قصف تركي يصيب عناصر للنظام السوري بريف حلب ووفد فرنسي يزور "قسد"

24 يناير 2023
آليات عسكرية تركية (أرشيف/عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

أُصيب عناصر من قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، إثر قصف تركي استهدف مواقع عسكرية ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، شمالي محافظة حلب (شمالاً)، فيما قُتل شخص باشتباكات عشائرية بريف محافظة دير الزور (شرقاً).

وقالت مصادر عاملة في "الجيش الوطني السوري"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن ثلاثة عناصر من قوات النظام أُصيبوا، بينهم عنصران بحالة خطيرة، إثر قصف مدفعي من قبل الجيش التركي، اليوم الثلاثاء، استهدف نقاطا عسكرية مشتركة بين قوات "قسد" وقوات النظام، في كلٍ من قرى وبلدات شعالة، وخربة شعالة، وتل عنب بريف حلب الشمالي، شمال سورية.

وكان أربعة ضباط، بينهم العميد عمار تيشوري المتحدر من منطقة المنطار بريف محافظة طرطوس، وهو قائد "اللواء 135" (حرس جمهوري)، قد قُتلوا في الـ12 من يناير/ كانون الثاني الجاري، إثر قصف مدفعي تركي استهدف موقعاً عسكرياً لقوات النظام يقع ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في قرية مياسة التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي.

وكان الجيش التركي قد أرسل تعزيزات عسكرية إلى قواعده في ريف حلب، شمالي سورية، ضمن مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، فيما زار وفد فرنسي "الإدارة الذاتية" الكردية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن رتلاً تركياً يحمل معدات عسكرية ثقيلة ومدافع دخل، مساء أمس، من معبر باب السلامة إلى القواعد التركية في منطقة إعزاز، شمالي حلب.

وجاء ذلك بعيد ساعات من تسيير تركيا دورية مشتركة مع الجيش الروسي في ناحية عين العرب عند الشريط المحاذي لمناطق سيطرة "قسد"، حيث جالت الدورية على مسافة أكثر من 15 كيلومترا شرق عين العرب، وتجولت في 15 قرية وبلدة.

ويأتي ذلك بناء على التفاهمات الروسية التركية حول مناطق سيطرة "قسد"، شمالي سورية، ويذكر أن خطوط التماس بين الطرفين تشهد هدوءا شبه تام منذ أسابيع.

من جانب آخر، تحدثت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، عن زيارة أجراها وفد حكومي فرنسي، أمس، إلى مكتب "دائرة العلاقات الخارجية" في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد"، شمال شرقي سورية.

وبحسب المصادر، التي فضلت عدم كشف هويتها، يترأس الوفد الفرنسي مسؤول شؤون الأزمات في الحكومة الفرنسية ستيفان روماتيه، فيما استقبلهم الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية بدران جيا كرد.

وبحسب بيان صادر عن "الإدارة الذاتية"، فإن الوفد ناقش ملفات التقارب التركي مع النظام السوري والقصف التركي على مواقع "قسد"، بالإضافة لملف تنظيم "داعش" الإرهابي، والحل السياسي للملف السوري، وملفات تتعلق بالجوانب الاقتصادية والخدمية في مناطق سيطرة "قسد".

تجدد الاحتجاجات بريف دير الزور 

وفي سياق آخر، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن العشرات من الأهالي خرجوا، اليوم الثلاثاء، في مظاهرة ببلدة الجرذي في ريف دير الزور مجددين احتجاجهم ضد الإدارات المدنية والعسكرية التابعة لـ"قسد" على خلفية الواقع الأمني والاقتصادي السيئ فضلاً عن استمرار حملات التجنيد الإجباري.

وقالت المصادر إن المتظاهرين جددوا الخروج، اليوم، بعد وصول أنباء عن قرار "قسد" تخفيض كميات المازوت الموزعة في مناطق سيطرتها وزيادة كميات التصدير إلى مناطق سيطرة النظام السوري، إضافة لشن قوى الأمن التابعة لـ"قسد" حملة تجنيد إجباري خلال اليومين الماضيين.

وشهدت مناطق سيطرة "قسد" سابقاً احتجاجات على الواقع الاقتصادي والصحي والخدمي في أماكن متفرقة، خاصة في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، حيث تقطن غالبية من العشائر والقبائل العربية، فيما تواصل "قسد" حملات الاعتقال ضد المحتجين بتهم من بينها التحريض والانتماء إلى تنظيم "داعش".

وفي ريف دير الزور، قُتل الشاب علي تراك النومان، من أبناء بلدة "أبو حمام"، اليوم الثلاثاء، إثر الاشتباكات العشائرية الدائرة في البلدة منذ ظهر اليوم بسبب ثأر قديم وسط دعوات أهلية للوجهاء والعقلاء للتدخل العاجل وإنهاء الاشتباكات.

