لافروف: الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الحرب الأوكرانية

24 سبتمبر 2022
لافروف ملقياً خطابه أمام قاعة شبه خاوية (Getty)
+ الخط -

اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، غير محايدة وطرف في النزاع ومتورطة في الحرب الأوكرانية عن طريق تقديمها الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية وغيرها من المعونات لكييف.

وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم السبت، كلمة أمام الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وجّه فيها انتقادات لاذعة إلى واشنطن وحلفائها، معتبراً أن أوكرانيا بالنسبة إلى الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، هي "مادة استهلاكية" في مواجهة روسيا. 

وقال لافروف: "أي مراقب غير متحيّز من الواضح له تماماً أن أوكرانيا هي مجرد مادة استهلاكية في مواجهة روسيا بالنسبة إلى الأنجلوسكسونيين الذين أخضعوا أوروبا بشكل كامل. أعلن حلف الناتو بلادنا تهديداً مباشراً على الطريق إلى الهيمنة الأميركية الكاملة، محدداً جمهورية الصين الشعبية تحدياً استراتيجياً طويل الأجل". 

واعتبر أن "الغرب الجماعي"، بقيادة واشنطن، يصدر رسالة تحذيرية لباقي الدول مفادها أن أي دولة تعصي قد تكون هي الهدف المقبل. 

كذلك وجّه لافروف انتقادات إلى العقوبات الغربية، باعتبارها أداة سياسية، قائلاً: "العقوبات غير المشروعة أحادية الجانب التي يجرى اعتمادها مع مخالفة ميثاق الأمم المتحدة وتوظيفها أداة للابتزاز السياسي هي أداة لإرغام غير الموافقين. وقاحة هذه الممارسة بديهية، إذ إن القيود تلحق ضربة بالسكان المدنيين، معرقلة الوصول إلى المواد الأساسية، بما فيها الأدوية واللقاحات والغذاء".  

وفي وقت سابق من اليوم عقد لافروف الذي تمكّن من المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد حصوله على التأشيرة الأميركية، لقاءات مع عدد من نظرائه الأجانب، بمن فيهم وزراء خارجية الهند والجزائر ودول الخليج، وغيرها من الدول من خارج الكتلة الغربية.  

وعقد الوزير الروسي مؤتمراً صحافياً عُقد بعد خطابه أمام الجمعية العامة.

وقال خلال المؤتمر: "الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الحرب عن طريق استخدام الأسلحة الفتاكة في الحرب وتزويد أوكرانيا بها وبشكل مباشر. إن ذلك غير قانوني"، وأضاف "هناك عدد من الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية الخاصة في هذه الحرب التي تقوم الدول الغربية بتزويد كييف بها، ولذلك فإن ادعاءها بأنها محايدة لا يتطابق مع ما هو معروف تحت مبدأ الحياد"، متحدثاً عما سمّاه "ثقافة الإلغاء".
وفيما يخص المفاوضات مع الجانب الأوكراني والوساطات الدولية المختلفة التي تحاول بدء محادثات بين الطرفين، قال إن بلاده لا تمانع إجراء محادثات لحل الصراع، ولكن لن تقوم بالخطوة الأولى. ووصف الدول الغربية بـ"الأنانية وأنها غير مستعدة للحوار ولا تفكر إلا في نفسها".

وتحدّث عن طلب الجانب الأوكراني للمحادثات بداية الحرب وقال إن بلاده وافقت على ذلك وتلاها عدد من الخطوات في ذلك الاتجاه، لكن الدول الغربية، واشنطن ولندن بشكل خاص، ضغطت على كييف لكي تتوقف عن التحاور وأن تستمر المعارك على الأرض إلى أن يتمكنوا من تحقيق المكاسب في المعارك الدائرة.

وأضاف الوزير الروسي "إن آخر ما حدث بخصوص اتصالاتنا مع الأوكرانيين كان موافقتنا، في شهر مارس، على ورقتهم حول مبادئ اتفاق، وبعدها ذهبوا باتجاه مختلف تماماً". وقال "كان الرئيس (فلاديمير) بوتين قد صرّح أننا لم نرفض الحوار ولكن هؤلاء الذين يرفضون عليهم أن يفهموا أنه كلما طال رفضهم سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق والتفاوض. نحن أظهرنا نوايا حسنة".

ووصف دور تركيا بالإيجابي، وخاصة في الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية. وشدد على ضرورة العمل على الجزء الثاني من الاتفاقية المتعلق بتصدير الأسمدة والحبوب الروسية. وأضاف "إن الحبوب الروسية تشكل حصة كبيرة في الأسواق العالمية، أكبر من الأوكرانية. وهناك قرابة 300 ألف طن من الأسمدة الموجودة في الموانئ الأوروبية ولم يتم الإفراج عنها منذ قرابة الشهر والنصف". وقلنا إن "شركاتنا مستعدة للتنازل عن حقوقها لتلك الأسمدة، على أن يسمح بذهابها للدول التي هي بأمسّ الحاجة إليها". وشدد على أن القرار حول ذلك بيد الاتحاد الأوروبي وهو الذي لا يقوم بذلك.

وحول استخدام الأسلحة النووية، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إمكانية استخدام كل الأسلحة المتاحة، قال "لدينا عقيدة للأمن النووي وهي وثيقة مفتوحة يتم تحديد كل شيء فيها بوضوح".

وتجري روسيا الاستفتاء في أربع مناطق أوكرانية محتلة تقع تحت سيطرتها هي: لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، وتشكل قرابة 15 بالمائة من الأراضي الأوكرانية، وتعتبر هذه المناطق بحسب الأمم المتحدة محتلة. وقال في هذا السياق "إن قواعد الاستفتاء تتم وفق قواعد الحكومات المحلية. وسنحترم إرادتها وإرادة الذين عانوا من النظام النازي".

المساهمون