استمع إلى الملخص
- الأمم المتحدة ومسؤولوها يدينون الهجوم بشدة، معتبرينه انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، ويشيرون إلى استهداف أكثر من 180 مبنى تابعًا للأونروا.
- دول ومنظمات عالمية بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تطالب بتحقيقات شاملة وشفافة، وتسلط الضوء على الوضع المأساوي والمعاناة الإنسانية في غزة.
لقيت مجزرة مخيم النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر استهداف مدرسة تؤوي نازحين وسط قطاع غزة، فجر الخميس، ما أسفر عن استشهاد 40 فلسطينياً وإصابة العشرات، ردود فعل دولية منددة، إذ دعت دول وجهات غربية وعربية إلى تحقيق مستقل في هذه المجزرة، مشيرة إلى أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع، إثر العدوان الإسرائيلي المستمرّ.
غوتيريس: لا مكان آمناً في غزة
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، الهجوم الإسرائيلي على مدرسة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة الفلسطيني. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، أجاب فيه عن سؤال حول ما إذا كان غوتيريس أدان الهجوم أم لم يُدنه.
وأشار دوجاريك إلى أن الهجوم الإسرائيلي على المدرسة يعد مؤشراً رهيباً جديداً على الثمن الذي يدفعه المدنيون في غزة. وبيّن أن المدرسة المستهدفة كانت تستخدم مأوى يقدم الخدمات الأساسية للمدنيين. ولفت دوجاريك، إلى عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة. وعن مزاعم إسرائيل بوجود مقاتلين من حركة حماس في المدرسة المستهدفة، قال دوجاريك: "ما بإمكاني قوله أن الهجوم أودى بحياة العديد من المدنيين والأطفال".
لازاريني عن مجزرة مخيم النصيرات: يوم مروع جديد
وفي السياق، قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الخميس: "نعيش يوماً مروعاً جديداً جراء قصف إسرائيلي دون سابق إنذار لمدرسة تؤوي 6 آلاف نازح". وفي معرض تعليقه على مجزرة مخيم النصيرات أوضح لازاريني أن "مهاجمة أو استهداف أو استخدام مباني الأمم المتحدة لأغراض عسكرية يمثل تجاهلًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي".
وأضاف المسؤول الأممي: "نعيش يوماً مروعاً جديداً جراء قصف إسرائيلي دون سابق إنذار لمدرسة تؤوي 6 آلاف نازح". وتابع: "مدرسة أخرى تابعة للأونروا تحولت إلى هدف للهجوم". وقال: "هذه المرة في النصيرات، شنت القوات الإسرائيلية هجوماً دون سابق إنذار للنازحين أو أونروا". وشدد على أن "الادعاءات الإسرائيلية بأن الجماعات المسلحة ربما كانت موجودة داخل الملجأ صادمة". واستطرد: "لكننا غير قادرين على التحقق من صحة هذه الادعاءات".
وأردف أنه "منذ بدء حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تم استهداف أكثر من 180 مبنى تابعاً لأونروا، وقُتل أكثر من 450 نازحًا نتيجة لذلك". وبهدف تفادي الهجمات أثناء القتال، قال لازاريني إن "أونروا تشارك إحداثيات جميع مرافقها (بما في ذلك هذه المدرسة) مع الجيش الإسرائيلي وأطراف النزاع الأخرى". واختتم مفوض أونروا بالقول إن "استهداف مباني الأمم المتحدة أو استخدامها لأغراض عسكرية لا يمكن أن يصبح قاعدة جديدة"، مشدداً على ضرورة "توقف هذا الأمر، ومحاسبة الجناة".
واشنطن تدعو إسرائيل إلى "الشفافية"
من جانبها، دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى "الشفافية" بشأن مجزرة مخيم النصيرات. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: "قالت حكومة إسرائيل إنها ستنشر مزيدا من المعلومات بشأن هذه الضربة بما في ذلك أسماء الأشخاص الذين قتلوا فيها. نتوقع منهم أن يكونوا شفافين تماماً في نشر هذه المعلومات".
