تستعد مفوضية الانتخابات العراقية للبدء بالنظر في الطعون التي قدمت للاعتراض على نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي، بينما تشهد البلاد توتراً سياسياً وأمنياً على خلفية قيام بعض القوى والفصائل المسلحة الخاسرة في الانتخابات بتنظيم تظاهرات احتجاجية.
وأكد عضو الفريق الإعلامي بمفوضية الانتخابات العراقية مهند مصطفى، استلام أكثر من 1250 طعناً، موضحاً أنّ عملية تقديم الطعون، تنتهي اليوم الثلاثاء.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن مصطفى قوله، مساء أمس الإثنين، إنّ "مفوضية الانتخابات العراقية تتعامل مع الطعون من خلال مطابقة البيانات والأدلة مع البيانات المتوفرة لدى المفوضية، قبل رفعها لمجلس المفوضين وثم إلى الهيئة القضائية الأعلى"، مشيراً إلى أنّ "إعادة العد والفرز تتم على الصناديق التي عليها شكاوى وطعون فقط"، فيما أكد أنّ إجراء عد وفرز شاملين لجميع الأصوات يتطلب قراراً من المحكمة الاتحادية حصراً.
ولفت إلى "تسجيل 58 شكوى في يوم الاقتراع العام في 55041 محطة"، مضيفاً أنّ "هذا العدد القليل دليل على نزاهة العملية الانتخابية".
وأكد مسؤول في مفوضية الانتخابات العراقية لـ"العربي الجديد"، أنّ النظر في الطعون سيبدأ فور الانتهاء من استلامها، موضحاً أنّ الطعون ستحال إلى الجهات المختصة للنظر فيها وحسمها في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أنّ الخطوة اللاحقة بعد حسم الطعون، هي إحالة النتائج إلى المحكمة الاتحادية من أجل المصادقة عليها، ليكون بمقدور البرلمان بعد ذلك عقد جلسته الأولى، مشدداً على أنّ مفوضية الانتخابات العراقية "أجرت العملية الانتخابية بنزاهة، ووقفت على مسافة واحدة من الجميع".
وقال عضو الفريق الإعلامي في مفوضية الانتخابات العراقية عماد جميل، الأحد الماضي، إنّ مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات سينظر في الطعون لمدة سبعة أيام، قبل أن تنظر فيها الهيئة القضائية لمدة عشرة أيام، ومن ثم يتم تحويلها إلى المحكمة الاتحادية، مشيراً إلى أنّ "قرارات الهيئة القضائية ملزمة للمفوضية، وفي حال قررت بموجب طعن فتح صناديق والتحقيق فيها فالمفوضية ملزمة بإعادة فرز أصوات المحطات أو الدائرة المشمولة بالشكوى فقط".
وبيّن أنّ المراقبة الدولية ستستمر حتى المصادقة على نتائج الانتخابات، موضحاً أنّ الطعون التي قدمت تتعلق بخروقات فنية وإجرائية.
في غضون ذلك، تواصل قوى وفصائل مسلحة مقربة من طهران ضغوطها على مفوضية الانتخابات العراقية، لإرغامها على تغيير النتائج بعد الخسارة المدوية التي منيت بها هذه الأطراف في الانتخابات.
ودعا زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، أنصاره إلى التظاهر والاعتصام ضد نتائج الانتخابات العراقية، مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين.
وشدد على ضرورة التزام المتظاهرين بعدم المساس بالمصالح العامة والخاصة، مهدداً بالقول: "سيكون لنا موقف آخر ضد كل من يريد السوء للعراق وشعبه ومقدساته".
ودعت ما تسمى بـ "الهيئة التنسيقية للمقاومة"، أمس الإثنين، أنصارها إلى الاستمرار في التظاهر ضد نتائج الانتخابات العراقية التي أعلنتها المفوضية، رافضة قطع الطرق خلال التظاهرات.
وفي بيان لها، وصفت الانتخابات التي جرت في العاشر من الشهر الحالي بـ "أسوأ عملية انتخابية جرت في العراق، بل في العالم أجمع".