استمع إلى الملخص
- شهدت كابول احتفالات في استاد غازي الكبير، حيث مُنعت النساء من المشاركة، ولم تعترف أي دولة بحكومة طالبان حتى الآن، مما دفع الأمم المتحدة لوصف الوضع بـ"الفصل العنصري بين الجنسين".
- عززت طالبان إجراءاتها الأمنية وسط تهديدات من "داعش"، ويعاني الاقتصاد الأفغاني من أزمة إنسانية، حيث يحتاج 23.7 مليون شخص إلى مساعدات، ودعت منظمات دولية لرفع القيود على النساء.
أحيت سلطات طالبان، الأربعاء، الذكرى الثالثة لعودتها إلى السلطة في قاعدة باغرام الجوية الأميركية السابقة في أفغانستان، مؤكدة أن على البلاد "مواصلة تطبيق أحكام الشريعة". وحضر مئات الضيوف عرضاً عسكرياً صباحاً في القاعدة العسكرية التي تبعد نحو خمسين كيلومتراً عن العاصمة، استمر أكثر من ساعة، بحضور مسؤولي طالبان وكبار الضباط.
وحلقت طائرات مروحية فوق موكب من عشرات المركبات العسكرية العائدة للحقبة السوفييتية أو تلك التي استولت عليها طالبان من القوات الأميركية والجيش الأفغاني. وتقدم صف طويل من راجمات الصواريخ والشاحنات من الحقبة السوفييتية وناقلات الجنود المدرعة الخفيفة أمام المدرجات المليئة بالزهور، حيث كان هناك مئات الضيوف، بما في ذلك عدد قليل من الدبلوماسيين الصينيين أو الإيرانيين.
وجرى أيضاً استعراض المدفعية الثقيلة المتنقلة والدبابات السوفييتية أو الدبابات الأميركية في أكبر قاعدة جوية في أفغانستان كانت بمثابة محور العمليات التي قادتها الولايات المتحدة في البلاد على مدى عقدين. واستعرضت الدراجات النارية أيضاً مع عبوات صفراء بلاستيكية والتي استخدمت سابقاً لحمل القنابل محلية الصنع أثناء القتال ضد القوات الدولية.
وقال رئيس الوزراء حسن أخوند، الأربعاء، في كلمة ألقاها رئيس مكتبه، إن على البلاد "مواصلة تطبيق أحكام الشريعة". وقال أخوند، في بيان، الثلاثاء: "في هذا التاريخ، منح الله الأمة الأفغانية المجاهدة نصراً حاسماً على قوة دولية محتلة ومتغطرسة". وسيطر مقاتلو طالبان على العاصمة كابول في 15 أغسطس/آب 2021، بعد انهيار الحكومة المدعومة من واشنطن وفرار قادتها إلى المنفى.
وعزّزت الإجراءات الأمنية في العاصمة وفي قندهار، المعقل الروحي لطالبان، قبيل "يوم النصر"، فيما يتواصل تهديد هجمات تنظيم "داعش" في البلاد. وخلال السنوات الثلاث التي أعقبت عودتها إلى السلطة، بعد خوضها تمرداً استمر 20 عاماً، عزّزت حكومة طالبان قبضتها على البلاد، وفرضت قوانين تستند إلى تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية.
"نصر" طالبان
وقالت طالبة جامعية تدعى مادينا (20 عاماً) في كابول لـ"فرانس برس": "مرت ثلاث سنوات منذ دفن أحلام الفتيات". وتابعت " شعور مرير. الاحتفال بهذا اليوم كل عام يذكرنا بالجهود والذكريات والأهداف التي وضعناها لمستقبلنا".
وشهدت العاصمة كابول أيضاً احتفالات في استاد غازي الكبير، حيث حضر مئات من الرجال لمشاهدة عرض رياضي وقتالي. ولم تشارك أي امرأة في الاحتفالات، ومُنعت الصحافيات من تغطية احتفالات الذكرى. ولم تعترف أي دولة بحكومة طالبان، مع بقاء القيود المفروضة على النساء بموجب سياسات أطلقت عليها الأمم المتحدة "الفصل العنصري بين الجنسين"، نقطة شائكة رئيسية.
وعُزّزت الإجراءات الأمنية في مدينة قندهار (جنوب)، المعقل الروحي لطالبان وموطن الزعيم هبة الله أخوند زاده الذي يعيش في عزلة ويحكم عبر الفتاوى الدينية. وكان الأمن أولوية بالنسبة لسلطات طالبان، وفي حين يعرب العديد من الأفغان عن ارتياحهم بعد 40 عاماً من الصراعات المتعاقبة، ما زال الاقتصاد يعاني، والسكان غارقون في أزمة إنسانية متفاقمة.
وحذّر بيان مشترك، صادر عن منظمات دولية غير حكومية، من تزايد النقص في المساعدات، مع وجود 23.7 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية. وجدّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" دعواتها إلى الضغط على حكومة طالبان لرفع القيود المفروضة على النساء اللواتي ضُيِّق الخناق عليهن ومنعن من الالتحاق بالتعليم الثانوي والعالي. وقالت الباحثة في الشؤون الأفغانية فيريشتا عباسي في المنظمة "الذكرى الثالثة لاستيلاء طالبان على السلطة هي تذكير قاتم بأزمة حقوق الإنسان في أفغانستان".
(فرانس برس)