سُمع دويّ أعيرة نارية غزيرة، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، في غينيا بيساو قرب مقرّ الحكومة، في هذا البلد الصغير الواقع في غرب أفريقيا وذي التاريخ السياسي المضطرب، وفق ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس" في المكان.
وأكد رئيس البلاد أومارو سيسوكو إمبالو، بعد ساعات من الحادث، أن "العديد" من أفراد قوات الأمن قُتلوا في "هجوم فاشل على الديمقراطية".
وظهر إمبالو في مقطع فيديو نُشر على صفحة الرئاسة على "فيسبوك" بعد ساعات من سماع إطلاق نار بالقرب من مجمع كان يرأس فيه اجتماعاً لمجلس الوزراء. وقال إن بعض المتورطين قد اعتُقلوا لكنه لا يعرف عددهم.
وعبر "تويتر"، أشار الرئيس إلى أنه بخير، مؤكّداً أنّ "الوضع تحت سيطرة الحكومة".
Je vais bien Alhamdoulillah. La situation est sous contrôle gouvernemental. Je remercie la population de Guinée Bissau et toutes les personnes au delà de notre pays qui se sont inquiétées pour mon gouvernement et moi. Vive la République et que Dieu veille sur la Guinée-Bissau.
— Umaro Sissoco Embaló (@USEmbalo) February 1, 2022
وأضاف إمبالو، في وقت لاحق، أن هدف المنقلبين كان "قتل رئيس الجمهورية وكل أعضاء الحكومة".
وفي تصريح للصحافيين قال الرئيس إنّه "كان بإمكان المنفّذين أن يتحدّثوا إليّ قبل هذه الأحداث الدامية التي أوقعت العديد من القتلى والمصابين بجروح بالغة"، من دون أن يحدّد بشكل واضح هوية منفّذي المحاولة الانقلابية التي قال إنّ دوافعها "قرارات (كان قد) اتّخذها، خصوصاً مكافحة المخدّرات والفساد".
وشدد على أن العملية كانت "معدّة ومنظّمة"، إلا أنه أصر على أنها "معزولة".
وروى الرئيس أنه وجد نفسه "محاصرا بإطلاق نار من أسلحة ثقيلة على مدى خمس ساعات" ومعه أحد مساعديه وحارسان شخصيان ووزيرة، مشيرا إلى أن المعارك أوقعت "العديد من القتلى".
وأشار مراسلو "فرانس برس" في وقت سابق، إلى أن رجالاً مدجّجين بالسلاح يحاصرون مقرّ الحكومة، حيث يُفترض أن يكون الرئيس سيسوكو إمبالو ورئيس الوزراء نونو غوميز نابيام يشاركان في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.
وقال مصدر أمني متصل بمصادر داخل المبنى إن أشخاصاً أصيبوا بالأعيرة النارية. وقال مصدر ثانٍ إن شخصين قُتلا، لكن لم يتضح ما إذا كان القتيلان من قوات الأمن أو من بين من شنوا الهجوم.
وطلب المسلّحون المنتشرون في محيط مقر الحكومة في ضاحية المدينة قرب المطار من الناس الابتعاد.
وأكد مراسل "فرانس برس" أن مسلّحاً شهر سلاحاً في وجهه طالباً منه مغادرة المكان.
وشهدت المناطق المحيطة فراراً للسكان، فيما خلت الأسواق من المارة وأقفلت المصارف أبوابها وسط حراك للمركبات العسكرية في الشوارع.
دعوات لإنهاء العنف
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، قالت في بيان سابق إنها "تتابع بقلق بالغ تطور الوضع في غينيا بيساو، حيث يطلق الجيش النار حول القصر الحكومي". وأضافت: "المجموعة تستنكر محاولة الانقلاب هذه، وتحمّل الجيش مسؤولية سلامة الرئيس أومارو سيسوكو إمبالو وأعضاء حكومته".
على صعيد متصل، قال متحدث باسم أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن غوتيريس يشعر "بقلق بالغ" إزاء الأنباء الواردة عن اندلاع قتال عنيف في غينيا بيساو.
وأضاف المتحدث أن غوتيريس يدعو إلى "إنهاء العنف فوراً والاحترام الكامل للمؤسسات الديمقراطية".
من جهته، أعلن الاتحاد الأفريقي، أنه يشعر بقلق شديد إزاء ما وصفه بمحاولة انقلاب في غينيا بيساو، ودعا الجيش هناك إلى الإفراج عن أعضاء الحكومة المعتقلين.
وأضاف الاتحاد في بيان، وفق "رويترز"، "رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد يتابع بقلق بالغ الوضع في غينيا بيساو المتمثل في محاولة انقلاب ضد حكومة البلاد"، لافتاً إلى أن رئيس المفوضية "يدعو الجيش إلى العودة إلى ثكناته دون تأخير، وحماية السلامة الجسدية للرئيس إمبالو وأعضاء حكومته، والإفراج الفوري عن المعتقلين منهم".