عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة ترفض مرافقة نتنياهو إلى واشنطن

17 يوليو 2024
نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، 13 يوليو 2024 (نير إلياس/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الظروف المواتية للصفقة وضغوط العائلات والولايات المتحدة:** ترى جهات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الظروف باتت مواتية لإبرام صفقة مع حركة حماس بعد تسعة أشهر من حرب غزة، في ظل الضغوطات من العائلات والولايات المتحدة. لكن نتنياهو يرفض الصفقة لدوافع سياسية وشخصية.

- **التوترات الداخلية والضغوط السياسية:** نتنياهو يتعرض لانتقادات لاذعة من عائلات المحتجزين ووزير الأمن يوآف غالانت، الذي يرى أن الظروف ناضجة لإبرام الصفقة. نتنياهو ونواب اليمين المتطرف يرفضون المفاوضات ويطالبون بالسيطرة الإسرائيلية على محوري نتساريم وفيلادلفيا.

- **الصفقة المقترحة والمراحل الثلاث:** الأطراف قريبة من التوصل إلى صفقة تشمل إعادة المحتجزين الإسرائيليين، إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ترتيبات أمنية، وقف إطلاق النار، انسحاب جيش الاحتلال من غزة، وتسوية مؤقتة بشأن السيطرة وإعادة الإعمار.

هآرتس: نتنياهو ونواب ووزراء اليمين لا يبدون مرونة في المفاوضات

رفض أهالي محتجزين إسرائيليين مرافقة نتنياهو خلال زيارته لواشنطن

مسؤول إسرائيلي يقول إن وزارء يحاولون تعطيل إمكانية التوصل لصفقة

ترى جهات في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية أن الظروف لإبرام صفقة مع حركة حماس باتت مواتية، وتحاول الترويج لذلك لحسابات قد تكون عسكرية بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة على قطاع غزة، وأخرى تتعلق بمسؤوليتها تجاه المحتجزين الإسرائيليين وقناعتها بأنه يجب إعادتهم ومن ثم مواصلة الحرب بأساليب أخرى، خاصة في ظل الضغوطات التي تمارسها العائلات وأيضاً الولايات المتحدة. وفي المقابل، يتعنّت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بموقفه الرافض للصفقة لدوافع سياسية وشخصية، وهو ما يجعله عرضة لانتقادات لاذعة من قبل عائلات عدد كبير من المحتجزين، والتي تحمّله مسؤولية عرقلة الصفقة.

وربما لم يكن صدفة تعميم جيش الاحتلال بياناً، مساء أمس الثلاثاء، يستعرض فيه ما اعتبره إنجازات حققها في قطاع غزة وخسائر فادحة ألحقها بالمقاومة الفلسطينية، تزامناً مع كلمة لوزير الأمن يوآف غالانت، خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود القتلى في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، اعتبر فيها أن الظروف ناضجة لإبرام صفقة، وملمحاً إلى أن القرار بيد شخص واحد، هو نتنياهو. بالمقابل، تعرّض نتنياهو لهجوم من قبل عدد من الحضور، بينهم أهالي جنود إسرائيليين قتلى، وصاح أحدهم موجها الحديث لنتنياهو: "أنت المسؤول". وقاطع الجمهور نتنياهو مراراً، فيما تدخل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتهدئة الوضع.

وقال غالانت في الذكرى العاشرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014: "هناك فرصة محدودة الآن لإعادة المختطفين إلى منازلهم، هذه فرصة مؤقتة. ومن واجب دولة إسرائيل أخلاقياً ووطنياً إعادة المختطفين إلى ديارهم. الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى لديها القدرة والحرية العملياتية الكاملة للعودة إلى القتال المكثّف بعد أي صفقة وفي أي وقت"، وذلك بعد أيام من تصريحات مماثلة لرئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي.

نتنياهو لا يبدي أي مرونة بشأن عقد صفقة مع حركة حماس

لكن نتنياهو ونواب ووزراء اليمين المتطرف في حكومته لا يبدون أي مرونة بشأن المفاوضات، وفق ما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية اليوم الأربعاء، بل يسعون لإبراز طلباتهم بالسيطرة الإسرائيلية لفترة طويلة على محور نتساريم ومحور فيلادلفيا على نحو لا يتوافق مع التفاهمات مع الرئيس الأميركي جو بايدن قبل نحو شهر ونصف.

