هيئة تحرير الشام تداهم اعتصام المحكمة العسكرية في إدلب

14 مايو 2024
زوجة وأطفال معتقل لدى هيئة تحرير الشام يطالبون بالإفراج عنه، 1 مارس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في إدلب، قامت هيئة تحرير الشام بمداهمة خيام اعتصام متظاهرين يطالبون بإفراج عن معتقلين، مما أدى لإطلاق نار وأضرار مادية وجسدية.
- المظاهرات تطالب برحيل زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، مع الدعوة لتشكيل لجنة قضائية مستقلة لمراجعة ملفات المعتقلين.
- تزايد الفلتان الأمني في درعا، حيث تم العثور على جثة قيادي سابق بالمعارضة مع آثار تعذيب، مما يعكس استمرار التوتر وعدم الاستقرار في سورية.

داهم جهاز الأمن العام في هيئة تحرير الشام ظهر اليوم الثلاثاء، خيام الاعتصام لمتظاهرين أمام المحكمة العسكرية التابعة للهيئة في مدينة إدلب شمال غربيّ سورية، بعد يوم من الاعتصام والتظاهر، مطالبين بإفراج الهيئة عن معتقلين لديها، منهم مهاجرون مصريون.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عناصر من الأمن العام في هيئة تحرير الشام داهموا خيام الاعتصام أمام مبنى المحكمة العسكرية في إدلب بهدف فضّ الاعتصام، حيث أطلقوا النار بكثافة في الهواء بهدف إخافة المعتصمين الذين تدافعوا من الخيام إلى الخارج، ما أوقع أضراراً مادية وجسدية.

وأضافت المصادر أن عناصر الأمن في هيئة تحرير الشام حطموا جزءاً من الخيام والكراسي واعتدوا بالضرب على بعض المتظاهرين والمعتصمين، لكن الناشطين لا يزالون في مكان الاعتصام في حالة صدام متكرر مع عناصر أمن الهيئة، مؤكدة أن المنطقة تشهد الآن توتراً كبيراً وحضور مزيد من الحشود التي تطالب بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني.

المطالبة برحيل زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني

وكان الاعتصام قد بدأ مساء الأحد الماضي، إثر مظاهرات شملت قرى وبلدات في إدلب كانت تطالب برحيل أبو محمد الجولاني، وبالإفراج عن المعتقلين في سجونه التي يصفونها بالمسالخ البشرية، وأكدت مصادر "العربي الجديد" أن الاعتصام بدأته مجموعة من "المهاجرين" المصريين في مبنى المحكمة للمطالبة بالإفراج عن معتقلين في سجون هيئة تحرير الشام.

وفي الشأن ذاته، قال الناشط في الحراك ضد الجولاني، شهم العلوان، لـ"العربي الجديد"، إن هذا الاعتصام وسيلة ضغط على زعيم هيئة تحرير الشام، الجولاني، لإطلاق سراح معتقلي الرأي، مضيفاً: "لا نرضى ولا نعترف بقضاء الجولاني، لأن قضاءه ليس مستقلاً، بل هو طرف في كل ملف وقضية، وخاصة عندما تكون القضية مع أحد مخالفيه، ونطالب بلجنة قضائية مستقلة يتم التوافق عليها، تكون هي الحكم بيننا وتضطلع بملف المعتقلين بشكل كامل". وعن الأجانب و"المهاجرين" في الحراك ضد الجولاني، قال العلوان إنهم لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز 3% من المشاركين في الحراك.

وكان جهاز الأمن العام في هيئة تحرير الشام قد شن حملة اعتقالات الصيف الماضي، على خلفية "ملف العمالة"، حيث اتهم الجولاني قيادات في الهيئة بالعمالة للنظام السوري وروسيا والتحالف الدولي، وشملت الاعتقالات قادة عسكريين وأمنيين وإداريين في صفوفه، كان أبرزها اعتقال الرجل الثاني في الهيئة، العراقي ميسرة الجبوري المعروف بلقب "أبو ماريا القحطاني"، الذي أطلق سراحه بعد شهور وقتل في تفجير انتحاري بعد قرابة شهر من الإفراج عنه. 

ومنذ بداية العام الجاري، شهدت إدلب ومحيطها ارتفاعاً في وتيرة الاحتجاجات ضد ممارسات هيئة تحرير الشام، وخصوصاً الاعتقال والتعذيب في السجون، واحتكار إدارة المنطقة في الجانب الأمني والاقتصادي.

مقتل قيادي معارض في درعا.. النظام السوري في قفص الاتهام

في سياق منفصل، عثر مواطنون ليل الاثنين الثلاثاء على جثة قيادي سابق في المعارضة السورية مقتولاً، وتظهر على جثته آثار تعذيب في ريف محافظة درعا الشمالي الغربي، جنوبيّ سورية، في حين وُجهت أصابع الاتهام إلى قوات النظام السوري بالوقوف وراء عملية القتل.

وقال "تجمّع أحرار حوران" (تجمّع لناشطين معنيّ بمتابعة أخبار الجنوب السوري)، إن الأهالي عثروا مساء الاثنين، على جثة الشاب محمد ثائر العاسمي، الملقب بـ"عيادة"، على الطريق الواصل بين مدينة الشيخ مسكين وبلدة إبطع، وتظهر عليها آثار تعذيب شديدة، وذلك بعد اختطافه في المنطقة الفاصلة بين مدينة داعل وبلدة عتمان قبل يومين.

وقال أبو محمود الحوراني، المتحدث باسم التجمع، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن العاسمي تعرّض للاختطاف في منطقة تقع بين حاجزين للأمن العسكري التابع لأفرع النظام السوري الأمنية، مشيراً إلى أن الأهالي وجهوا الاتهام لعناصر الأمن العسكري باختطاف العاسمي وتعذيبه ثم رمي جثته قرب مدينة الشيخ مسكين بهدف إبعاد التهمة عنهم.

ولفت الحوراني إلى أن العاسمي يتحدر من مدينة داعل، ويقود مجموعة كان المسؤول عنها القيادي السابق في فصيل "جيش الثورة" التابع للجيش الحر الشيخ فادي العاسمي، قبيل اغتياله في أغسطس/آب عام 2022. وأشار إلى أن الفلتان الأمني تزداد وتيرته في أرجاء محافظة درعا من خلال عمليات القتل والاغتيال والخطف، مشيراً إلى تجنيد النظام السوري مليشيات بهدف اغتيال المعارضين.

في السياق، قُتل عنصران في اللواء الثامن التابع للنظام السوري ليل الاثنين الثلاثاء، جراء انفجار في أحد مستودعات اللواء بمدينة بصرى الشام في ريف محافظة درعا الشرقي.

واليوم الثلاثاء، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من منطقة الفرن الآلي في الحيّ الغربي لمدينة نوى، تبعها إطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام التي انتشرت على طول الطريق العام في المدينة، سبقها بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء انفجار عبوة ناسفة بسيارة تعود ملكيتها لأحد أبناء عائلة الحشيش، دون تسجيل إصابات بشرية.

إلى ذلك، أكد التجمع أن المساعد في الأمن العسكري المدعو "أبو خالد" قُتل اليوم الثلاثاء، إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين قريتي القصيبة وعين فريخة في ريف محافظة القنيطرة الجنوبي، جنوبيّ البلاد، مبيناً أن القتيل يعمل مسؤولاً عن مفرزة الأمن العسكري في منطقة الرفيد جنوبيّ القنيطرة.

المساهمون