"يديعوت أحرونوت": نتنياهو طلب من المستوى الأمني فحص التعاون مع عشائر وجهات محلية في غزة
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يرفض إجراء مناقشات بشأن "اليوم التالي" للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، طلب هذا الأسبوع من المستوى الأمني فحص ما إذا كانت هناك قوى محلية في قطاع غزة، يمكن التعاون معها واستخدامها.
وأوضحت الصحيفة أن من بين الجهات التي يمكن الحديث عنها في هذه الحالة عشائر مسلّحة، على سبيل المثال.
وبحسب قولها فإن نتنياهو طلب من الأجهزة الأمنية فحص إن كان بإمكان إسرائيل تعزيز مكانة عشائر وجهات محلية ودعمها، بحيث يمكنها السيطرة على أجزاء من قطاع غزة.
ولطالما عبر نتنياهو أكثر من مرة عن رفضه إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل ستتولى إدارة الملف الأمني في القطاع، رغم تأكيد الولايات المتحدة ومسؤوليها دعمهم حكم السلطة الفلسطينية في غزة.
ومساء أمس ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناقشة المجلس الوزاري الحربي تفاصيل "اليوم التالي من الحرب" على قطاع غزة، بفعل "ضغوطات مارسها شركاء في الائتلاف الحكومي".
وذكرت "يديعوت أحرونوت" بأنه لم يُعرض على المستوى الإسرائيلي أي طرح بديل حتى الآن، لأن نتنياهو يصد كل شيء، فيما فقدت إسرائيل وقتاً مهماً جداً، مشيرة إلى أن المخاوف الإسرائيلية قد تكون في تحقيق الانتصار في الحرب العسكرية في قطاع غزة، ولكن ليس في "اليوم التالي" للحرب.
وبحسب الصحافي والمعلّق نداف إيال، فإنه يمكن أن ينتصر الجيش الإسرائيلي في المعارك، بينما تخسر الحكومة الإسرائيلية في الحرب، على حد تعبيره.
واعتبر أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الاسرائيلية "تعمل بشكل جيد بالمجمل"، بعد الفشل الكبير في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأن عدد القتلى في صفوف جنود الاحتلال في قطاع غزة "لا يزال منخفضاً مقارنة بالتقديرات السابقة" للعملية البريّة، وعليه فإن الجيش الإسرائيلي من حيث الوقت وتحقيق الأهداف يقوم بمهامه.
في المقابل، يترقّب جيش الاحتلال الإسرائيلي ويبحث عن أجوبة لعدة أمور، من بينها على سبيل المثال، "إن كان بالإمكان القضاء على سلطة حماس دون التعامل مع عمليات التهريب في محور فيلادلفيا، وكذلك مع الكتائب القوية لحركة حماس في رفح".
ورأى إيال أنه "طالما بقيت الحدود مع مصر مخترقة"، فإن "حماس يمكنها دائماً إعادة تسليح نفسها، هذا عدا عن إمكانية مغادرة قياداتها غزة، والأسوأ من ذلك إمكانية تهريب محتجزين إسرائيليين إلى الخارج".
وبرأي الكاتب فإنه "من أجل القيام بعمليات في رفح وفيلادلفيا يجب التوصل بداية إلى تفاهمات مع القاهرة، وعليه يمكن الافتراض بأن مصر تريد أن تعرف ما الذي تنوي إسرائيل القيام به في قطاع غزة بأسره (..) وعملياً ليست مصر وحدها من تنتظر ذلك ولكن أيضاً الولايات المتحدة وكذلك السعودية وحتى الجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أن "الإنجازات العسكرية في القطاع يجب أن تكتمل من خلال تسوية جديدة في غزة والمنطقة".
وأشار إلى أنه "من أجل التخلص من سلطة حماس يجب أن يحل أحد في مكانها، وهذه الجهة يمكن أن تكون إسرائيل أو السلطة الفلسطينية أو جهات دولية أو محلية". وبكلمات أخرى يقول الكاتب إنه "في حال عدم وجود أشخاص آخرين مع أسلحة في قطاع غزة، ليسوا من حماس وبإمكانهم استخدام القوة، فإن حماس ستنتصر".
وذكرت الصحيفة أيضاً أن مكتب نتنياهو أشار في الآونة الأخيرة إلى أن المسؤولية الأمنية ستوكل إلى الجيش الإسرائيلي الذي سيدخل إلى قطاع غزة ويخرج منه ويقتل مقاومين، كما يدعي.
ونبه الكاتب إلى أن "القول أسهل من الفعل في ما يتعلق بقطاع غزة، بالإضافة إلى أن هذا الأمر لا يحل المسائل السلطوية هناك".
وتابع أن "إسرائيل فقدت وقتاً مهماً، ذلك أن جميع القوى الفلسطينية والإقليمية باتت تدرك بأن إسرائيل في طريقها إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وقد تفسر ذلك بالتوقف عن استخدام القوّة المكثّفة في القتال"، متسائلاً في "حالة كهذه لماذا ستقوم الأجهزة الفلسطينية في داخل غزة بإدارة ظهرها لحماس؟ ولماذا توافق حماس على صفقات أخرى لإعادة محتجزين؟".
واعتبر أن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار "يواصل الرهان على أنه وحماس بشكل عام، سيصمدون تحت الأرض، أكثر مما ستصمد إسرائيل فوقها".