من يكون رجل فاغنر الجديد في أفريقيا؟

26 سبتمبر 2023
يبلغ ديميتري سيتي 34 عاماً من العمر ويتقن عدة لغات (Getty)
+ الخط -

بصورة "تذكر بالثوري تشي غيفارا" ظهر فيها على قمصان في شوارع جمهورية أفريقيا الوسطى، وبملامح أقرب لـ"قديس"، تكشف صحيفة "وول ستريت جورنال"، الستار عن هوية رجل فاغنر الجديد الذي سيدير "إمبراطورية الذهب والألماس" التي تملكها الشركة شبه العسكرية في القارة الأفريقية.

في مقتبل العمر، يدعى ديميتري سيتي، (34 عاماً)، فرنسي الثقافة والتعليم، يقول تقرير الصحيفه إنه تم دفعه منذ وفاة رئيس شركة فاغنر يفغيني بريغوجين، في الشهر الماضي، إلى قلب المعركة التي نشبت حول مصير إمبراطورية فاغنر الأفريقية المترامية الأطراف والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وتتكون من المرتزقة ومناجم الذهب والخشب والألماس.

He’s 34 years old. He went to business school in Paris. He’s at the center of an emerging battle over the fate of Wagner’s multibillion-dollar empire of gold, diamonds and mercenaries. https://t.co/8heJQahzk2

— The Wall Street Journal (@WSJ) September 22, 2023

وأدار سيتي مشاريع فاغنر التجارية والدعائية في أفريقيا على مدار نصف العقد الماضي وبرز بين مقاتلي فاغنر الأقوياء والموشومين في كثير من الأحيان. والتحق بكلية إدارة الأعمال في باريس، وقال إنه يتقن اللغات الروسية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وفق التقرير.

وحسب التقرير، فإن سيتي ومن خلال معرفته الوثيقة بشركات الواجهة وشبكات التهريب التي تديرها فاغنر وتعليمه الغربي ومعرفته بلغات متعددة، من المتوقع أن يلعب دوراً محورياً لإحياء المجموعة الخاصة، التي تعتمد على المرتزقة في تقديم الحماية مقابل المال وعقود التنقيب للساسة الأفارقة.

يعيش في فيلا فاخرة

ونقلت الصحيفة عن شخصيات مطلعة على العمليات التجارية لفاغنر أن سيتي "يشرف على شبكة من الشركات الواجهة التي استخدمتها المجموعة لتصدير الذهب والماس والخشب والمواد الخام الأخرى من قاعدته في جمهورية أفريقيا الوسطى، كما يدير أيضًا وسائل الإعلام التي تمولها فاغنر وحملات وسائل التواصل الاجتماعي التي تقود الدعاية المناهضة للغرب المصممة لدعم القادة في موسكو".

ويشير التقرير إلى أن جمهورية أفريقيا الوسطى التي مزّقتها الحرب، هي المركز العصبي لأنشطة فاغنر في أفريقيا ومركز عملياتها التجارية، وأن الشاب سيتي قريب جدًا من السياسيين في البلاد لدرجة أنه يعيش ويعمل في فيلا فاخرة يحيط بها مقاتلو فاغنر في العاصمة بانغي، كانت في السابق المقر الرسمي للرئيس.

ويتنقل سيتي بحرية في شوارع بانغي المزدحمة مستقلاً سيارة "تويوتا" ذات دفع رباعي،  فضية اللون وبدون لوحات ترخيص، ويزور المطاعم الراقية وكبار المسؤولين الحكوميين ويسافر بانتظام إلى البلدان المجاورة مثل الكاميرون وتشاد، وفق التقرير.

ومع ذلك، يلفت التقرير إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت إمبراطورية فاغنر المالية بأفريقيا الوسطى ستبقى سليمة بعد وفاة مؤسسها بريغوجين.

ويشير التقرير إلى أن مسؤولي الحكومة الروسية وحلفاء فاغنر الأفارقة، وهم مجموعة من الرجال الأقوياء وقادة المجلس العسكري وأمراء الحرب، سيفرضون سيطرة أكثر صرامة.

وبحسب الصحيفة، حتى الآن تتصارع شركات المرتزقة الأخرى التي يديرها أفراد قلة تربطهم علاقات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الغنائم، ومن غير المعروف ما إذا كان سيتي سيتمكن من النجاح، خاصة وأنه يفتقر إلى علاقات بريغوجين بالكرملين، التي فتحت الأبواب الأفريقية أمام فاغنر، كما تثير علاقاته بمالك فاغنر المتوفى تساؤلات لرؤساء المجموعة الجدد في نهاية المطاف حول ولاءاته.

وتقول الصحيفة إن الشاب الثلاثيني حذر باستمرار من تراجع دور فاغنر في أفريقيا، وسبق أن صرح بأنه سيواصل العمل لصالح روسيا. وعندما سأله أحد المراسلين الذين زاروا بانغي عند وفاة بريغوجين، أجاب: "نحن بحاجة إلى مواصلة العمل وعدم فقدان الشجاعة".

تحليلات
التحديثات الحية

أول من هبطوا إلى أفريقيا الوسطى

ووفق تقرير الصحيفة، كان سيتي من بين أول من هبطوا في أفريقيا الوسطى تاركاً وراءه إبنا وزوجة سابقة في فرنسا، عندما وصل عملاء فاغنر إلى البلاد في عام 2017 بدعوة من الرئيس فوستان تواديرا.

وكانت أول وظيفة لسيتي في جمهورية أفريقيا الوسطى هي العمل كمترجم فوري للمنقبين الذين يبحثون عن فرص التعدين نيابة عن إحدى شركات بريغوجين.

ومن ثم تمت ترقيته إلى مدير البيت الروسي في بانغي، وهي مؤسسة تهدف إلى تعزيز القيم الثقافية الروسية في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، قبل أن يعود إلى روسيا للتعافي من جروح أصيب بها نتيجة بريد مفخخ أُرسل إليه في البيت الروسي. وزعم بريغوجين في حينه أن فرنسا كانت وراء القنبلة، وهو اتهام نفته الحكومة الفرنسية.

ولاحقاً عاد إلى عمله في بانغي، قبل أن يرافق بريغوجين في أجزاء من جولته الأخيرة لإمبراطوريته الأفريقية. وفي الأسابيع التي تلت وفاة قائده عمل الشاب الثلاثيني على الحفاظ على إرث بريغوجين في القارة، وفقًا لشريك تجاري في فاغنر ومسؤول أمني أوروبي تحدث للصحيفة.