مسؤول أمني إسرائيلي يحذر من انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية

25 يناير 2024
عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي في نابلس (ناصر اشتية/Getty)
+ الخط -

حذّر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع من حصول "انتفاضة ثالثة حقيقية" في الضفة الغربية المحتلة، معتبراً في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، أن جهات في حكومة الاحتلال تقود إلى تفجر الأوضاع في الضفة.

وقالت الصحيفة إن الجمود في قرارات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشأن تصاريح دخول العمال الفلسطينيين من الضفة لداخل الخط الأخضر وفي قضية تمكين السلطة الفلسطينية، يؤرّق الجهات الأمنية التي تحذّر من اشتعال الضفة.

وقال المسؤول الأمني للصحيفة إن سياسيين إسرائيليين يمنعون اتخاذ قرارات في هذه القضايا، وأضاف أن "السياسيين الذين يحرّضون وينادون بإسقاط السلطة الفلسطينية ويصرّون على منع مرور العمال الفلسطينيين، يعون أنهم يقودوننا إلى انتفاضة ثالثة وربما بشكل مقصود".

ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم منذ بداية الحرب بعمليات عسكرية شديدة ومركّزة وعميقة في الضفة الغربية المحتلة، وأن جنود فرقة الضفة يتنقّلون بين المخيمات الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل "عنيفة" (في إشارة الى وجود مقاومة فيها) ويقومون بعمليات اعتقال واسعة ويجمعون الوسائل القتالية ويوسّعون حرية التحرك العسكري.

وبحسب المعطيات التي نشرتها "يديعوت أحرونوت" قام جيش الاحتلال بعدة عمليات عسكرية واسعة استمرت 40 و60 و70 ساعة في جنين ومخيم نور الشمس وطولكرم وأماكن أخرى، وزعمت الصحيفة أن "مئات المقاومين قُتلوا خلال العمليات"، فيما "تعرض الآلاف للاعتقال من بينهم نحو 1500 من حركة حماس كما تم استخدام طائرات تابعة لسلاح الجو مع آليات ثقيلة".

وتدّعي الجهات الأمنية، بحسب ما نقلته الصحيفة العبرية، أن هذه العمليات "تقود إلى تغيير الواقع في الضفة الغربية"، لكن الأجهزة الأمنية في الوقت ذاته تخشى "تبدد الإنجازات التي حققتها هذه العمليات، إذا لم يكن هناك تقدم مع السلطة الفلسطينية".

وأوضح المسؤول الأمني "طبعاً نحن لا نتحدث عن خطوات سياسية واسعة ولكن عن أمور بسيطة، مثل العمّال والتعاون الأمني وأمور أخرى صغيرة تمكّن السلطة من الصمود. المناطق التي عملنا فيها كانت عنيفة ومليئة بالإرهاب ووصل الوضع فيها إلى حد عدم دخول السلطة الفلسطينية إليها، ولذلك يجب الحفاظ على كل العمل الذي أنجزناه".

ولفتت الصحيفة إلى أن القلق الأساسي لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نابع من "حالة الغليان التي باتت ملموسة على نحو واضح في الشارع الفلسطيني، بسبب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأن السلطة الفلسطينية غير قادرة على أن تكون شريكة"، وكذلك بسبب غياب أي قرار في قضية إدخال العمال الفلسطينيين "الأمر الذي قد يؤدي إلى انفجار ينعكس من خلال سلسلة عمليات قاتلة (ضد أهداف إسرائيلية)".

وذكرت الصحيفة بأن "حقيقة عدم إدخال العمال الفلسطينيين للعمل داخل الخط الأخضر تفاقم الوضع الاقتصادي، الصعب أصلاً، للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي يهدد استقرارها".