الاتحاد الأوروبي: لتحقيق "مستقل"
أما الاتحاد الأوروبي فطالب بأكثر من ذلك، حيث دعا الخميس، إلى إجراء "تحقيق مستقل" في مجزرة مخيم النصيرات. وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنّ "التقارير الواردة من غزة تظهر مرة أخرى أن العنف والمعاناة لا يزالان الواقع الوحيد لمئات الآلاف من المدنيين الأبرياء" في القطاع. وأكد بوريل "ضرورة التحقيق بشكل مستقل في هذه الأخبار المروعة، تماشيا مع الأمر الأخير لمحكمة العدل الدولية". وشدد المسؤول الأوروبي على أنّ "وقف إطلاق النار الدائم هو السبيل الوحيد للمضي قدما في حماية المدنيين والتوصل إلى إفراج فوري عن جميع الرهائن".
ألمانيا تدعو لتحقيق شامل
في سياق متصل، دعت ألمانيا إلى "تحقيق شامل" في مجزرة مخيم النصيرات. وفي رد على سؤال لوكالة الأناضول بخصوص الحادثة، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية: "أفزعتنا تقارير عن سقوط عدد من القتلى، خاصة من النساء والأطفال، خلال عملية عسكرية استهدفت مدرسة تابعة لأونروا". وأوضح المتحدث أن "بعض النازحين سعوا للحصول على مأوى وحماية في المدرسة" المستهدفة. وأكد أن "المدارس ومباني الأمم المتحدة بحاجة إلى حماية". وشدد متحدث الخارجية الألمانية على "وجوب التحقيق في الحادثة بشكل شامل".
بلجيكا: مجزرة مروعة
من جانبها، وصفت بلجيكا المجزرة الإسرائيلية التي خلفت 40 شهيداً وعشرات الجرحى بمدرسة لأونروا تؤوي نازحين فلسطينيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بأنها "مروعة وغير مقبولة". وقالت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب في منشور على منصة إكس، الخميس، إن القصف الإسرائيلي المدمر، الذي استهدف مدرسة تابعة لأونروا في غزة، "عمل عنف مروع وغير مقبول". وحثت وزيرة الخارجية البلجيكية جميع الأطراف على "احترام البنية التحتية المدنية". واختتمت لحبيب بالقول: "هذه المأساة تذكرنا بالحاجة الملحة لإنهاء العنف في القطاع".
الأردن: انتهاك صارخ للقانون الدولي
عربياً أدان الأردن، الخميس، مجزرة مخيم النصيرات معتبراً ذلك "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي". وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان: "ندين بأشد العبارات الاستهداف المتواصل والممنهج لمراكز إيواء النازحين الفلسطينيين في غزة، ومراكز الأمم المتحدة، والذي كان آخره العدوان الذي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط القطاع (الخميس)".
وأضافت: "نؤكد على إدانة المملكة واستنكارها المطلق لهذه الأفعال والجرائم التي تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية وتمثل جرائم حرب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها". وطالبت الوزارة المجتمع الدولي "بتحمل مسؤوليته وردع إسرائيل عن ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين ووقف حربها العبثية على قطاع غزة". كما دعت إلى "ضرورة إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وضرورة تكاتف الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".
وكثّف الاحتلال الإسرائيلي الغارات والقصف المدفعي على وسط قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع عملية برية تتركز في مخيم البريج ومدينة دير البلح التي شكّلت وجهة جديدة للنازحين، بعدما تقطعت بهم السبل وفروا مراراً من مكان لآخر بحثاً عن ملاذ آمن من ويلات الحرب، خصوصاً بعد اجتياح مدينة رفح، جنوبي القطاع. وخلفت الحرب على غزة أكثر من 36 ألفاً و500 شهيد وقرابة 90 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
(العربي الجديد، الأناضول، رويترز)