قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية للمساعدات وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، لـ"العربي الجديد"، في نيويورك، ليل الخميس، إنها لم تطلع بعد على تفاصيل الخطة الأميركية حول إنشاء ميناء على ساحل غزة لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر، التي من المتوقع أن يعلن عنها الرئيس الأميركي في خطابه للأميركيين ليل الخميس.
وأضافت كاغ "ما زلنا ننتظر الإعلان الرسمي، وفي حديث لمجلس الأمن رحبت بالممر البحري، وهي المبادرة التي قامت قبرص بتطويرها آنذاك، والآن أعتقد أنه يوجد تحالف أكبر يدعمها، وبحسب ما فهمنا فإن الولايات المتحدة ستنضم إلى ذلك (التحالف)، وربما يقومون بالفعل ببناء ميناء مؤقت لغزة بهدف توفير وزيادة أكبر للمساعدات الإنسانية الطارئة وبالحجم المطلوب، وخاصة لنتمكن من تقديم المساعدات إلى الشمال".
ومضت قائلة: "نرحب بهذا، ولكن في الوقت نفسه لا يسعني إلا أن أكرر أن الإنزال الجوي والبحري ليسا بديلين عن الإمدادات البرية. ولا أحد يدعي غير ذلك. ومع ذلك، فإن هذه الإضافة، في هذا المنعطف الحرج، ستكون مهمة للغاية".
وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقدته في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بعد خروجها من جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، ليل الخميس، قدمت فيه إحاطتها الثانية منذ توليها منصبها في يناير/ كانون الثاني، بموجب قرار المجلس رقم 2720 (2023) الذي تبناه في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ودعا القرار لتوسيع عمليات المساعدات الإنسانية، على أن تتولى كاغ كمنسقة عيّنها الأمين العام للأمم المتحدة، إنشاء آلية أممية "لتسريع شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة عبر دول ليست طرفاً في النزاع". إلا أن واقع الحال يظهر عكس ذلك، فمنذ تولت كاغ منصبها انخفضت نسبة المساعدات التي تمكنت الأمم المتحدة من إدخالها بسبب استمرار المنع الإسرائيلي وانخفض عدد الشاحنات التي تسمح إسرائيل بدخولها.
ورداً على سؤال آخر لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول ما إذا كانت تشعر بإحباط بسبب ذلك، قالت "لا أملك الرفاهية في الواقع للشعور بالإحباط، لقد وافقت على تولي هذه المهمة شبه المستحيلة، لأنني أعتقد أنها واجب أخلاقي على عاتقنا جميعا، حيث علينا أن نبذل قصارى جهدنا ضد كل العقبات والتحديات المحتملة في الطريق، وهذا واجبنا...".
وشددت على الحاجة أيضاً إلى "إغراق السوق في غزة بالسلع، وإعادة تنشيط القطاع الخاص حتى يكون ممكنا دخول السلع التجارية لتلبية احتياجات المدنيين"، ولفتت الانتباه إلى أن إدخال المساعدات عن طريق البر يبقى "الحل الأمثل، والأسرع، والأرخص، حيث نعلم أننا بحاجة إلى استمرار المساعدات الإنسانية لفترة طويلة. وهناك حاجة لفتح معابر إضافية، فالمساعدات يجب أن تصل عبر ميناء أسدود، ولكن عبر نقاط أخرى، وليس فقط كرم أبو سالم".
وقالت المسؤولة الأممية إنها تحدثت إلى مجلس الأمن عن "آفاق" تراها عندما يتعلق الأمر بـ"طريق الأردن البري"، والذي يوفر إمكانية إدخال 100 شاحنة يوميًا على مدار ستة أيام اسبوعيا، وهو ما يسمح بالاستمرارية بتقديم المساعدات، بالإضافة إلى القدرة على التنبؤ بحجمها ونوعيتها.
وعبرت عن أملها في أن يتم فتح معابر إضافية، وقالت "في الوقت الحالي، ينصب التركيز في المقام الأول على المساعدات الإنسانية، هناك رغبة في تنشيط القطاع الخاص ومحاولة تشغيله مرة أخرى في غزة، لكن دخول السلع التجارية في الوقت الحالي لم يحدث بعد. ولهذا نحتاج إلى إجراءات مختلفة، وعمليات تفتيش أسهل، نحن بحاجة إلى المزيد من المعابر...لا يمكننا أن نتوقع معجزات عندما يكون الوضع صعبا للغاية داخل غزة عسكريا، ولكن أيضا على نطاق أوسع من حيث السلامة والأمن".
وأشارت إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي لم يتخذ حتى الآن قرارا بفتح معابر إضافية، في ظل ضغوط داخلية ومع عدم وجود صفقة بشأن الرهائن.