فريق "خلية الأزمة" يعود إلى الناصرية: توقعات باقتحام جديد لساحة التظاهر

06 ديسمبر 2020
قُتل 8 محتجين في اقتحام ساحة التظاهر قبل نحو 10 أيام (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأمنية حملات الدهم والمطاردة لعدد من الناشطين في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، عاد فريق خلية الأزمة الذي شكله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمتابعة الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة، تحت عنوان العمل على تهدئة الوضع في المدينة، مع تصاعد المخاوف من وجود نية باقتحام ساحة الحبوبي وسط الناصرية مجدداً، بعد نحو 10 أيام على اقتحامها وقتل 8 محتجين وجرح عشرات آخرين.

ووفقاً لمسؤول أمني في مدينة الناصرية، فإن فريق الأزمة الحكومي برئاسة مستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي، يجري، منذ مساء أمس السبت، بعد وصوله إلى المدينة برفقة رئيس جهاز الأمن الوطني وقيادات عسكرية وأمنية، اتصالات ولقاءات مكثفة مع أطراف سياسية ومحلية في المدينة، من بينهم ممثلون عن التيار الصدري، بعد تسرّب معلومات عن نية أتباع الصدر مهاجمة ساحة الحبوبي مجدداً، إثر عودة المحتجين والمعتصمين إليها وتنظيم عدة فعاليات فيها في اليومين الماضيين.

ولفت إلى أن الصدريين ما زالوا مصرين على فض الاعتصام وإنهاء جميع أشكال الاحتجاج في الساحة ومحيطها، وهو ما ينذر بتجدد المواجهات مجدداً مع المحتجين، وقد يتسبب في سقوط ضحايا. وأكد المسؤول الأمني لـ"العربي الجديد"، أن "فريق خلية الأزمة يحاول منع أي تصعيد جديد، وفي الوقت نفسه، فإن حملة الاعتقالات التي تم تنفيذها وطاولت نحو 12 ناشطاً كانت محاولة لتطويق الفتنة والتصعيد"، وفقاً لقوله.

وحتى الآن، لم تقدم السلطات العراقية روايتها بشأن الاعتداء الدامي الذي طاول الناشطين والمحتجين في ساحة الحبوبي قبل نحو 10 أيام، وخلّف نحو 100 قتيل وجريح، بهجوم عناصر مسلَّحة يتبعون التيار الصدري على الساحة، كما لم تعتقل القوات الأمنية أياً من المشتبه بهم، باستثناء اعتقالات الناشطين والمحتجين التي تتم عادة ليلاً من قبل القوات التي تم استقدامها من بغداد إلى المدينة.

ويؤكد ناشطون أن الوضع في مدينة الناصرية ما زال غير مطمئن، لا سيما وأن المظاهر المسلَّحة مستمرة في المدينة، وأن هناك عمليات استفزاز للمتظاهرين.

وقال الناشط ماهر حسن الأسدي لـ"العربي الجديد"، إن "عمل فريق خلية الأزمة لم يكن مهنياً أبداً، بل هو منحاز إلى أتباع التيار، لا سيما وأنه اكتفى بالحوار فقط، وكأنه يتوسل بهم ألا يهاجموا مجدداً فيحرجوا الحكومة"، مبيناً أن "الحكومة تقايض بتطبيق القانون، وأنها لا تستطيع أن تطبقه على الأحزاب والمليشيات".

وتابع: "هناك محاولات من قبل الحكومة وبعض الأطراف السياسية للضغط على المتظاهرين وإخراجهم من ساحة الحبوبي وإنهاء الاعتصام، تحت عنوان الفتنة والخوف من الاقتتال الداخلي وغيرها من هذه العبارات"، قائلاً: "لن نخضع لتلك المحاولات ولن نترك ساحة التظاهر".

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه القوات الأمنية في المحافظة ملاحقة الناشطين، واعتقالهم، في خطوة تأتي للضغط عليهم لإنهاء التواجد في ساحة التظاهر، إذ تمكنت أمس من اعتقال الناشط سلام غافل من منزله ببلدة البطحاء، وفقاً لما نقلته وكالات أنباء عراقية محلية، والتي أكدت، "تنفيذ القوات عمليات دهم ليلية طاولت عددا من منازل الناشطين".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، جدد ناشطو المحافظة تمسّكهم بساحة التظاهر وعدم التخلي عنها.

ونشر الناشط أحمد مقاطع فيديو عن "جمعة الناصرية" وكتب على صفحته في "تويتر"، "كل محاولاتكم فاشلة.. الناصرية ستبقى سكينا بخاصرتكم".

وقالت الناشطة رغدون، في تغريدة لها، "لن نترك الساحة لأتباع الصدر".

أما الناشط ابن أكتوبر، فقال في تغريدة له، "ويبقى العراقُ لأهل العراق، ويعلو الكرامُ ويعلو الوطنْ".

وقالت الناشطة سحر الأحلام، في تغريدة لها، "الأبطال في الناصرية يريدون الوعي والإصلاح والحرية".

المساهمون