في غضون ذلك، عُثر اليوم الثلاثاء، على جثتين لرجل وامرأة في نهر الفرات بالقرب من الجسر القديم في مدينة الرقة، شمال شرق سورية، فيما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الرجل يدعى محمد الموسى المعروف باسم "أبو موسى" والمرأة هي خطيبته، وهو لديه محل مخصص لصناعة الآليات الثقيلة، وكان قد فُقد منذ 20 يوماً تقريباً واليوم تم العثور على جثتيهما من قبل أحد صيادي الأسماك في المنطقة.

اشتباكات بريف اللاذقية   

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر من فصيل "حركة أحرار الشام الإسلامية" هاجموا مواقع لقوات النظام على محور التفاحية بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.

وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين تزامناً مع قصف بالهاون، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى، فيما قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة تلة التفاحية والمناطق المحيطة بها، تزامناً مع تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي.

وفي الجنوب، قال الناشط محمد الحوراني إن مجهولين هاجموا عنصرين منشقين عن قوات النظام السوري في منطقة الحديقة الوطنية في بلدة تسيل بريف درعا، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر بجروح خطيرة.

وبحسب الناشط، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وكانت درعا قد شهدت سابقاً مئات الهجمات المماثلة، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 17 شخصاً، منهم خمسة مدنيين وسبعة من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة له، في الهجمات بدرعا منذ بداية الشهر الجاري.

إلى ذلك، قتل عناصر من "هيئة تحرير الشام" وجرح آخرون مساء أمس، جراء قصف من قوات النظام السوري بالمدفعية على مواقع لهم في محور كفرنوران بريف حلب الغربي، كما قتل عنصر من قوات النظام قنصا على محور بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي.

وقصفت قوات النظام بالمدفعية أيضاً قرى قليدين والعنكاوي وقسطون بمنطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، كما قصفت بلدتي البارة وكنصفرة بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي دون وقوع أضرار بشرية.

من جانب آخر، قالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري إن قوات الأخير خاضت اشتباكات مع خلايا تنظيم "داعش" أمس، في منطقة الطبقة ببادية الرقة الغربية، مضيفة نقلا عن مصدر ميداني أن "الدواعش هاجموا نقطة عسكرية مستغلين الحالة الجوية السائدة، فتصدى لهم عناصر الجيش وقضوا على العديد منهم، وأرغموا الناجين على الفرار".

وكانت مصادر مطلعة قد أفادت لـ"العربي الجديد"، أمس، بمقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام وجرح آخرين بهجوم من مجهولين على نقطة حراسة لمطار الطبقة العسكري، فيما لاذ المهاجمون بالفرار، وسط غياب أي تدخل للطيران الحربي التابع للنظام، أو الطيران الحربي الروسي.

روسيا والنظام يعيدان تأهيل مطار الجراح

وأعلنت روسيا، الإثنين، إعادة ترميم مطار الجراح العسكري في سورية، وهو ما يتيح إعادة استخدامه من قبل القوات الروسية أو قوات النظام السوري في العمليات العسكرية، بعد سنوات من توقفه، بعد تدميره جراء معارك مع تنظيم "داعش".

ويقع مطار الجراح العسكري في البادية، شرقي حلب، على بعد 60 كيلومتراً من مركز محافظة حلب.

وقالت مصادر عسكرية من مناطق النظام لـ"العربي الجديد"، إن النظام وروسيا أعادا تفعيل المطار أخيرا، وأجريا فيه تدريبات مشتركة على القفز المظلي من الطيران المروحي، ونشرا فيه منظومات دفاع جوي روسية، لكن المصادر لم تؤكد ما إذا كان المطار صالحا لإقلاع وهبوط الطيران الحربي أو الطيران المروحي فقط.

وبحسب المصادر ذاتها، يقع مطار الجراح في منطقة استراتيجية، كونه يقع قرب الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة وحلب، كما أنه قريب من خط التماس بين مناطق سيطرة "قسد" والنظام.

وأشارت إلى أن إعلان النظام وروسيا عن إعادة تفعيله فيه نوع من الدعاية العسكرية، خاصة مع ازدياد العمليات الجوية التركية في الشمال السوري، علماً أنه مطار صغير كان مخصصاً للتدريب وفيه مدرج واحد فقط ومجموعة حظائر فقط.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وبحسب المصادر، إذا جرى توسيع المطار فعلا فقد يتيح ذلك تغطية جوية لمناطق واسعة من المحافظتين، إضافة إلى أنه ليس ببعيد عن الحدود السورية التركية، وبذلك قد يقلل مسافة الطيران بعد الإقلاع وقبل الهبوط.

ويعد المطار نقطة ربط بين مطار الطبقة العسكري شرقا ومطار كويرس غربا، ويمكن للطيران الحربي من خلال هذه المطارات تغطية مساحات واسعة من البادية الممتدة على مساحة خمس محافظات سورية هي حلب والرقة ودير الزور وحمص وحماة.

المساهمون