قتيل خلال احتجاجات في فنزويلا رفضاً لإعلان فوز مادورو بالانتخابات

30 يوليو 2024
احتجاجات في كراكاس بعد إعلان مادورو رئيساً، 29 يوليو 2024 (بيدرو رانسيس ماتي/الأناضول)
+ الخط -

قُتل شخص على الأقل، وفق ما أفادت به منظمة غير حكومية، في احتجاجات اندلعت في فنزويلا الاثنين، وتخللتها مواجهات مع الشرطة، بعيد إعلان فوز نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة في انتخابات رفضت المعارضة نتيجتها، وشكّكت بها دول عدة. وكتب مدير منظمة "فورو بينال" غير الحكومية للدفاع عن السجناء السياسيين ألفريدو روميرو، على منصة إكس: "قُتل شخص على الأقل في (ولاية) ياراكوي (شمال غرب) وتمّ توقيف 46 آخرين".

ونزل الآلاف مساء الاثنين إلى الشوارع في أحياء فقيرة في كراكاس، وأحرقوا ملصقات لمادورو، وأطلقوا هتافات تدعوه إلى "تسليم الحكم الآن"، وفق ما أفاد به صحافيون في وكالة فرانس برس. واعتبر لويس غارسيا (23 عاماً) الذي شارك في الاحتجاجات في بيتاري بشرق كراكاس، أن الانتخابات كانت "عملية الاحتيال الأضخم في العالم". بدورها، قالت مارينا سوغاي (42 عاماً) "من أجل حرية بلادنا! من أجل مستقبل أولادنا! ليرحل مادورو!". وألقى المتظاهرون الحجارة نحو عناصر الأمن، بينما عملت الشرطة على تفريقهم عند اقترابهم من وسط العاصمة، من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

وأعلن المجلس الوطني الانتخابي الموالي للحكومة الاثنين، فوز مادورو بولاية رئاسية ثالثة من ستة أعوام، إلا أن المعارضة رفضت الإقرار بالنتيجة، معلنة أن مرشحها إدواردو غونزاليس أوروتيا هو من فاز بانتخابات الأحد. وندّد مادورو بمن "يحاولون تنفيذ انقلاب فاشي معادٍ للثورة في فنزويلا".

المعارضة في فنزويلا: لدينا الوسائل لإثبات فوز مرشحنا

وأعلنت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو التي حال قرار قضائي دون خوضها الانتخابات في مواجهة مادورو، أن المعارضة لديها الوسائل "لإثبات" فوز غونزاليس أوروتيا. وقالت: "لدينا الوسائل لإثبات الحقيقة"، مؤكدة حصول غونزاليس أوروتيا على 6.27 ملايين صوت، في مقابل 2.7 مليون لمادورو الذي أعلِن فوزه. وأشارت إلى أن هذه "الإثباتات" باتت في حوزة "قادة" أجانب، على أن يتمّ نشرها على الإنترنت في مرحلة لاحقة.

وكان رئيس المجلس الوطني الانتخابي شجب "اعتداءً على نظام نقل المعلومات أدى إلى تأثر" عمليات فرز الأصوات. ولا تتوافر الجداول التفصيلية للاقتراع بحسب المراكز، وهو ما تطالب به المعارضة ودول أجنبية عدة. وفتحت النيابة العامة الاثنين تحقيقاً، ملمّحة إلى تورط ماتشادو في عملية "القرصنة" هذه. وبحسب النتائج الرسمية المعلنة، حصل مادورو (61 عاماً) على 5.15 ملايين صوت، أي ما نسبته 51.2% من أصوات المقترعين، وفاز تالياً بولاية رئاسية ثالثة متتالية مدتها ستة أعوام. أمّا الدبلوماسي السابق غونزاليس أوروتيا (74 عاماً) فنال زهاء 4.5 ملايين صوت، أي 44.2% من الأصوات. وأكدت المعارضة مواصلة العمل لإنهاء حكم "التشافيزية" المستمر منذ 25 عاماً. وأكد غونزاليس أوروتيا أن المعارضة ستواجه "من أجل حريتنا"، مذكراً مؤسسات الدولة "بواجبها الدستوري باحترام الإرادة الشعبية". من جهتها، دعت ماتشادو إلى تجمعات شعبية الثلاثاء في مختلف أنحاء البلاد.

فنزويلا تسحب دبلوماسييها من 7 دول في أميركا اللاتينية

إلى ذلك، أعلنت فنزويلا سحب موظفيها الدبلوماسيين من سبع دول في أميركا اللاتينية، الاثنين، احتجاجاً على "تدخل" حكومات هذه البلدان التي شككت في إعادة انتخاب مادورو رئيساً الأحد، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الفنزويلية. واعتبرت كراكاس أن موقف حكومات الأرجنتين، وتشيلي، وكوستاريكا، وبنما، والبيرو، وجمهورية الدومينيكان، وأوروغواي، "يقوض السيادة الوطنية"، داعية دبلوماسييها إلى مغادرة هذه البلدان.

كذلك، ستعلّق فنزويلا اعتباراً من يوم غد الأربعاء، الرحلات الجوية من بنما، وجمهورية الدومينيكان، وإليهما، بسبب "إجراءات التدخل" من جانب حكومتَي هذين البلدين اللذين شككا في إعادة انتخاب مادورو، وفق ما أعلنته وزارة النقل الفنزويلية الاثنين. وأعلنت الحكومة الفنزويلية في بيان "التعليق الموقت للرحلات التجارية" من بنما والدومينيكان وإليهما، اعتباراً من 31 يوليو/ تموز.

(فرانس برس، العربي الجديد)