غرينفيلد تؤكد على ضرورة تبني مجلس الأمن قرار إدخال المساعدات لسورية

02 اغسطس 2023
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (إد جونز/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، في تصريحات لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك، أمس الثلاثاء، على الحاجة لتبني مجلس الأمن قراراً يسمح بدخول المساعدات العابرة للحدود لشمال غرب سورية عبر باب الهوى.

وجاءت تصريحات غرينفيلد خلال مؤتمر صحافي عقدته بمناسبة تولي بلادها رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر أغسطس/آب الحالي رداً على سؤال حول ما إذا كانت تتوقع أن يصوت مجلس الأمن مجدداً على الموضوع، خاصة أن الجانب الروسي يصر على ترك التفاوض حول المساعدات العابرة للحدود بين النظام السوري والأمم المتحدة، بعدما استخدمت روسيا الفيتو ضد مشروع قرار تجديد الآلية تسعة أشهر.

وأضافت السفيرة الأميركية "تحدثنا مع حاملي قلم الملف الإنساني السوري في مجلس الأمن (سويسرا والبرازيل للدورة الحالية)، ويبدو أنهما لم يتخليا عن الأمل في تمرير قرار يسمح بدخول المساعدات العابرة للحدود عبر باب الهوى، وهم يعملون على ذلك بينما تعمل الأمم المتحدة أيضاً على التفاوض مع الحكومة السورية".

وقالت غرينفيلد "كما تعلمين فإن روسيا استخدمت حق النقض ضد قرار كان سيسمح بتمديد تقديم المساعدات لـ12 شهراً، كما أنهم لم يؤيدوا قراراً آخر لم يمنحهم جميع المزايا التي كانوا يطلبونها ويمتد لستة أشهر. لذا فإن روسيا تتحمل المسؤولية عن الوضع على الأرض حيث لا تدخل أي مساعدات عبر باب الهوى (منذ العاشر من يوليو/تموز)، وأما المعابر الأخرى (باب السلام والراعي) التي فتحتها الحكومة السورية في وقت سابق (بعد الزلزال وحتى الـ13 من أغسطس/آب)، فإن المساعدات لا تدخل بشكل كاف ولا ترتقي لمستوى الاحتياجات".

وشددت السفيرة الأميركية على الحاجة "لقرار من مجلس الأمن يسمح بدخول المساعدات العابرة للحدود بشفافية تحت رعاية ومراقبة الأمم المتحدة ويسمح للأمم المتحدة بالتعامل مع أي طرف. لكن روسيا تحتجز هذا القرار والشعب السوري رهينة، وهم يعلمون أنهم ليسوا من يقدمون (التمويل لـ) المساعدة الإنسانية. ولا أعتقد أن ما طرحه الروس كان شيئاً أيده السوريون (أي النظام)".

"سنواصل دعم إيكواس"

وتناولت غرينفيلد في مؤتمرها الوضع في النيجر وقالت "إننا ندعم مجهودات مجموعة إيكواس بغية إيجاد حل للمضي قدماً ويؤدي إلى عودة الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم. لقد طالبنا الجيش بالتنحي والسماح للرئيس باستئناف تولي منصبه، وقد أشرنا إلى دعمنا لإيكواس كما أصدر مجلس الأمن بياناً حول ذلك".

وأكدت السفيرة قائلة "سنواصل دعم إيكواس، كما مجهودات الاتحاد الأفريقي ودعم القادة الإقليميين في جهودهم لإيجاد حل للمضي قدماً يؤدي إلى إعادة تشكيل الحكومة المنتخبة ديمقراطياً".

وردا على سؤال آخر لـ"العربي الجديد" حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم استخدام القوة، كما نص عليه بيان إيكواس، إذا لم يتراجع العسكر عن انقلابهم وإعادة بازوم للحكم خلال أسبوع، قالت غرينفيلد: "لم نعبر عن دعمنا لأي إجراءات تتخذها إيكواس، وسنترك هذا لإيكواس في كيفية التفاعل مع الوضع على الأرض، وهي جزء من منظمات المنطقة".

وحول ما إذا كان مجلس الأمن تحت الرئاسة الأميركية سيعقد جلسة رسمية بشأن النيجر، قالت: "لقد عقدنا جلسة مشاورات مغلقة الأسبوع الماضي، ولا توجد حالياً جلسة رسمية مدرجة لشهر أغسطس حول الموضوع، ولكن نقف على أهبة الاستعداد لعقد جلسة حول الموضوع إذا دعت أي من الدول الأعضاء لذلك".

وفي ما يخص المساعدات العسكرية للنيجر وما إذا كانت بلادها ستوقفها، قالت "ندعم الحكومة المنتخبة ديمقراطياً ونقوم بتقييم الوضع على الأرض قبل أن نتخذ قراراً نهائياً بشأن ما سنفعله في ما يتعلق بالجيش. نأمل ونعمل على أن يتنحى الجيش ويسمح للرئيس باستئناف سلطته".

الضغط على طالبان

ورداً على أسئلة حول الوضع في أفغانستان، شددت غرينفيلد على إصرار بلادها على ضرورة أن تعود النساء والفتيات إلى العمل والمدارس، وأكدت أن بلادها مستمرة بالضغط على طالبان ولا تعترف بحكمها ولم تقدم أي دعم لها بسبب قرارها المتعلق بمنع النساء من العمل والفتيان من حقهم في التعليم.

وحول اللقاءات التي عقدت في الدوحة بين ممثلين عن طالبان والحكومة الأميركية، قالت "لقد انخرطنا (في محادثات الدوحة) مع طالبان بغية أن نتمكن من الضغط عليها حول قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، بما فيها الصحافة والنساء والفتيات. كل هذه أمور تحدثنا عنها مع طالبان، ولكن هناك الكثير مما يجب فعله والضغط من أجل أن تحترم طالبان التزاماتها بخصوص حقوق النساء والأفغان عموماً".

وشددت السفيرة الأميركية على أن بلادها وخلال رئاستها لمجلس الأمن للشهر الحالي ستركز على قضية الجوع والصراعات المسلحة، حيث سيحضر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لنيويورك لترؤس اجتماع رفيع المستوى، الخميس، حول الموضوع.

وناشدت جميع الدول الالتزام بعدم استخدام الجوع كسلاح في الصراعات، وأكدت أن بلادها ستركز أيضاً على قضايا متعلقة بحقوق الإنسان في عدد من الجلسات في مجلس الأمن خلال الشهر الحالي.

المساهمون