والاه: إسرائيل فجرت أجهزة بيجر المفخخة خشية كشفها في الفترة القريبة

18 سبتمبر 2024
جرحى في انفجار أجهزة اتصال في لبنان، 17 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

وصلت إسرائيل لنقطة إما أن تستخدم أجهزة بيجر المفخخة أو تفقدها

نتنياهو والمسؤولون كانوا منشغلين بالموضوع خلال زيارة هوكشتاين

غالانت اتصل بأوستن لكنه رفض تقديم تفاصيل محددة حول العملية

أفاد موقع والاه العبري، اليوم الأربعاء، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين كبار لم يسمّهم، بأنّ إسرائيل قررت، يوم أمس الثلاثاء، تفعيل أجهزة بيجر التي حملها عناصر من حزب الله في لبنان وسورية، خشية أن يتمكن الحزب في الفترة القريبة من اكتشاف الثغرة الأمنية في أجهزة الاتصال المذكورة. وقال مسؤول أميركي رفيع لم يسمه الموقع، واصفاً الأسباب التي قدمتها إسرائيل للولايات المتحدة فيما يتعلّق بتوقيت الهجوم: "وصلت إسرائيل إلى نقطة، إما أن تستخدم فيها أجهزة بيجر المفخخة وإما أن تفقدها".

ونقل الموقع العبري عن مسؤول إسرائيلي سابق لم يسمّه، قوله إنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة بيجر المفخخة التي تمكّنت من "زرعها" لدى عناصر حزب الله، كضربة استباقية مفاجئة في حرب شاملة، من أجل شلّ التنظيم بشكل مؤقت، ما سيمنح إسرائيل أفضلية كبيرة في الهجوم. 

وبحسب ما نقله الموقع الإسرائيلي عن مسؤول أميركي لم يسمّه، في الأيام الأخيرة، تزايد القلق في إسرائيل من أنّ حزب الله قد يكتشف أنّ أجهزة الاتصال تمثل خرقاً أمنياً. وبناء على ذلك، جرت مشاورات طارئة بين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء كبار ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، أسفرت عن اتخاذ القرار باستخدام النظام السرّي الآن، بدلاً من المخاطرة باكتشافه من قبل حزب الله.

إسرائيل أخفت تفاصيل عملية تفجير أجهزة بيجر عن الولايات المتحدة

وأوضح الموقع أنه في وقت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين إلى تل أبيب، يوم الاثنين، كان نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت وعدد آخر من كبار المسؤولين الإسرائيليين، منشغلين بمشاورات أمنية حول الموضوع، وعند لقائهم هوكشتاين لم يعطوه أي فكرة عما يحدث خلف الكواليس. وأمس الثلاثاء قبل عدة دقائق من بدء أجهزة الاتصال بالانفجار، اتصل غالانت بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

وقال مسؤول أميركي، لـ"والاه"، إنّ غالانت أبلغ نظيره الأميركي بأنّ إسرائيل ستنفذ عملية ما في لبنان قريباً، لكنه رفض تقديم تفاصيل محددة حول الهدف أو طبيعة العملية. وبحسب ذات المسؤول، فإنّ إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقاً بتفاصيل الهجوم، لكنه أضاف أنّ المكالمة الهاتفية التي أجراها غالانت كانت محاولة لتجنّب موقف تفاجئ فيه إسرائيل الولايات المتحدة تماماً.

ونعى حزب الله، أمس الثلاثاء، 12 من عناصره، في أعلى حصيلة في يوم واحد منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دون أن يعرف من منهم استشهد جراء تفجير أجهزة بيجر، إذ عادة ما يعتمد حزب الله إعلان سقوط شهدائه "على طريق القدس"، وهو تعبير يستخدمه منذ بدء الحرب. وأكّد مصدر في حزب الله لـ"العربي الجديد" اختراق الاحتلال الإسرائيلي أجهزة بيجر تابعة لعناصر الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في الجنوب والبقاع، وتفجيرها، ما أدى إلى وقوع شهداء وعددٍ من الإصابات. 

وحمّل حزب الله، أمس الثلاثاء، في بيان له، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن "هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طاول المدنيين أيضاً، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة"، مضيفاً: "إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد".

المساهمون