"واشنطن بوست": انتخابات غزة "سُرقت" من أهلها

09 سبتمبر 2016
الانتخابات كانت تجربة أولى للشباب (ماركو لونغاري/ فرانس برس)
+ الخط -


رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير لها من غزة، نشرته اليوم الجمعة، عدداً من آراء أهالي قطاع غزة، مشيرة إلى شعور لديهم بأنّهم "سُرقوا"، وذلك بعد قرار المحكمة الفلسطينية العليا تأجيل الانتخابات البلدية المقررة الشهر المقبل، إلى أجل غير مسمى.

وتلفت الصحيفة، إلى أنّ أهالي القطاع، كانوا متحمسين للتوجه إلى مراكز الاقتراع، للمرة الأولى منذ عقد، لكنّهم فوجئوا بقرار التأجيل الذي أتى على خلفية الخلافات بين الأطراف السياسية المتنافسة ما بين قطاع غزة والضفة الغربية.

وفي هذا السياق، تقول نيرمين دبان، وهي ربة منزل (34 عاماً)، للصحيفة، "أشعر بالغضب فعلاً من قرار التأجيل. إنّ السياسيين يتلاعبون بنا. إنّهم كالأطفال، عندما لا يربحون.. يخربون اللعبة".

بالنسبة للشباب، تلفت الصحيفة، إلى أنّ الانتخابات لو حصلت لكانت "تجربتهم الأولى" في اختبار ممارسة حقهم الديمقراطي في التصويت، لاسيما وسط مجتمع غالباً ما يدار من كبار السن، ولجان غير كفوءة، في وقت يبدو مجلس النواب كـ "صدف فارغ" على شاطئ البحر.

وقد ارتفع عدد الناخبين المسجّلين في غزة إلى أكثر من 80 في المئة من السكان البالغين، وهي نسبة أعلى بكثير مما كانت عليه في الضفة الغربية، بحسب الصحيفة.

وربما لم يكن قرار وقف تنفيذ الانتخابات ليعني، لو كان متعلقاً بالانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، بحسب الصحيفة، ولكن لارتباطه باختيار ممثلين عن الشعب لشغل 3818 مقعداً في 416 مجلساً بلدياً في مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتقول نور أطرش، وهي تعمل محاسبة في جمعية خيرية في غزة (27 عاماً) للصحيفة، إنّ "تأجيل الانتخابات كان متوقعاً. لم أصدق يوماً أنّ الانتخابات ستجرى"، معتبرة أنّ "فتح وحماس لم تظهرا اهتماماً بالديمقراطية"، متهمة الحركتين بأنّهما "تعنيهما مصالحمها فقط ولا تهتمان بأمور الناس".

وتقول الصحيفة، إنّ المحكمة العليا الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، قرّرت أمس الخميس تعليق الانتخابات، بعد طعون تم رفعها على قرارات قضاة متهمين بارتباطهم بحماس في استبعاد بعض مرشحي فتح في غزة.

كما أنّ قرار التعليق جاء، بحسب الصحيفة، بعد رفع طعون أخرى باسم عدد من الفلسطينيين في القدس الشرقية، دفاعاً عن حقهم بالتصويت، حيث تعتبر إسرائيل القدس الشرقية جزءاً منها ولا تسمح للفلسطينيين فيها بالتوجّه إلى صناديق الاقتراع، في حين يعتبر الفلسطينييون القدس الشرقية جزءاً من الأراضي المحتلة، ويطالبون بها عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل.

ومع ذلك، تذكّر الصحيفة، بأنّ الإعلان عن إجراء الانتخابات في حينه، بدا وكأنه فتح الباب على انتقادات بعض الشيء، تم رصدها في الحملات الإلكترونية والنقاش الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت وحتى في الشوارع، لكن الآن ومع تعليق الانتخابات، تراجعت حظوظ هذه الأصوات وتضاءلت آمالها.

"الانتخابات كانت فرصة لنا. ومجرّد فكرة أنّ الفلسطينيين قد يتوحدون كان من شأنها أن تؤدي إلى المصالحة بين الفصائل"، تقول أطرش لـ"واشنطن بوست"، مستدركة "لكنّ ذلك لم يحصل. الانقسام أكثر عمقاً الآن. وهنا الحياة ستكون أكثر صعوبة، فيما الطرفان سيتبادلان اللوم.. من دون أي إشارة في الأفق إلى النهاية".



المساهمون