غالانت يهاجم فرنسا ويرفض وساطتها في لبنان

14 يونيو 2024
غالانت في الكنيست الإسرائيلي، 20 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ينتقد فرنسا بشدة، متهمًا إياها بتجاهل فظائع حماس ويرفض أي دور فرنسي في التسوية مع لبنان، ردًا على مقترح ماكرون لتهدئة التوتر بين إسرائيل وحزب الله.
- التوتر بين إسرائيل وفرنسا يتصاعد على خلفية اتهامات بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة، مما أدى لإلغاء فرنسا مشاركة شركات أمنية إسرائيلية في معرض يورو ساتوري 2024.
- الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول الهجوم على فرنسا تعكس توتر العلاقات الدبلوماسية، مع وجود مسؤولين ينتقدون الهجوم ويشيرون إلى دعم فرنسا السابق لإسرائيل.

هاجم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الجمعة، فرنسا، معتبراً أنها تجاهلت "فظائع" عميلة طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على حد زعمه، ومعرباً عن رفض تل أبيب أن تلعب باريس أي دور للتوصل إلى تسوية على الجبهة اللبنانية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن، أمس الخميس، عن إقامة إطار ثلاثي، إسرائيلي فرنسي أميركي، لتهدئة التوتر بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني. لكن غالانت هاجم فرنسا اليوم، وأوضح: "لن نكون شركاء في لجنة لتسوية الوضع الأمني ​​على الحدود الشمالية إذا شاركت فيها فرنسا".

وادّعى غالانت، في بيان نشره على صفحته على منصة إكس، أنه "في الوقت الذي تخوض فيه دولة إسرائيل الحرب الأكثر عدالة في تاريخها، أظهرت فرنسا العداء والعداوة ضدنا، بينما تتجاهل بشكل صارخ الفظائع التي ارتكبتها حماس ضد الأطفال والنساء- فقط لأنهم يهود"، على حد زعمه.

وتُحَاكم دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب أفعال الإبادة الجماعية لأول مرة، في ظل استنكار واسع لجرائمها في غزة. كما طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان أخيرا إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق غالانت ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على خلفية ارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة، حيث قتل جيش الاحتلال أكثر من 37 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 15 ألف طفل. 

وقبل بيان غالانت، ذكرت تل أبيب في وقت سابق اليوم أنه لا يوجد إطار ثلاثي، وأن إسرائيل لم توافق على خطوة من هذا النوع. وتدّعي تل أبيب، بحسب ما أوردته وسائل إعلام عبرية، أن الولايات المتحدة تقود الملف اللبناني، مضيفة أن الفرنسيين "يشعرون بعلاقة خاصة مع لبنان، ولكن تأثيرهم على ما يجري فيه هامشي".
    
ويأتي تعليق غالانت الحاد على خلفية قيام فرنسا، قبل نحو أسبوعين، بإلغاء مشاركة شركات أمنية إسرائيلية في معرض يورو ساتوري 2024 الدولي للدفاع والأمن البريين، وهو أحد أكبر معارض الأسلحة في أوروبا. وكان من المقرر مشاركة 74 شركة إسرائيلية تعمل في المجالات الأمنية في المعرض، لكن وزارة الدفاع الفرنسية اعتبرت أن الظروف غير مهيّئة لاستقبال شركات إسرائيلية في المعرض، "في الوقت الذي يدعو فيه رئيس الجمهورية لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح. وبناء على تصريحات رئيس الجمهورية، فمن الملح التوصل إلى وقف لإطلاق النار يضمن حماية السكان في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن والوصول الكامل للمساعدات الإنسانية".

وتشير تقديرات إسرائيلية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية، إلى أن بيان ماكرون يوم أمس جاء في ظل عدم رضا فرنسا عن أن عاموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، هو من يقود جهود وقف إطلاق النار على جانبي الحدود، فيما يعتقد الفرنسيون أن فرص نجاحهم في تهدئة الأوضاع أكبر، بسبب علاقتهم التاريخية مع لبنان. إلا أن تل أبيب أبلغت باريس أن القيادة الأميركية للجهود برئاسة هوكشتاين "هي الأمر الصحيح".

مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية ضد غالانت

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لم تسمهم، استنكارهم هجوم غالانت على فرنسا. وجاء في صحيفة يسرائيل هيوم، نقلاً عن مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية: "نحن مستاؤون من هجوم وزير الأمن غالانت على فرنسا. وبعيداً عن الخلافات في الرأي بين إسرائيل وفرنسا، فإن التصريحات ضد فرنسا غير صحيحة وفي غير محلها. وقبل بضعة أسابيع فقط، شاركت فرنسا بشكل فعّال في الدفاع عن أجواء دولة إسرائيل ومواطنيها، وفي عملية إحباط الهجوم الصاروخي الإيراني".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غالانت قوله: "من الأفضل للجهات التي تصدر تصريحات باسم وزارة الخارجية أن تتحدث علناً.. إسرائيل لن تعطي مكانة لفرنسا في نقاش احتياجاتها الأمنية في لبنان، وهذا موقف مشترك بين تل أبيب وواشنطن".