مقتل 48 شخصاً في احتجاج مناهض للأمم المتحدة في الكونغو

31 اغسطس 2023
تحولت تظاهرة مناهضة لبعثة حفظ السلام لأعمال عنف (أرشيف/ الأناضول)
+ الخط -

قضى ما لا يقل عن 48 مدنيا وشرطي واحد الأربعاء في غوما خلال عملية عسكرية كان هدفها منع تظاهرة مناهضة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، بحسب تقرير داخلي للجيش اطلعت عليه "فرانس برس" الخميس.

وتورد الوثيقة الداخلية للقوات المسلحة الكونغولية، التي أكدتها مصادر عسكرية واستخبارية، أن حصيلة عملية الأربعاء لمنع تظاهرة مناهضة للأمم المتحدة في غوما بلغت "48 قتيلا" و"75 جريحا" من المتظاهرين، فيما قُتل شرطي.

وأوضحت الوثيقة أنه "تمت مصادرة بضعة أسلحة بيضاء" وتوقيف 168 شخصا، بينهم إفرايمو بسيما، زعيم جماعة "الإيمان الطبيعي اليهودي والمسيحاني تجاه الأمم" التي نظمت التظاهرة.

وكانت هذه الطائفة الدينية المحلية، التي تمزج بين الشعائر المسيحية والروحانية، قد دعت في نهاية أغسطس/ آب إلى التظاهر الأربعاء أمام مقارّ بعثة منظمة الأمم المتّحدة لإرساء الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية (مونوسكو).

وقال أعضاء الطائفة إنّهم يعتزمون اقتحام قواعد القبعات الزرق لإرغامهم على الرحيل.

الحصيلة الرسمية السابقة التي أعلنها المتحدث باسم الجيش في غوما اللفتنانت كولونيل غيوم ندجيكي الأربعاء، بلغت ستة قتلى من المتظاهرين و"شرطي رجم حتى الموت" و158 موقوفا.

وتواجه بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) منذ عام 2022 احتجاجات، من أسبابها الشكاوى من فشل قوات حفظ السلام في حماية المدنيين من عنف المليشيات على مدى سنوات.

وكان منظمو الاحتجاج قد دعوا إلى أن تكون التظاهرة سلمية، لكن صورا متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت رجالا ونساء بملابس مدنية مسلحين بالعصي والحجارة وهم يضربون شرطيا مقيدا على الأرض.

وأدى احتجاج مناهض لمونوسكو في يوليو/ تموز 2022 إلى مقتل أكثر من 15 شخصا، منهم ثلاثة من قوات حفظ السلام في غوما ومدينة بوتيمبو.

وخلال العامين الماضيين، تزايدت التظاهرات ضدّ "القبعات الزرق" في الكونغو الديمقراطية.

ويتّهم مناهضو (مونوسكو) "القبعات الزرق" بالفشل في القضاء على عشرات الجماعات المسلّحة التي تعيث خراباً منذ ثلاثة عقود في شرق جمهورية الكونغو، وفي مقدّمها حركة "إم 23".

وتشهد ولاية شمال كيفو المتاخمة لرواندا وأوغندا أعمال عنف مسلّحة منذ ما يقرب من 30 عاماً.

وأسفرت الاشتباكات التي تقع بين حركات التمرّد والجيش، أو بين حركات التمرّد في ما بينها، وكذلك الهجمات التي تستهدف المدنيين، عن مآس إنسانية متكرّرة.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون