ما هي التوقعات الإسرائيلية لخطاب نصر الله اليوم؟

03 نوفمبر 2023
تترقب الأوساط الإسرائيلية خطاب نصر الله الأول بعد عملية طوفان الأقصى (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

تترقب دولة الاحتلال الإسرائيلي خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، اليوم الجمعة، وسط ترجيحات حذرة بألا يحمل أي جديد على مستوى التصعيد العسكري، مع الإشارة في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن الجزم بذلك، وقد تتطوّر الأمور.

وذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، أنه كلّما توسّعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتصاعد مناشدات حركة حماس لـ"حزب الله" لإظهار التضامن المطلوب والدخول في الحرب بشكل كامل.

ويرى المستوى الأمني الإسرائيلي، بحسب الكاتب، أن نصر الله، وبعد التشاور مع إيران، سيكون صاحب الكلمة الأخيرة في هذا السياق.

في المقابل، يرى الكاتب أن "حزب الله" وإيران لم يغتنما الفرصة التي منحتها لهما "حماس" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (يوم عملية طوفان الأقصى)، ولم ينضما إلى الهجوم ضد إسرائيل في وقت لاحق من ذلك اليوم، كما كان يتوقع قادة "حماس" في قطاع غزة.

ويعتقد المحلل الإسرائيلي أنه رغم أهمية "حماس" و"الجهاد الإسلامي" للحزب وإيران، إلا أن "حزب الله" لا يريد، كما يبدو، المخاطرة بدمار كبير في لبنان وتكبّد خسائر فادحة في صفوف الحزب.

ويضيف أن الأوضاع على الحدود اللبنانية تفاقم معضلة نصر الله، يضاف إلى ذلك "الإنجاز العملياتي الإسرائيلي"، ما يزيد الضغط عليه، وربما يحاول توجيه ضربة كردّ على الهجمات الإسرائيلية في لبنان، ووقوع ضحايا في صفوف "حزب الله"، حتى قبل خطابه.

ويرى الكاتب أن خطاب نصر الله أو قيامه برد عسكري قوي من طرفه لن يقود بالضرورة إلى حرب إقليمية. ويعزو ذلك إلى عدة اعتبارات تأخذها الأطراف في حساباتها، من ضمنها حذر الحزب وإيران المتزايد على أثر الوجود العسكري الأميركي الكبير في المنطقة، وتحذيرات الرئيس الأميركي جو بايدن للنظام في طهران.

لكن مع هذا، يرى هارئيل أن الأمر الواضح أن احتمالات التصعيد تزداد، وقد تنفجر الأمور نتيجة تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، حتى لو كان غير مقصود بالفعل.

ويشير الكاتب إلى أن ايران تزيد من هجومها من خلال الحوثيين في اليمن، لكن إسرائيل لا تشنّ هجمات على اليمن بعد، ذلك لأن أولوياتها في هذه المرحلة تتمثل بالتركيز على غزة، وإن احتاج الأمر، على لبنان أيضاً، بمساعدة من قبل الولايات المتحدة.

بدورها، أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن إسرائيل تلمس محاولة من "حزب الله" للصعود درجة أخرى في المواجهة معها، وهذا ما يدفع الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل بيان له أو في كل خطاب لمسؤول إسرائيلي لتوجيه رسالة تحذير إلى الحزب والحوثيين في اليمن بأن إسرائيل مستعدة للحرب على جبهات أخرى غير حربها على غزة.

وذكّرت الصحيفة أيضاً بما قاله، أمس الخميس، رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي حول أن سلاح الجو الإسرائيلي يعمل في غزة بقوة كبيرة، ولكنه يستخدم نصف قوته فقط، وأن غالبية القوات جاهزة لمهاجمة جبهات أخرى في اللحظة التي تتطلب ذلك.

كما أشارت الصحيفة إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أكد في مناسبات عدة خلال الأيام الماضية أن إسرائيل غير معنية بحرب مع "حزب الله"، لكنها ستعرف كيف ترد على أي تصعيد إضافي.    

ولفتت الصحيفة إلى أن سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي استغل الفرصة في الأسابيع الأخيرة، ليعيد لنفسه "حرية العمل في جنوب لبنان، بعدما قيّدت إسرائيل لفترة طويلة طلعات التصوير فوق لبنان بسبب انتشار منظومات "حزب الله" الدفاعية والخوف من التصعيد.

وكتبت الصحيفة أنه "في ظل الصعوبات التي يواجهها حزب الله، فإن الساعات المقبلة قد تكون مشحونة للغاية على الجبهة الشمالية، وفي إسرائيل هناك استعدادات لاحتمال تصعيد الوضع أكثر".

ونقلت الصحيفة تقديرات مسؤول أمني كبير لم تسّمه بأن "نصر الله يدرك أنه فقد عنصر المفاجأة. جهدنا الأساسي في الشمال هو الدفاع وإحباط الهجمات، ونحن نركز بشدة على هذه الجبهة".   

من جهته، يرى خبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب إيال زيسر أن "حسن نصر الله في ورطة"، بحسب ما قاله لصحيفة "معاريف"، أمس الخميس.

ويضيف أن "إسرائيل تسحق حماس، وهو خارج الصورة. صحيح أنه يطلق النار على جنودنا على الحدود الشمالية ويقلقنا، ولكن مقارنة بما يحدث في غزة فهذا لا شيء. أعتقد أنه لا يريد الحرب، لكنه يريد أن يظهر أنه يفعل شيئاً. لذلك فإن جزءًا من الجانب النفسي هو التهديد وخلق حالة توتر".

في المقابل يقول زيسر إنه "يجب علينا عدم الاستهتار بذلك، وأن نكون جاهزين، لأننا رأينا ما فعلته حماس في الجنوب".