أعلنت سيول أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات الخميس، لكنها رجّحت أن تكون هذه العملية قد باءت بالفشل، وسط وابل قياسي من الصواريخ التي أطلقتها بيونغ يانغ في الـ24 ساعة الأخيرة.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إن "عملية إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ عابر للقارات يُفترض أنها انتهت إلى الفشل"، مضيفا أن "التقديرات تشير إلى أن الإخفاق حصل في المرحلة الثانية من عملية انفصال" الصاروخ.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة للجيش في بيان بأنها رصدت في وقت مبكر الخميس إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى، تبعه بعد فترة وجيزة إطلاق صاروخين قصيري المدى.
وقال البيان إن مدى "الصاروخ الباليستي بعيد المدى يبلغ نحو 760 كيلومترا ويصل إلى ارتفاع 1,920 كيلومترا بسرعة 15 ماخ".
وأضاف أن "الصواريخ الباليستية قصيرة المدى حلقت قرابة 330 كيلومترا على ارتفاع نحو 70 كيلومترا بسرعة 5 ماخ".
واعتبر الجيش الكوري الجنوبي أن "إطلاق كوريا الشمالية المتتالي للصواريخ الباليستية هو بمثابة استفزاز خطير لا يضر فقط بالسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية بل أيضا في المجتمع الدولي"، لافتا إلى أنه سيبقى في وضعية تأهب قصوى.
وتنظم سيول وواشنطن راهنا أكبر مناورات عسكرية جوية مشتركة في تاريخهما باسم "العاصفة اليقظة"، تشارك فيها مئات الطائرات الحربية من الجيشين ويتوقع أن تنتهي الجمعة.
وتثير مثل هذه المناورات غضب بيونغ يانغ التي تعتبرها بمثابة تدريب لغزوها، وهي حذرت الأربعاء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من أنهما "ستدفعان أفظع ثمن في التاريخ" إذا لم ترتدعا.
وفي مارس/ آذار يُعتقد أن كوريا الشمالية فشلت في محاولة واضحة لاختبار إطلاق صاروخ "هواسونغ-17"، الذي يعد أكبر وأقوى صاروخ باليستي في ترسانة كيم جونغ أون.
واشنطن تحض على تشديد العقوبات على كوريا الشمالية
إلى ذلك، حضت الولايات المتحدة جميع الدول على تعزيز العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، باعتبار أنها انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي بإطلاقها صاروخا باليستيا عابرا للقارات.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، إن "الولايات المتحدة تدين بشدة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لاختبارها صاروخا باليستيا عابرا للقارات"، مؤكدة ما أعلنته كوريا الجنوبية عن عملية الإطلاق في وقت مبكر الخميس.
وأضافت أن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي "يعملون على تقييم الوضع بالتنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن هذه العملية التي أعقبت إطلاق سيل من الصواريخ على اختلاف أنواعها في اليوم السابق تمثل "انتهاكا واضحا" لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وأضاف برايس أن عمليات الإطلاق تظهر تهديد كوريا الشمالية، "لجيرانها والمنطقة والسلام والأمن الدوليين ونظام منع انتشار الأسلحة النووية العالمي".
وتابع أن "هذا الفعل يؤكد حاجة جميع الدول إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، والتي تهدف إلى منعها من الحصول على التقنيات والمواد اللازمة لإجراء هذه الاختبارات المزعزعة للاستقرار".
ولم يحدد برايس دولا بعينها، لكن الصين هي الحليف الأساسي والشريك الاقتصادي لكوريا الشمالية.
(فرانس برس)