استمع إلى الملخص
- منذ أكتوبر 2023، تعرضت حوالي 200 سفينة تجارية لهجمات قبالة سواحل اليمن، مما دفع شركات الشحن الألمانية لتغيير مساراتها لتجنب الخطر، رغم التكاليف الإضافية.
- ألمانيا تشارك في التحالف البحري الدولي ومهمة "أسبيدس" الأوروبية لتأمين الملاحة، حيث رافقت الفرقاطة "هيسن" 27 سفينة وصدت هجمات حوثية، بينما تستمر التوترات في المنطقة.
بعث الحوثيون في اليمن رسائل إلكترونية إلى مالكي السفن الألمانية التي تبحر في مياه الشرق الأوسط متوجهة إلى موانئ إسرائيلية، حسبما أكد اتحاد المالكين، اليوم الاثنين. وقال الاتحاد، في بيان، إن هذه السفن "تعتبر أهدافاً محتملة... لعلاقاتها المفترضة مع إسرائيل". وقال الحوثيون في رسالتين عبر البريد الإلكتروني اطلعت عليهما وكالة فرانس برس، إن السفن الألمانية المعنية "ستُستهدف مباشرة" و"ستعاقب" إذا توجّهت إلى ميناء إسرائيلي. وتستهدف هذه التهديدات السفن التي تبحر في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وحتى المحيط الهندي.
وأضاف الاتحاد "نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ونحن على اتصال دائم مع أعضائنا ومع السلطات"، مندداً بـ"محاولات ترهيب". وأُرسلت الرسائل الإلكترونية إلى عناوين عامة ولكن أيضاً إلى أشخاص محددين وإلى اتحاد مالكي السفن الألمانية وشركات شحن ألمانية. وقالت متحدثة باسم الاتحاد لوكالة فرانس برس إن البحرية الألمانية والغرفة الدولية للشحن أكدتا صحة الرسائل.
وقال اتحاد مالكي السفن الألمانية إن حوالي 200 سفينة تجارية تعرضت لهجمات قبالة سواحل اليمن منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب بمقتل "العديد من البحارة". وتتجنب شركات شحن ألمانية مثل مجموعة هاباغ-لويد، منطقة الخطر عبر تغيير مسار سفنها، من خلال الالتفاف حول أفريقيا في رحلة "تستغرق أسبوعين إضافيين وترتب تكاليف مرتفعة"، بحسب الاتحاد.
وألمانيا عضو في التحالف البحري الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الفائت، وعضو في مهمة "أسبيدس" الأوروبية لتأمين حركة الملاحة البحرية والسفن التجارية التي يستهدفها الحوثيون بصواريخ ومسيرات. وفي الفترة الممتدة من فبراير/ شباط إلى إبريل/ نيسان، رافقت الفرقاطة الألمانية "هيسن" 27 سفينة تجارية، وصدت أربع هجمات شنّها الحوثيون في إطار مهمتها في البحر الأحمر، بحسب برلين. وبقيت السفينة "هامبورغ" التي كان يتوقع أن تخلف "هيسن" في أغسطس/آب الفائت، في البحر الأبيض المتوسط بسبب التوترات المتزايدة في المنطقة.
وبدأ الحوثيون في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، شنّ هجمات بالصواريخ والمسيّرات في البحر الأحمر وبحر العرب على سفن تجارية يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. وأعلنوا لاحقاً بدء إطلاق صواريخ ومسيّرات باتجاه الدولة العبرية.
وتتعرّض مواقع الحوثيين لغارات أميركية وبريطانية منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، كما استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع تابعة للحوثيين بعدد من الغارات التي بدأت في يوليو/ تموز الماضي، غير أن هذه العمليات فشلت في إيقاف الحوثيين عن مواصلة هجماتهم المسلحة.
(فرانس برس، العربي الجديد)