قالت هيئة البث الإسرائيلية العامة، اليوم الثلاثاء، إنّ إبراهيم كالين مستشار الرئيس التركي، ونائب وزير الخارجية سادات أونال، سيزوران إسرائيل، غداً الأربعاء، فيما أكد ديوان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عزمه على القيام بزيارة نادرة إلى تركيا.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية العامة، فإنّ المسؤولين التركيين سيلتقيان مع نظرائهما في إسرائيل، كما سيلتقيان برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
وأكدت وزارة الخارجية التركية الزيارة، وقالت، في بيان، إنّ كالين وأونال سيلتقيان أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي الأشهر الأخيرة، طرأ تحسّن على العلاقات التركية الإسرائيلية بعد أن كان الرئيس رجب طيب أردوغان قد هنأ هرتسوغ بانتخابه رئيساً لإسرائيل، كما تجاوب أردوغان في حل مسألة اعتقال إسرائيليين في تركيا بنهاية العام الماضي، فيما هاتف هرتسوغ أردوغان للاطمئنان على صحته بعد إصابته بفيروس كورونا.
من جهته، علّق رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت على تحسن العلاقات مع تركيا قائلاً إنّ إسرائيل حذرة ولا تعلق آمالاً كبيرة على تحسن العلاقات، مبدياً في الوقت عينه عدم معارضته زيارة هرتسوغ إلى تركيا.
الرئيس الإسرائيلي يعتزم القيام بزيارة نادرة إلى تركيا
إلى ذلك، أكد مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم الثلاثاء، عزمه على القيام بزيارة نادرة إلى تركيا بعد سنوات من توتر العلاقات بين البلدين.
وقال مكتب الرئيس، في بيان نقلته وكالة "فرانس برس"، إنّ "وفداً من كبار المسؤولين الأتراك (في إشارة إلى كالين وأونال)، سيصل إسرائيل هذا الأسبوع في إطار التحضير لزيارة هرتسوغ المرتقبة"، من دون تحديد موعدها، موضحاً أنها تأتي بهدف إجراء مباحثات حول العلاقات بين الطرفين.
وذكرت محطة "تي آر تي" التركية أنه من المتوقع أن تتم الزيارة في التاسع من مارس/آذار والعاشر منه.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور الإمارات حالياً، قد أعلن، الشهر المنصرم، عن زيارة مرتقبة لنظيره الإسرائيلي في مطلع فبراير/شباط الحالي.
وتوتّرت العلاقات التركية الإسرائيلية بعد مقتل 10 مدنيين خلال مداهمة قافلة بحرية تركية كانت متّجهة إلى قطاع غزة في العام 2010. وتصاعد التوتر أيضاً مع سحب سفيري البلدين في 2018 بعد مقتل محتجّين فلسطينيين في قطاع غزة.
وكان وفد إسرائيلي من وزارة الخارجية قد زار تركيا في ديسمبر/كانون الأول عندما بدأت المباحثات حول زيارة رئيس إسرائيل.
شخصية أسهل
ورأت الخبيرة في الشأن التركي في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب غاليا لندنشتراوس، بحسب ما نقلت "فرانس برس"، أنّ زيارة هرتسوغ تمثّل "منعطفاً" بالنسبة للرئيس التركي، رغم "عدم وجود تغيّر جوهري في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين".
وربطت الخبيرة وغيرها من المحللين التطور الحاصل في العلاقات بين الجانبين بالإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في يونيو/حزيران الماضي إذ شهدت العلاقة بينهما توترات حادة.
وقالت "بالتأكيد فإنّ تشكيل حكومة جديدة بعد فترة طويلة من حكم نتنياهو يعتبر فرصة جديدة" للجانبين.
ويتولّى ائتلاف متنوع أيديولوجيا ويتزعمه نفتالي بينت الحكومة الإسرائيلية حالياً، حيث يعتبر بينت من أشد المعارضين لإقامة دولة فلسطينية.
لكن ينظر إلى الرئيس الإسرائيلي الذي كان في السابق زعيماً لـ"حزب العمل" اليساري في إسرائيل على أنه أكثر اعتدالاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفق لندنشتراوس. وأضافت "هو شخص أسهل في التعامل" بالنسبة لأردوغان.
وترتبط تركيا بعلاقات جيدة مع "حركة حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. فيما ترجّح الخبيرة الإسرائيلية أن تكون إسرائيل تسعى إلى وقف "التخطيط اللوجستي والعسكري لحماس على الأراضي التركية" في إطار أي تحسين للعلاقات الدبلوماسية مع أنقرة.
كما أن من المرجح أن تتناول محادثات الجانبين البرنامج النووي الإيراني، إذ كثفت إسرائيل من جهودها الدبلوماسية بهذا الشأن، حيث تعارض إسرائيل بشدة استئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم في العام 2015.
ورأت لندنشتراوس أنّ أي تعاون تركي ضد إيران سيكون إيجابياً لإسرائيل، لكنها شككت "بحدوث ذلك" في ضوء العلاقات الوثيقة والمعقدة بين أنقرة وطهران.
وكان الرئيس التركي قد صرّح في وقت سابق بأنّه مستعدّ للتعاون مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب غاز في شرق البحر المتوسط، في مؤشّر إلى رغبة بلاده في إصلاح العلاقات المتوترة بينها وبين إسرائيل.