تتاجر الميليشيات بمعاناتهم".
ووفقاً للوكالة، فقد أكد المبعوث الأميركي على ضرورة إيقاف الهجمات من أجل التقدم نحو الحل السياسي وإنهاء الحرب ومعالجة تبعات الأزمة الإنسانية في اليمن.
وكانت سلطنة عمان، قد أعلنت أمس الثلاثاء، أنها "مستمرة في العمل عن كثب" مع السعودية والمبعوثين الأممي والأميركي الخاصين باليمن والأطراف اليمنية... بهدف التوصّل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة، امتثالاً لأوامر السلطان هيثم بن طارق".
وأعربت السلطنة عن أملها في أن تحقق الاتصالات "النتيجة المرجوّة" في القريب العاجل، "بما يعيد لليمن أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح دول المنطقة"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
ولا توجد مؤشرات حقيقية لإنهاء الأزمة في ظل استمرار الهجمات الحوثية على مأرب، واستمرار التصلّب في الموقف السياسي، حيث جدد متحدث الجماعة، محمد عبد السلام، مساء الثلاثاء، رفضهم أية خطوة تفصل الملف الإنساني عن العسكري والسياسي.
وقال عبد السلام في تغريدة على تويتر: "يساوموننا على لقمة العيش وحبة الدواء وحرية حركة التنقّل، يساومون باسم السلام لنشترك معهم في ظلم الشعب، ولن يتحقق السلام"، في إشارة للتحالف السعودي.
يساومونا على لقمة العيش وحبة الدواء وحرية حركة التنقل،يساومون باسم السلام لنشترك معهم في ظلم الشعب،ولن يتحقق السلام
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) March 30, 2021
ونكرر القول:تلك حقوق إنسانية لا تقبل المساومة،ومن حق شعبنا اليمني أن ينعم بحقوقه الإنسانية كافة ككل الشعوب،وهو لايعدم الوسيلة لتحقيق ذلك وأكثر باذن الله.
وأشار المسؤول الحوثي، إلى أن دخول الإمدادات "حقوق إنسانية لا تقبل المساومة"، وشدد على أنه من حق الشعب اليمني أن "ينعم بحقوقه الإنسانية مثل كافة الشعوب، وهو لا يعدم الوسيلة لتحقيق ذلك وأكثر"، في تلويح ضمني باستخدام القوة لرفع الحظر.