احتدمت المعارك في محافظة البيضاء اليمنية، بعد توغل القوات المشتركة الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في مناطق جديدة، وتنفيذ جماعة الحوثيين هجمات مضادة في مديريتي الزاهر والصومعة، هي الأولى منذ انطلاق العملية العسكرية قبل 5 أيام.
وقال مسؤول محلي في البيضاء، لـ"العربي الجديد"، إن القوات المشتركة من الجيش الوطني وألوية العمالقة السلفية والمقاتلين القبليين واصلوا تقدمهم نحو مدينة البيضاء، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وذلك بعد السيطرة على عدد من السلاسل الجبلية في منطقة آل مظفر.
وأشار المصدر إلى أن المعارك دخلت الآن في معاقل رئيسية للحوثيين، وهو ما سيجعل وتيرتها تحتدم بشكل أعنف بين الجانبين، خلافا للمكاسب السريعة التي تحققت الأيام الماضية في مديريتي الزاهر والصومعة.
رسميا، أعلن الجيش اليمني أن قواته، مسنودة بالمقاومة الشعبية، استكملت تأمين المواقع المحررة بمديرية البيضاء، فيما تواصل دحر المليشيات الحوثية من آخر مناطق الصومعة، وفقا لبيان نشره على حسابه الرسمي بموقع "تويتر".
مقاتلات تحالف دعم الشرعية تدمر عربتين BMBوكاتيوشا تابعة لمليشيا الحوثي في مديريتي ذي ناعم والطفه، إضافة إلى تدمير عربة في جبل حلموس بمديرية ذي ناعم، وأسفرت الغارات، عن مصرع قتلى وجرحى في صفوف المليشيات.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) July 7, 2021
*المركز الإعلامي للقوات المسلحة
وأورد البيان أن مدفعية الجيش "شنت قصفاً مكثّفاً استهدف مواقع المليشيا الحوثية في محيط مدينة عوين، آخر المناطق التي تتمركز فيها المليشيا بمديرية الصومعة، فضلا عن تدمير عربتين BMB وكاتيوشا تابعة لمليشيا الحوثي في مديريتي ذي ناعم والطفة، وعربة في جبل حلموس بمديرية ذي ناعم، جراء غارات جوية لمقاتلات التحالف بقيادة السعودية".
وكان من الواضح أن العملية العسكرية باغتت الحوثيين في ظل انشغالهم الكبير باجتياح مدينة مأرب النفطية. وقالت مصادر عسكرية إنه كان من اللافت غياب الألغام الأرضية في غالبية المناطق التي تم تحريرها، والتي عادة ما تزرعها الجماعة لتأمين مواقعها من أي هجوم للقوات الحكومية.
وأقرت جماعة الحوثيين، اليوم الأربعاء، بخسارة مواقع في البيضاء، وأعلنت في بيان رسمي أنها تمكنت من استعادة "عدد من المواقع في مديريتي الصومعة والزاهر"، بعد عمليتين عسكريتين نفذتهما بالتعاون مع القبائل الموالية لها.
وتحدثت وسائل إعلام حوثية عن مقتل وإصابة أكثر من 80 عنصرا من القوات المشتركة الموالية للشرعية، كما زعمت أن من بينهم عناصر من تنظيم القاعدة، وهي التهمة التي دأبت الجماعة على إلصاقها بكافة المناهضين لها في مأرب والبيضاء.
#المسيرة_عاجل | مصدر عسكري: استعادة عدد من المواقع في مديريتي #الصومعة و #الزاهرhttps://t.co/uMQtKO731S
— المسيرة - عاجل (@alosbou) July 7, 2021
ولم تكشف جماعة الحوثيين عن حجم خسائرها البشرية في معارك البيضاء، وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، أذاعت وسائل إعلام موالية لها بيان تشييع 6 عسكريين في موكب جنائزي بصنعاء، من دون الكشف عن توقيت ومكان مقتلهم.
مشاورات في واشنطن
بعيدا عن الشأن العسكري، أعلن نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الأربعاء، أنه ناقش مع مسؤولين أميركيين في واشنطن مستجدات الأوضاع في اليمن.
وقال بن سلمان، في تغريدة على "تويتر"، إنه التقى منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماجورك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، في لقاء مشترك، وناقشوا "موقف السعودية والحكومة اليمنية الشرعية والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
ناقش #المبعوث_الامريكي_الى_اليمن ومنسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية @DavidGressly الحاجة إلى المزيد من التمويل والتدفق الحر للمساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى وفي جميع أنحاء اليمن. وأكد كلاهما على أهمية التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار على مستوى البلاد. https://t.co/P6DDjU1IDT
— US Embassy to Yemen السفارة الأمريكية في اليمن (@USEmbassyYemen) July 7, 2021
في السياق، أعلنت الخارجية الأميركية، مساء الأربعاء، أن المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ ناقش مع منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي "الحاجة إلى المزيد من التمويل والتدفق الحر للمساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى وفي جميع أنحاء اليمن، وأكدا على أهمية التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار على مستوى البلاد".