هل يجتمع النظام السوري وتركيا قريباً في بغداد؟

30 يونيو 2024
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دبي 1 ديسمبر 2023 (شون جالوب،Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تركيا والنظام السوري يظهران استعدادًا للحوار، مع إمكانية عقد اجتماع في بغداد قد يمهد لمفاوضات طويلة تهدف إلى تفاهمات سياسية وميدانية، بدون حضور أطراف ثالثة أو الإعلام.
- التحديات تواجه التقارب بين الطرفين تشمل فقدان الثقة المتبادلة والعقبات الميدانية، بالإضافة إلى قضايا مثل عودة اللاجئين السوريين والتعاون ضد قوات قسد، مع دور روسي محتمل في دفع الحوار.
- المعارضة السورية و"الإدارة الذاتية" الكردية تعبران عن قلقهما من التقارب بين أنقرة ودمشق، مخافة أن يتم تجاهل مصالح ومطالب الشعب السوري، وينظر إليه كمؤامرة ضد مصالحهم.

تتوالى ردود الفعل والتسريبات بشأن الخطوات المقبلة على صعيد العلاقة بين النظام السوري وتركيا بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول أمس الجمعة، التي تحدث فيها عن إمكانية اجتماعه مع رئيس النظام بشار الأسد الذي كان قال يوم الأربعاء الماضي إنه منفتح على جميع المبادرات بشأن العلاقة مع تركيا.

وفي الإطار، نقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري عن مصادر قولها إن ثمة "خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار"، وأضافت أن "اجتماعاً سورياً تركياً مرتقباً ستشهده العاصمة العراقية بغداد، وهذه الخطوة ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية"، مشيرة إلى أن الجانب التركي كان طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري من دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام، للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين الجانبين إلى سابق عهدها.

غير أن مسؤولاً في مكتب مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، قال لـ"العربي الجديد" أمس السبت إنه "لم يُحدَّد موعد للقاء بين الطرفين التركي والسوري، ولا اتفاق على مستوى التمثيل في اللقاء المرتقب حتى الآن، لكن العراق نجح في إقناع الطرفين بالجلوس للحوار في بغداد، وهناك تفاصيل مهمة بشأن الملفات أو المواضيع التي ينبغي فتحها خلال اللقاء، وهذه النقطة لا تزال غير محسومة".

واعتبر المحلل السياسي أحمد الحسن، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "التصريحات العلنية لكل من أردوغان وبشار الأسد لا تعكس الصعوبات الكبيرة أمام تحقيق تقدم حقيقي في التقارب بين الجانبين، فضلاً عن فقدان الثقة المتبادل بينهما"، وأضاف أن "مثل هذه التصريحات ليست جديدة على الساحة التركية، لكن الكل يدرك حجم العوائق على الأرض، بالرغم من الضغوط والإغراءات الروسية المقدمة للجانبين"، معتبراً أنه ليس لدى "نظام الأسد الكثير كي يقدمه لتركيا، سواء على صعيد عودة اللاجئين السوريين الذي يربط النظام عودتهم بتلقيه مساعدات كبيرة من الخارج بحجة إعادة تأهيل مناطقهم التي دمرها هو بنفسه، أم على صعيد توحيد الجهود لمحاربة قوات قسد في شرق سورية، والتي لا تزال تحظى بدعم أميركي، ولا يمكن للجانبين تركيا والنظام التحرك ضدها، ما لم يرفع هذا الدعم، حيث يراهن الجانبان على وصول دونالد ترامب مجدداً إلى السلطة في الولايات المتحدة، والذي لم يظهر خلال رئاسته السابقة اهتماماً ببقاء القوات الأميركية في سورية".

وأثارت تصريحات أردوغان بشأن استعادة العلاقات مع الأسد مخاوف لدى المعارضة السورية من أن تكون هذه الخطوة على حسابها، وكذلك وصفت "الإدراة الذاتية" الكردية في شمال شرق سورية ما يجري بأنه "مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوري بكل أطيافه".

واعتبرت "الإدارة الذاتية"، في بيان لها أمس السبت، أن "أي اتفاق مع الدولة التركية هو ضد مصلحة السوريين عامة وتكريس للتقسيم وتآمر على وحدة سورية وشعبها، ولن يحقق هذا الاتفاق أي نتائج إيجابية، بل سيؤدي إلى تأزيم الواقع السوري ونشر مزيد من الفوضى". وأضاف: "لا يخفى على أحد دور الدولة التركية السلبي منذ بداية الثورة في سورية، على حساب مظلومية الشعب وأحقية قضيته، وبقناع مزيف وخداع ادعت تحولها إلى داعم أساسي للسوريين، واحتلت أجزاء من سورية".

ولم يصدر حتى الآن موقف واضح من جانب المعارضة السورية التي تتخذ أغلبها من الأراضي التركية مقراً لها أو تتلقى دعماً من تركيا، ولكن العديد من الأصوات المحسوبة على المعارضة انتقدت أي تقارب بين تركيا ونظام الأسد، وأبدت مخاوف من أن يكون هذا التقارب مجرد صفقة سياسية بين الجانبين، تنتهي بإعادة تعويم النظام من دون أن يقدم الأخير أية تنازلات تخص المطالبة الأساسية للشعب السوري في الحرية وإقامة نظام ديمقراطي.