يخطط المستوطنون الإسرائيليون في حركة "نحالا" الاستيطانية لقضاء يوم السبت المقبل، في البؤرة الاستيطانية المُخلاة "أفيتار"، الواقعة على جبل صبيح الذي يتوسط قرى بيتا، وقبلان، ويتما، جنوب مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية.
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت" اليوم الثلاثاء، بأن المستوطنين أعضاء حركة "نحالا"، ينوون الوصول إلى المنطقة التي يغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مداخلها، والبقاء فيها ابتداءً من أول يوم السبت (أي مساء الجمعة) وحتى انتهائه مساءً.
وفي حال نجاح مخططهم، ستكون هذه المرة الأولى التي تقيم فيها جماعات استيطانية في المكان على مدار سبت كامل، منذ إخلاء البؤرة الاستيطانية قبل نحو عامين.
ونظم مستوطنون قبل نحو شهرين، في فترة عيد الفصح اليهودي، مسيرة إلى "أفيتار"، تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال، ويُعتبر مخطط السبت تصعيداً في خطواتهم الرامية للعودة إلى البؤرة الاستيطانية.
وذكر موقع "يديعوت" أن ممثلي "نحالا" يجرون في هذه الأيام اتصالات مع مسؤولين في جيش الاحتلال، من أجل الحصول على الموافقات اللازمة للوجود في البؤرة الاستيطانية السبت.
دعم سياسي
ويحظى المستوطنون بدعم من أعضاء في الائتلاف الحكومي، حيث توجّهت عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ من حزب "عوتسماه يهوديت" (القوة اليهودية) إلى وزير الأمن الإسرائيلي يواف غالانت، مطالبة بالسماح للمستوطنين بالوصول إلى "أفيتار". وكتبت في طلبها: "قبل نحو عامين، تعهدت حكومة إسرائيل بالسماح للسكان (أي المستوطنين) والمعهد الديني بالعودة إلى البلدة (أي البؤرة الاستيطانية)، وإعادتها بشكل رسمي في أسرع وقت ممكن، ولم تنفذ التزاماتها. أنا أرى أنّ طلب السكان هو أمر أساسي. أتوجه لك كوزير للأمن في حكومة يمينية، للاهتمام بإصدار الموافقات اللازمة بأسرع وقت".
استفزاز ومواجهات
ومن شأن هذه الخطوة استفزاز الفلسطينيين في القرى المجاورة، كما تعزز احتمالات الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم وأراضيهم من قبل المستوطنين، واندلاع مواجهات في المكان، على غرار المواجهات التي اندلعت وقت اقتحام آلاف المستوطنين مفرق "حاجز زعترة" جنوب نابلس، ووصولهم إلى جبل صبيح وقرية بيتا، ضمن احتفالاتهم في فترة "الفصح العبري" (بيساح).
وعلى المستوى الإسرائيلي، قد يرفض المستوطنون مغادرة البؤرة الاستيطانية حتى بعد انتهاء يوم السبت، رغم اعتبارها بؤرة غير شرعية حتى في نظر قوانين الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن المستوى السياسي في دولة الاحتلال، سمح قبل نحو أسبوع بعودة المستوطنين إلى مستوطنة "حوميش"، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وهي إحدى المستوطنات الأربع التي أخليت عام 2005 ضمن قانون "فك الارتباط"، الذي شمل أيضاً إخلاء مستوطنات في قطاع غزة في حينه، لكن الكنيست الإسرائيلي عاد وألغاه في مارس/ آذار الماضي.
وبسماح المستوى السياسي في إسرائيل بنقل معهد ديني كان مقاماً على أرض فلسطينية خاصة، إلى ما يُسميه الاحتلال "أراضي دولة" في "حوميش"، يكون قد أطلق العنان للمستوطنين لإقامة مزيد من البؤر الاستيطانية، وفتح شهيتهم المشبّعة بالكراهية والعنصرية لشن مزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم في شمال الضفة الغربية، وتنظيم مزيد من التحركات لإعادة إحياء البؤر الاستيطانية، على غرار المبيت في "أفيتار" نهاية الأسبوع الحالي.