استمع إلى الملخص
- تستغل مصر موقف الإدارة الأميركية من نتنياهو للضغط نحو اتفاق جزئي لوقف الحرب، وتجري محادثات مع الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة حول تدريب الشرطة الفلسطينية، رغم رفض إسرائيل.
- يخشى بعض المحللين من أن يكون تدريب الشرطة محاولة لفرض الهيمنة الأميركية، بينما تواصل مصر جهودها الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
أكدت معلومات توفرت لـ"العربي الجديد" أن المسؤولين المصريين يعوّلون على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكي تكون ضاغطة على تل أبيب من أجل إبرام اتفاق يوقف حرب غزة، كما أنهم يحاولون التوصل أولاً إلى اتفاق بين حركتي فتح وحماس حول مستقبل قطاع غزة وإدارة الوضع الميداني والأمني فيه، إذ من المنتظر تلقي القاهرة الرد من قبل الطرفين خلال أيام. وأشارت المعلومات إلى أن المسؤولين المصريين طرحوا العديد من التصورات "المدعومة أميركياً"، من بينها تدريب قوات أمن فلسطينية لتولي مسؤولية الأمن في القطاع، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.
مصر ستستغل موقف الإدارة الأميركية من نتنياهو للضغط من أجل التوصل لاتفاق وإن كان جزئياً
تعويل على تقدّم في مفاوضات غزة
قالت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة تعوّل على "تغير المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأميركية عقب فور دونالد ترامب، لإحراز تقدم في مفاوضات غزة واليوم التالي للحرب، اعتماداً على ما قاله ترامب للعرب خلال حملته الانتخابية، بأنه سيحقق السلام والأمن في غزة". وأضافت المصادر أن "الإدارة الأميركية الحالية، وترامب نفسه، يتفقان على أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يمثل عبئاً كبيراً عليهما، ولذلك فإن الإدارة المصرية ستستغل ذلك للضغط من أجل التوصل لاتفاق، حتى لو كان جزئياً، لوقف الحرب في قطاع غزة". وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، مساء السبت الماضي، أن مصر "عرضت على إسرائيل تولي تدريب قوات من الشرطة الفلسطينية في القاهرة من أجل إرسالها إلى قطاع غزة في اليوم التالي للحرب".
ونقلت القناة عن مصدر دبلوماسي قوله إن "محادثات تجري في القاهرة حالياً حول هذه القضية مع الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة"، مشيرة إلى إجراء "ممثلين أمنيين وعسكريين أميركيين عدة زيارات إلى مصر حول الموضوع نفسه". وبحسب المصدر ذاته، فإن الاحتلال "لا يعطي الضوء الأخضر للفكرة في الوقت الحالي، لكن في مصر (فإن الاعتقاد) أن الولايات المتحدة والدول الغربية التي تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد الحرب، لم تتخل عن ذلك بعد". ولفت المصدر إلى أن الفكرة هي "تجنيد قوات شرطة جديدة للتدريب في مصر، لأنه لا يوجد عدد كاف من قوات الشرطة في الأراضي (التابعة) للسلطة الفلسطينية".
محمد سيد أحمد: الجانب الأميركي وحده الذي يستطيع إجبار الاحتلال على حل بشأن اليوم التالي للحرب
اليوم التالي للحرب
وكان المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه قد نفى، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إطلاع الحركة على أي خطط لتدريب قوات فلسطينية لتولي تأمين منطقة الحدود بين قطاع غزة ومصر. وفي السياق، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي المصري محمد سيد أحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "يمكن قراءة الخبر في سياق الجهود المصرية التي لا تزال متواصلة على المستوى الدبلوماسي على مدار شهور الأزمة، إذ تحاول مصر قدر الإمكان البحث عن وسيلة لوقف إطلاق النار، وماذا سيتم في اليوم التالي للحرب". وأضاف أن "الجهود المصرية في هذا السياق لن تستطيع القاهرة فرضها، ولا أي جهة أخرى، ذلك أن الجانب الأميركي هو صاحب القرار الأول والأخير في هذا الشأن، وهو فقط الذي يستطيع إجبار الجانب الصهيوني على وقف الآلة العسكرية وعلى التوصل لحل في ما يتعلق باليوم التالي للحرب".
رامي شعث: تخوّف من فرض الهيمنة الأميركية من خلال مشروع تدريب شرطة فلسطينية
من ناحيته، أبدى الناشط السياسي المصري الفلسطيني رامي شعث، في حديث لـ"العربي الجديد"، تخوفه من أن يكون الدور المطلوب لليوم التالي للحرب "هو محاولة لفرض الهيمنة الأميركية، من خلال مشروع تدريب شرطة فلسطينية هدفها قمع الشعب الفلسطيني وقمع حراكه ومنع مقاومته وإخضاعه لشروط الاحتلال، فيكون جزءاً لا يتجزأ من محاولات حصار غزة". بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام شاكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "من الواضح أن دور القاهرة لا ينصب على موضوع وقف إطلاق النار والموقف الراهن، بل يتجه إلى الاهتمام بشكل أكبر بما يسمى باليوم التالي للحرب وترتيبات اليوم التالي في ملف إدارة غزة والوضع الأمني الجديد".