جولة جديدة من مفاوضات غزة لوقف النار تنطلق في الدوحة غداً

14 اغسطس 2024
والدة طفلة توفيت بسبب سوء التغذية في دير البلح 14 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

تبدأ جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة غداً الخميس في الدوحة، في مشهد تسيطر عليه الخلافات الداخلية في الجانب الإسرائيلي، فيما ترفض حركة المقاومة الإسلامية حماس المشاركة في المفاوضات، مشترطة التزاماً واضحاً من قبل الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو/ تموز المنصرم وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات.

وحسمت حركة حماس موقفها بعدم المشاركة في أي لقاءات تفاوضية غداً الخميس، سواء في الدوحة أو القاهرة، وفق ما أبلغ عضو المكتب السياسي للحركة سهيل الهندي "العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ الحركة لن تكون جزءاً من المفاوضات المقبلة المزمع عقدها. وقال الهندي في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد": "الحركة تطالب بالتزام واضح من قبل الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو/ تموز المنصرم وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، وإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق"، في موقف يتقاطع مع ما أكدته مصادر مقربة من رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس يحيى السنوار لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، التي قالت إنّ الحركة لن تشارك في المفاوضات طالما لم تحصل على ضمانات بتنفيذ ما اتُّفق عليه مسبقاً، ويعطله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قد قال إنّ الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي المحادثات في الدوحة قدماً، مضيفاً أن الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار في غزة سيوفر الظروف المناسبة لوقف التصعيد في المنطقة. وأكد الناطق باسم حركة حماس جهاد طه لـ"العربي الجديد"، أنّ الجهود والمساعي ما زالت مستمرة من قبل الوسطاء، وأنّ الحركة حريصة على إنهاء العدوان والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، آملاً أن تنجح المساعي والجهود من أجل ضمان تنفيذ المقترح الأخير في الثاني من يوليو المنصرم وتنفيذه على أرض الواقع. وأضاف طه أنّ موقف حركة حماس كان واضحاً بعد البيان الثلاثي الذي دعا إلى استئناف المفاوضات، وأكدت التمسك بما جرى التوافق عليه في المقترح الأخير في الثاني من يوليو، لجهة وضع خطة لتنفيذ ما جرى التوافق عليه، وهذه الخطة تهدف إلى عدم إضاعة الوقت ولقطع الطريق أمام نتنياهو لناحية وضع العراقيل والمراوغة واستغلال المفاوضات لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.

وأشار إلى أنّ حركة حماس لا ترفض مبدأ التفاوض، بخلاف الدعاية الإسرائيلية، لكنها تطالب بخطة تنفيذية من أجل إنجاح هذه الجهود، وبالتالي الاحتلال هو دائماً الذي يضع العراقيل ويعطل إنجاح المقترحات، وذلك من خلال المحطات التفاوضية المختلفة.

وفي السياق، أكّد مصدر مقرّب من حماس وآخر مطلع على الملف لوكالة فرانس برس، أنّ المفاوضات ستنطلق الخميس في العاصمة القطرية، فيما أكّد مسؤول أميركي مطلع على المحادثات أنّ من المقرر أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز للدوحة لحضور المباحثات.

وأكّد المصدر المقرب من حماس لـ"فرانس برس" أنّ الحركة لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق.  وقال إنّ الوفد "لن يغيّر في شيء مما سبق ... على (الإسرائيليين) أن يحضروا للموافقة أو لا يأتوا على الإطلاق".

والأسبوع الماضي، وجّهت الولايات المتحدة ومصر وقطر دعوة علنية مشتركة غير اعتيادية لإسرائيل وحماس لإجراء مفاوضات تبدأ الخميس. وهي دعوة لقيت دعما فوريا من السعودية والإمارات.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل حينها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد مشاركة إسرائيل فيما "أكد لنا شركاؤنا القطريون أنهم يعملون على ضمان وجود تمثيل لحماس أيضا".

وبالحديث عن نتنياهو، فإن الخلافات الداخلية في الجانب الإسرائيلي بشأن الجولة الجديدة من مفاوضات غزة لا تزال مستمرة، حيث يواصل مسؤولون إسرائيليون تأكيدهم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعرقل الصفقة، فيما نفى الأخير ذلك أمس، زاعماً عدم إضافته شروطاً جديدة تهدد التوصل لاتفاق.

وذكرت القناة 12 العبرية، ليل الثلاثاء - الأربعاء، أن ثمة نقاشاً ساخناً وعاصفاً يدور بين رئيس الحكومة وفريق التفاوض الإسرائيلي على خلفية شروط إسرائيل للصفقة، مضيفة أنه "نظراً للاقتراب من اتخاذ قرارات حاسمة، وصل التوتر بين الطرفين إلى نقطة الغليان".

وشدّد المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين من بيروت اليوم الأربعاء على أنه "لم يبق وقت لإضاعته" للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة، معتبراً أنه سيتيح كذلك التوصل إلى حلّ دبلوماسي يوقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.