ومن بين العراقيل البارزة التي يضعها نتنياهو مطلبه منع انتقال مسلحين فلسطينيين إلى شمال القطاع. كما تتغذى المواقف المعارضة للصفقة على تصريحات وزراء، منهم وزراء في حزب الصهيونية الدينية، والذين يتنافسون في ما بينهم على إفشال مفاوضات الصفقة. وقال رئيس الحزب بتسلئيل سموتريتش، الأحد، إنه يعارض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في الصفقة، فيما قالت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، أمس، إنها تعارض إخلاء محوري نتساريم وفيلادلفيا، وأن إخلاءهما سيعني حل الحكومة، وهو ما يدركه نتنياهو، على حد تعبيرها.

أهالي محتجزين يرفضون مرافقة نتنياهو إلى واشنطن

بالمقابل، تحاول عائلات المحتجزين الإسرائيليين تصعيد احتجاجاتها عشية زيارة نتنياهو إلى واشنطن، فيما رفض جزء منها مرافقته إلى هناك في الأسبوع المقبل، حيث يلقي خطاباً في الكونغرس الأميركي في 24 يوليو/ تموز، قبل أن يبدي استعداداً واضحاً لعقد صفقة مع حركة حماس. ونشرت عائلات خمس مجنّدات مراقبات في الجيش، محتجزات في غزة، صوراً من الأيام الأولى لأسرهن في محاولة لممارسة مزيد من الضغط على نتنياهو.

وذكرت "هآرتس" أن المؤسسة الأمنية تطرح حلولاً للصعوبات الأمنية التي ستنشأ نتيجة الانسحاب من محور نيتساريم وبشكل جزئي من محور فيلادلفيا، وبالتالي يرى مسؤولون فيها أن رفض هذه الحلول من قبل نتنياهو يثير الشكوك بشأن محاولته إفشال الصفقة أو تأجيلها حتى يتبيّن وضع ائتلافه الحاكم وكيف يمكنه الحفاظ عليه.

من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، عن مسؤول أمني كبير لم تسمه، أشارت إلى اطّلاعه الواسع على المفاوضات، قوله "في كل مرة نكون فيها على وشك تطوّرات مهمة وسرية (أي في الصفقة)، يخرج مسؤولون موجودون على يمين نتنياهو، ويكشفون أسرارها ويهددون بحل الحكومة". وأضاف المسؤول أن "ما نعتبره نحن أمراً حساساً، يتحول إلى أداة في أيديهم لإحراق كل شيء، مهددين بأنه في حال الموافقة على هذا الشرط أو تلك التسوية، أو على موافقة حماس سنقوم بحل الحكومة، وهذه التنبؤات وهذه التصريحات الموجّهة إلى الداخل، وأيضاً إلى الخارج، تعطّل إمكانية التوصّل إلى صفقة"، وأشار مصدر الصحيفة في ذلك إلى تصريحات ستروك وسموتريتش، ملمّحا إلى تسريب المعلومات إليهما من قبل نتنياهو.

صفقة من ثلاث مراحل

ذكرت الصحيفة ذاتها أنه بناء على حديثها إلى مسؤولين إسرائيليين وآخرين من الدول الوسيطة، فإن الأطراف أصبحت اليوم عند أقرب نقطة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي للتوصل إلى صفقة تُنفّذ على ثلاث مراحل. ومن المتوقع أن تشمل إعادة المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات من غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بما في ذلك عدد من الأسرى البارزين وربما أبرزهم، الاتفاق على ترتيبات أمنية تتماشى مع مطالبة دولة الاحتلال الإسرائيلي ولو جزئياً بضمان عدم تكرار أحداث شبيهة بعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووقف كامل ودائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من معظم أو كل قطاع غزة، والتوصّل إلى تسوية مؤقتة بشأن السيطرة في القطاع وبدء إعادة إعماره.