استمع إلى الملخص
- الاحتلال زعم استهداف "مجمع لحماس"، بينما أدانت حماس الهجوم وحملت الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية، وأونروا ومسؤولون في غزة يحذرون من ارتفاع عدد الضحايا.
- تزايد التأزم في غزة مع تكثيف القصف، مما تسبب في تشريد الآلاف وتهديد حياة الجرحى بـ"كارثة إنسانية" بعد تعطل مولد كهرباء بمستشفى شهداء الأقصى، وسط مطالبات بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها.
استُشهد 40 فلسطينياً وأصيب العشرات، جراء مجزرة ارتكبها طيران الاحتلال الإسرائيلي بعد قصفه، فجر الخميس، مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. واستهدفت غارة جوية مدرسة "السردي" المكتظة بالنازحين في مخيم 2 بمنطقة النصيرات، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال وصلوا أشلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط القطاع.
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، خلال حديثه مع وكالة رويترز، إنّ 40 شهيداً سقطوا جراء المجزرة الإسرائيلية الأخيرة في مخيم النصيرات. وكان المكتب الإعلامي قد أصدر بياناً قال فيه إن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة في مدرسة تؤوي نازحين "ونتوقع ارتفاع عدد الشهداء بسبب العدد الكبير من الإصابات الخطيرة والحرجة"، مضيفاً: "نحمّل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة تجاه الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في غزة". في المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف "مجمعاً لحماس" داخل مدرسة تابعة لوكالة "أونروا" في وسط غزة، وقال في بيان إن "طائرات مقاتلة (...) نفذت ضربة دقيقة استهدفت مجمعاً تابعاً لحماس داخل مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات".
من جهتها، قالت مديرة الاتصال في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، جولييت توما، في حديثها مع وكالة رويترز، اليوم الخميس، إن عدد شهداء الهجوم الإسرائيلي على مدرسة النصيرات في قطاع غزة يتراوح بين 35 و45، لكنها أضافت أن الأعداد لا يمكن تأكيدها في تلك المرحلة.
مجزرة كبيرة يرتكبها الاحتلال النازي - أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع pic.twitter.com/f3L9eDgkYL
— الحـكـيم (@Hakeam_ps) June 5, 2024
وكثّف الاحتلال الإسرائيلي الغارات والقصف المدفعي على وسط قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع عملية برية تتركز في مخيم البريج ومدينة دير البلح التي شكّلت وجهة جديدة للنازحين، بعدما تقطعت بهم السبل وفروا مراراً من مكان لآخر بحثاً عن ملاذ آمن من ويلات الحرب، خصوصاً بعد اجتياح مدينة رفح، جنوبي القطاع. وخلفت الحرب على غزة أكثر من 36 ألفاً و500 شهيد وقرابة 90 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي السياق، أعلنت إدارة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وسط قطاع غزة، يوم الأربعاء، تعطل أحد مولدي الكهرباء لديها، وهو ما ينذر بوقوع "كارثة إنسانية" قد تؤدي إلى وفاة العشرات من الجرحى والمرضى والأطفال الخدج. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن مستشفى شهداء الأقصى والمستشفى الأوروبي هما المستشفيان الحكوميان العاملان في غزة حالياً من أصل 35 قبل الحرب، فيما تقدم مستشفيات خاصة صغيرة خدمات رعاية أولية. ورغم مواجهتها دعوى في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، تواصل إسرائيل ارتكاب مجزرة تلو الأخرى في القطاع المحاصر، جنباً إلى جنب مع استهداف ممنهج للبنية المدنية، بالقصف المباشر، أو الحرق أو التفجير.
حماس: هذه جريمة ارتكبت عن سبق إصرار وترصّد
قالت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، إن المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، ضد المدنيين الآمنين النازحين في مدرسة ذكور الإعدادية "السردي"، التابعة لوكالة أونروا في مخيم النصيرات للاجئين، التي تسببت بارتقاء نحو أربعين شهيداً، وعشرات الجرحى المدنيين، هي جريمة ارتكبت عن سبق إصرار وترصد من جيش الاحتلال النازي الذي أمن العقاب أمام تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره في حماية المدنيين من جريمة الإبادة والتطهير العرقي التي تُرتكب على مسمع ومرأى من العالم.
وإذ أدانت الحركة هذه الجريمة الجديدة، واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، فقد طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجميع الأطراف ذات العلاقة بالقيام بمسؤولياتهم، بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الإبادة والمجازر الوحشية، كما طالبت محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، وكل الجهات القضائية والقانونية في العالم، بمحاسبة وملاحقة إسرائيل التي انتهكت القوانين والأعراف الدولية كافة.