نتنياهو يرفض التفاوض قبل "تنازل حماس" ويهدّد رفح

14 فبراير 2024
نتنياهو يناور لإطالة عمر حرب الإبادة في غزة (رويترز)
+ الخط -

تضم رفح نحو مليون ونصف المليون فلسطيني نصفهم تقريباً من الأطفال

نتنياهو يكرر مزاعم "السماح بمغادرة المدنيين لمناطق القتال"

رياض المالكي: نتنياهو لا يكترث إلا لبقائه السياسي

توعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، بـ"تحرّك قوي" في رفح "بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة" المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة المحاصر، مشددا على أن "تغيير مواقف حماس سيسمح بالمضي قدما في المفاوضات".

وتحولت مدينة رفح خلال الشهرين الأخيرين إلى الملجأ الوحيد والأخير لعشرات آلاف الغزيين النازحين من مختلف مناطق القطاع التي طاولها التدمير والاجتياح البري والاعتقالات والقتل.

ويعيش نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، نصفهم تقريباً من الأطفال، في المدينة الصغيرة، وسط ضغوط نفسية حادة في ظل الترقب القائم لما سيحصل معهم، إذ لا تتوقف التهديدات من جانب قادة الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية واسعة على رفح، وتتضاءل الآمال بأن تؤدي التدخلات الإقليمية أو الدولية إلى إيقاف الاجتياح البري، أو تعطيل تنفيذ مخطط الهجوم الموسع، إضافة إلى انتشار هواجس التهجير.

وقال نتنياهو، في رسالة بالعبرية على حسابه الرسمي على تطبيق "تليغرام"، وفقا لوكالة "رويترز": "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".

والحديث الإسرائيلي عن "السماح بمغادرة مناطق القتال" تحوّل باستمرار، منذ بداية الحرب على غزة، إلى عمليات قنص واستهداف متعمّد للمدنيين وفرض للنزوح القسري ضد الفلسطينيين، ضمن عمليات العقاب الجماعي وفرض ظروف عيش مأساوية.

وفي بيان آخر نشره مكتبه، قال نتنياهو: "أفرجنا هذا الأسبوع عن اثنين من مخطوفينا في عملية عسكرية باهرة. أفرجنا حتى الآن عن 112 من مخطوفينا من خلال مزيج من ممارسة الضغط العسكري الشديد وإجراء مفاوضات حازمة"، مضيفا: "هذا هو أيضا المفتاح للإفراج عن بقية مخطوفينا: ممارسة الضغط العسكري الشديد وإجراء مفاوضات حازمة للغاية".

وشدد رئيس حكومة الاحتلال على أن "(حركة) حماس ستتخلى عن مطالبها الواهمة، وعند قيامها بذلك، سنستطيع المضي قدما".

وحول مفاوضات التهدئة، قال مكتب نتنياهو في وقت سابق اليوم الأربعاء، إنه "لم يُقدّم لإسرائيل في القاهرة أي مقترح جديد من قبل حماس من أجل الإفراج عن مخطوفينا". وأضاف أن "رئيس الوزراء يصرّ على أن إسرائيل لن ترضخ لمطالب حماس"، مضيفا أن "تغيير مواقف الحركة سيسمح بالمضي قدما في المفاوضات".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن نتنياهو قرر عدم الاستجابة لطلب الوسيط المصري إعادة وفد التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة. ونقلت الهيئة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إنه "ما من شيء يمكن البحث فيه ما دامت حماس لا تتخلى عن مطالبها".

وأفاد موقع "والا" العبري بأن القاهرة خططت لاستئناف المحادثات غدا الخميس، وأن حجر العثرة الرئيسي هو نسبة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم لقاء كل أسير إسرائيلي.

وردًا على قرار نتنياهو، اتهمت بعض عائلات الأسرى الإسرائيليين رئيس الوزراء بإحباط المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن المحتجزين. وقالت "هيئة عائلات المحتجزين" إن "عددا من أعضاء الكابينت قد اتخذ قرارا -على ما يبدو- بالتضحية بالمخطوفين، دون الإعلان عن ذلك علنا"، متعهدة بتصعيد الخطوات الاحتجاجية خلال الأيام المقبلة.

المالكي: نتنياهو لا يكترث إلا لبقائه السياسي

إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الأربعاء، نتنياهو بأنه لا يكترث إلا لبقائه السياسي.

وقال المالكي إنه من الضروري إيجاد سبل لمنع وقوع هجوم على رفح، مضيفا عقب اجتماعه مع وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس: "نتنياهو عاقد العزم على مواصلة الحرب في سبيل مسيرته المهنية، ومن أجل مستقبله، ومن الواضح جدا أنه لا يكترث لمصير الأبرياء وحياتهم، سواء في إسرائيل أو في فلسطين، الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين الأبرياء في غزة".

وتتواصل الحرب على قطاع غزة لليوم الـ131، مع تواصل الغارات الإسرائيلية في مختلف أنحاء القطاع، وتصاعد التحذيرات من مخاطر الهجوم على مدينة رفح المكتظة التي نزح إليها الأهالي من شمال القطاع ووسطه، باعتبارها "مناطق آمنة"، كما زعم جيش الاحتلال في بداية الحرب.

المساهمون