نفت السفارة الأميركية في تركيا، اليوم الأربعاء، وجود أي اتفاقية سرية بين واشنطن وأنقرة تتضمن قبول اللاجئين الأفغان لديها وفق ما زعمته المعارضة التركية.
ونشرت السفارة الأميركية في تركيا عبر حسابها الرسمي بيانا، قالت فيه إن "الادعاءات التي تتحدث عن أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا في ما يخص قبول اللاجئين الأفغان في تركيا أو المساومة عليهم، مزاعم غير صحيحة كليا، واقتضى توضيح ذلك".
The U.S. Embassy wishes to state that allegations regarding an “agreement” or “deal” between President Biden and President Erdoğan regarding Afghan refugees or migrants are completely without foundation.
— U.S. Embassy Turkey (@USEmbassyTurkey) August 18, 2021
وشكّل موضوع نقل اللاجئين الأفغان إلى تركيا حدثا سياسيا وإعلاميا واجتماعيا ساخنا في البلاد بعد ادعاءات ساقها حزب الشعب الجمهوري المعارض حول اتفاق سري بقبولهم، فيما ردت الحكومة بنفي الخبر، مؤكدة تشديد الإجراءات على الحدود وضبط المهاجرين غير النظاميين.
وتفاعل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مع الموضوع، لتطاول النقاشات اللاجئين السوريين، حيث انفجر الوضع المحتقن بعد مقتل شاب تركي على يد شاب سوري، بتنظيم مظاهرات وشن هجوم على ممتلكات السوريين في العاصمة أنقرة في انعكاس لتأثير المزاعم المساقة على حياة اللاجئين السوريين.
واشتعلت القصة عندما ادعى زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو قبل فترة، أن "اللاجئين الأفغان يأتون إلى تركيا عبر مجموعات كبيرة، بعد قبول أردوغان خلال لقائه بايدن بقدومهم إلى تركيا وهو اتفاق سري"، فيما أشار القيادي المعارض إلى أن مسؤولًا أميركيًا لم يسمه قد قال إن "مليون أفغاني سيلجأون إلى تركيا (..) ستختار أميركا منهم وتقبلهم كلاجئين إليها، أما الباقون فسيبقون في تركيا"، مخاطبا أردوغان بالسؤال "هل ستقوم بالعبودية مقابل المال، وهل ستبيع احترام الدولة بالمال".
وتبعه في الادعاء نائب رئيس الحزب أوزغور أوزال بقوله، إن أردوغان يساوم نظيره الأميركي جو بايدن في ما يتعلق باللاجئين الأفغان، داعيًا "أميركا إلى أن تعي أن هذه الاتفاقيات ترتبط بأردوغان فقط ولا ترتبط بحزب الشعب الجمهوري في حال توليهم (المعارضة) السلطة".
وردا على تصريحات كلجدار أوغلو، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس سابقا، تلك المزاعم بقوله: "أميركا لم تعمل على توجيه اللاجئين الأفغان لأي دولة بما فيها تركيا".
فيما جاء البيان الأخير الصادر اليوم من قبل السفارة الأميركية ليحسم المزاعم التي ساقتها المعارضة، ولكن هذه المزاعم تركت أثرا اجتماعيا كبيرا لن يكون من السهل تجاوزه على المدى القريب.
وقبل أيام، أعلن رئيس الوزراء الألباني أيدي راما، ترحيب بلاده باستضافة اللاجئين الأفغان قبل ترحيلهم إلى الولايات المتحدة الأميركية، مبينا في تغريدة له أن الإدارة الأميركية طلبت من ألبانيا تقييم عرض لاستضافة عدد معين من الأفغان المتعاونين مع قوات التحالف الدولي في بلادهم، وذلك قبل ترحيلهم إلى الولايات المتحدة.
وتعمل الولايات المتحدة منذ أشهر على استضافة آلاف الأفغان المتعاونين معها وعائلاتهم، الذين يعتزمون الهرب من البلاد بسبب الأوضاع الأمنية تزامناً مع سيطرة حركة طالبان على البلاد.