في الوقت الذي تواصل فيه إثيوبيا توجيه رسائلها الرافضة للتجاوب مع المقترحات المصرية السودانية بشأن الوصول لاتفاق ملزم لملء سد النهضة وتشغيله؛ تكثف كل من القاهرة والخرطوم التنسيق المشترك بينهما في مواجهة مواقف أديس أبابا.
وفي هذا الإطار يصل رئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة، غداً الخميس، على رأس وفد وزاري وأمني رفيع المستوى، في زيارة تستمر يومين، وتشهد توقيع عدد من بروتوكولات التعاون بين البلدين في مجالات الكهرباء والنقل والزراعة والتبادل التجاري.
ويأتي هذا في وقت كشفت فيه مصادر سودانية رفيعة المستوى لـ"العربي الجديد"، عن تنسيق عسكري وأمني بين البلدين يعد الأول من نوعه منذ عقود، مشيرة إلى أن القاهرة زودت المؤسسة العسكرية السودانية خلال الفترة الماضية بمعدات عسكرية متطورة وذخائر، بخلاف دعم معلوماتي في ما يتعلق بالمنطقة الحدودية بين السودان وإثيوبيا، والتي تشهد عمليات حربية.
وقالت المصادر إن الحديث عن تنسيق لتنفيذ عمل عسكري من جانب البلدين ضد منشآت سد النهضة حال رفض أديس أبابا، الذهاب لاتفاق ملزم بشأن تشغيل السد قبل الشروع في الملء الثاني للسد المزمع في يوليو/تموز القادم؛ أمر مستبعد للغاية، حيث هناك متغيرات على الأرض تمنع ذلك وتجعل منه أمراً مستحيلاً.
وأضافت المصادر، أن الحديث عن التنسيق العسكري على سياق مسار أزمة السد ليس له علاقة بالتنسيق العسكري الحاصل بين البلدين بشأن ما تواجهه العاصمتان من مخاطر وأزمات، مشيرة إلى أن مصر أعلنت دعمها الكامل للسودان في مساعيه لحماية أمنه القومي، وتأمين حدوده.
ومؤخراً، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان على "رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق".
والتقى السيسي بالقصر الجمهوري في العاصمة السودانية الخرطوم السبت الماضي مع البرهان، حيث تطرقت المباحثات بين الطرفين إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع بمنطقة الحدود السودانية الإثيوبية والتحركات السودانية.
يُذكر أن البرلمان الإثيوبي اتهم مصر والسودان الأسبوع الماضي، بالوقوف وراء أعمال عدائية في إقليم بني شنقول الذي يقع فيه السد.
وذكر بيان صادر عن البرلمان الإثيوبي، أن اللجنة الخاصة بالتحقيق بأعمال العنف بمنطقة متكل والتي أسفرت عن مقتل المئات، قدمت تقريراً بشأن مهمتها، موضحة أن تلك الأعمال "تم دعمها من قبل السودان ومصر وفق نتائج التحقيق التي ذكرتها اللجنة".