مصر: تفسيرات لحديث السيسي عن "طلب الإسلام السياسي المصالحة"

25 أكتوبر 2022
قال السيسي إن أحداث 2011 و2013 كادت تقضي على حاضر ومستقبل الأمة (عمر مسينجر/Getty)
+ الخط -

فاجأ حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الخطاب الذي ألقاه خلال انطلاق المؤتمر الاقتصادي في العاصمة الإدارية الجديدة أول من أمس الأحد، عن طلب جماعة الإخوان المسلمين المصالحة.

وكان السيسي قد أتى على ذكر موضوع المصالحة، خلال كلمته، قائلاً: "أحداث 2011 و2013، كادت أن تقضي تماماً على حاضر ومستقبل هذه الأمة... الفترة دي كانت كاشفة... نسيتو ان بقالنا 8 سنين في ناس كانت بتموت في سيناء وناس كانت بتفجر الكنائس والمساجد... ابتدينا نقعد ونروق شوية... هنبتدي نتكلم... تعالوا ورينا انتو بتعملوا إيه".

وأضاف: "طب حد يقولي أحداث 2011 و2013 السبب... آه لأنها أتاحت الفرصة للإسلام السياسي للوصول إلى الحكم.. لما وصل وفشل ما اعترفش بفشله.. ابتدى يحمل الدين إننا ضد الدين.. وبالتالي استعدانا كلنا.. وبيطلب مننا بالمصالحة... يا راجل أنت لو جتلك الفرصة مش هتستنى... أنت بتبصلنا اننا ناس صالحين زيك؟ ده تمييز في فكرك أنت شايف أنت الأصح والباقي لأ مش كده... ده تمييز".

وتابع السيسي: "لما وصلوا للحكم، قبل 2013، البلد فكت، وضربوا الأقسام والمديريات والعربيات تتخطف... لما اتحلت المسائل، واندفع الثمن من جانب الدولة بشعبها... أنا مقولتش الناس... ده مسار له تمن وبداية ونهاية".

تفسيرات دبلوماسية لحديث السيسي

وفسرت مصادر دبلوماسية غربية هذا الحديث بأنه جاء رداً على مطالبات مستمرة من جانب مؤسسات وهيئات دولية للنظام المصري، بضرورة إجراء مصالحة مجتمعية واسعة تشمل جماعة الإخوان المسلمين، وذلك لتحقيق الاستقرار المطلوب في مصر باعتبارها دولة ذات أهمية للدول الغربية على المستوى الإقليمي.

مصادر: مطالبات مستمرة من مؤسسات دولية للنظام المصري، بضرورة إجراء مصالحة واسعة تشمل الإخوان

وقال دبلوماسي غربي، يعمل في سفارة دولة أوروبية في القاهرة، فضّل عدم ذكر اسمه أو صفته، إن "من بين أكثر الجهات التي تحدثت مع المسؤولين المصريين عن ضرورة إنجاز ملف المصالحة، كانت المؤسستان الاقتصاديتان الدوليتان الأكبر في العالم، وهما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي".

وأضاف: "هاتان المؤسستان يهمهما تحقيق الاستقرار في الدول التي تطلب تمويلاً، من أجل ضمان استعادة الأموال التي تمنحها أو تقرضها لتلك الدول". ولفت إلى أن "الغرب يهمه الاستقرار في مصر كدولة كبرى في المنطقة، لكنها للأسف في وضع غير مستقر، يجعل المؤسسات المانحة والمقرضة تتردد في تقديم التمويل اللازم للحكومة المصرية".

الحوار الوطني في أزمة؟

من جهته، أشار سياسي مصري بارز، وقيادي حزبي سابق، إلى أنه "أصبح من الواضح تماماً أن الحوار الوطني يواجه أزمة حالياً، نظراً لأن الحوار جاء بالأساس بناء على نصائح غربية، لكن المطالبات الغربية في الوقت الحالي تتجه ناحية ضرورة إشراك جماعات الإسلام السياسي، وهو ما كان يرفضه النظام المصري بشكل قاطع".

ورأى السياسي المصري، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن "العالم الخارجي، خصوصاً الدول الكبرى في أوروبا وأميركا، ترغب في تحقيق الاستقرار في مصر بأي شكل من الأشكال، ولذا فإن المسؤولين الغربيين يطالبون النظام المصري بالجلوس مع المعارضين من أعضاء جماعة الإخوان، والاتفاق على صيغة مناسبة لدمجهم مرة أخرى في المجتمع".

وأضاف: "مسألة المصالحة كمبدأ، مهمة وضرورية ومرتبطة بمصير هذه الأمة، نظراً لأن استمرار الانقسام بهذا الشكل داخل المجتمع من شأنه أن يفاقم من خطورة الأمر على المستقبل، لكن المصالحة يجب أن تكون نابعة من إرادة وطنية حرة، وليست مفروضة كشروط خارجية".

سياسي مصري: الإصرار الغربي على إشراك حركات الإسلام السياسي في المصالحة يهدد "الحوار الوطني"

سياسي مصري آخر أشار إلى أن الإصرار الغربي على إشراك حركات الإسلام السياسي في المصالحة يهدد "الحوار الوطني". وأضاف أن النظام يدرك ذلك، "لكنه مضطر إلى المضي قدماً في إجراءات الحوار، حتى الانتهاء من مهمة إقامة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، المقرر في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والحصول على القرض الجديد من صندوق النقد الدولي".