هدوء حذر في صنعاء غداة مقتل 12 مدنياً بقصف جوي للتحالف

18 يناير 2022
تستمرّ أعمال البحث عن ضحايا تحت الأنقاض (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -

يخيّم هدوء حذر على العاصمة اليمنية صنعاء غداة الهجوم الذي نفذته مقاتلات التحالف السعودي - الإماراتي على منزل قيادي عسكري في جماعة الحوثيين، ما أسفر عن مقتل 12 مدنياً في حصيلة غير نهائية، مع استمرار أعمال البحث عن ضحايا تحت أنقاض المنزل الواقع في الحي الليبي، وأيضاً سوء حالة بعض الجرحى.

وأعاد الهجوم إلى الأذهان بعض ملامح البدايات الأولى للحرب، حينما كانت الضربات الجوية تطاول أهدافاً مدنية وبنى تحتية في صنعاء وتتسبب بحالة من الفزع في أوساط المدنيين، لكن سرعان ما عادت الحياة إلى طبيعتها، وفقاً لشهود عيان لـ"العربي الجديد".

وأكد سكان أن الساعات الأولى من صباح اليوم، الثلاثاء، شهدت تخوفاً من الناس من الخروج لمزاولة أعمالهم خشية استمرار الغارات الجوية بعد إعلان التحالف عن تنفيذ ضربات جوية على مدار 24 ساعة، لكن الحركة عادت بشكل طبيعي مع منتصف الظهيرة.

ومنذ إعلان التحالف عن عملية ردع شاملة تشارك فيها مقاتلات "إف 15" و"إف 16" فوق صنعاء كردّ انتقامي على الهجمات الحوثية التي طاولت أبوظبي، أحصى "العربي الجديد" 10 غارات جوية فقط على صنعاء ومناطق مجاورة لها، في معدل متدنٍ.

وكانت آخر 4 غارات للتحالف قد طاولت، مساء اليوم الثلاثاء، مديرية بني مطر في ريف صنعاء. وفيما أعلن التحالف استهداف أبراج اتصالات عسكرية خاصة بالطائرات المسّيرة في جبل النبي شعيب، لم تكشف جماعة الحوثين عن أي تفاصيل.

ومن المرجح أن الهجوم المميت الذي طاول منزل مدير كلية الطيران والدفاع الجوي عبد الله قاسم الجنيد وأسفر عن سقوط مدنيين، قد ساهم في كبح الضربات الجوية للتحالف أو تنفيذ ضربات موجعة تنجح في اصطياد قيادات الصف الأول لجماعة الحوثيين.

وخلافاً للرواية الحوثية التي تحدثت عن 14 قتيلا، أكد مصدر حقوقي عاين الحادثة عن قرب، لـ"العربي الجديد"، أن الغارات الجوية التي استهدفت منزل القائد العسكري الحوثي أسفرت عن مقتل 12 مدنياً، بينهم 3 نساء، فضلاً عن 9 جرحى، 2 منهم في حالة حرجة، ويتلقون الرعاية الطبية المركزة في أحد مستشفيات العاصمة.

ووفقاً للمصدر، فإن جميع الضحايا من أسرة الجنيد، فيما كانت الأضرار مادية فقط في المنازل المجاورة التي تهشمت نوافذها، كما تحطمت غالبية المركبات في الحي الليبي والشارع المجاور، فيما شهدت بعض الأحياء حركة نزوح داخلية خفيفة خشية من مصير مماثل، وخصوصاً بعد التحذيرات التي أطلقها التحالف للمدنيين بالابتعاد عن المعسكرات ومنازل القيادات الحوثية.

وتبدو حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع. وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، مساء الثلاثاء، أن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ضحايا تحت أنقاض المنازل المدمرة في الحي الليبي السكني.

ونعت وزارة الدفاع التابعة للحوثيين رسمياً العميد عبد الله الجنيد، وقالت إنه "كان من خيرة قادة القوات المسلحة المتفانين في أداء الواجب، ومثالاً للقائد العسكري الناجح في تنفيذ كلّ ما أسند إليه من مهام وواجبات في مختلف مواقع وميادين القوات المسلحة التي عمل فيها، وكان له موقف وطني صلب وشجاع في مواجهة العدوان والتصدي له بكل قوة وحزم".

وأكد بيان النعي الحوثي أن العميد الجنيد كان لا يزال في سلك الخدمة العسكرية بعد روايات زعمت أنه أحيل إلى التقاعد منذ 10 سنوات.

ولا يُعرف ما إذا كانت العملية ستشكل ضربة موجعة لجماعة الحوثيين التي تعتمد بدرجة رئيسة على الطيران المسّير في هجماتها بالعمق السعودي والإماراتي أخيراً أم لا. وحسب بيان النعي، فقد كان الجنيد "من أبرز الكفاءات المتخصصة في مجال الطيران".

وتتهم جماعة الحوثيين دولة الإمارات بالوقوف وراء عملية الاستهداف التي طاولت المنزل السكني في صنعاء، وللمرة الأولى كانت وسائل إعلام الجماعة تنسب الهجوم إلى "العدوان الأميركي - الإماراتي"، من دون ذكر السعودية التي تتزعم التحالف العسكري.

في السياق، كشفت جماعة الحوثيين، اليوم الثلاثاء، عن نوعية الصواريخ الباليستية المستخدمة في هجمات أبوظبي، وقالت إنه تم استخدام 4 صواريخ مجنحة من طراز قدس 2 لاستهداف مصفاة النفط في المصفح ومطار أبوظبي، وصاروخ ذو الفقار الباليستي لاستهداف مطار دبي، فيما تم استخدام طائرات صماد 3 المسيّرة بعيدة المدى لاستهداف مصفاة النفط والمطارين وعدد من الأهداف الحساسة.

ميدانياً، أكدت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد"، انحسار الهجوم البري لألوية العمالقة في أطراف مديرية حريب التي يتمركز فيها الحوثيون، لليوم الثالث على التوالي، واقتصار المعركة على تبادل القصف المدفعي فقط.

في السياق، أعلنت ألوية العمالقة المدعومة إماراتياً، اليوم الثلاثاء، أنها عثرت على عبوات ناسفة وألغام حوثية في مديرية حريب، وقالت إن المليشيات الحوثية كانت قد نقلتها في كراتين تخص منظمات إغاثية تابعة للأمم المتحدة.

المساهمون