اتفقت طهران وبغداد، اليوم الاثنين، خلال زيارة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى إيران، على تشكيل اللجنة الأمنية العليا بين البلدين، برئاسة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان والأعرجي.
وأوردت وكالة فارس الإيرانية المحافظة أن اللجنة ستغطي التهديدات العسكرية والأمنية والاقتصادية بين البلدين، مشيرة إلى أن الأعرجي بحث خلال لقائه مع أحمديان "استغلال الكيان الصهيوني وأميركا الأجواء العراقية ضد إيران"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية في الـ26 من الشهر الماضي انطلاقا من هذه الأجواء. وأضافت الوكالة أن أحمديان والأعرجي ناقشا خلال لقائهما اليوم أيضا الاتفاقية الأمنية المبرمة خلال مارس/آذار 2023، مع التأكيد على الإسراع في تنفيذ بنودها ومنع وجود "الإرهابيين" على الحدود المشتركة داخل الأراضي العراقية.
وكان الأعرجي قد وصل، الأحد، إلى طهران، على رأس وفد أمني لبحث قضايا أمنية مع المسؤولين الإيرانيين. كما قال الأعرجي في تغريدة على منصة إكس إنه أكد مع علي أكبر أحمديان خلال لقائهما "ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين بغداد وطهران، ودعم التنسيق الأمني بين دول المنطقة، فضلاً عن أهمية أن تكون هناك صحوة دولية لإيقاف الحرب على غزة ولبنان، ومنع كل محاولات التصعيد وجر المنطقة والعالم إلى حرب شاملة".
إلى ذلك، التقى مستشار الأمن القومي العراقي مع قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، الاثنين، في طهران، حيث قال الأعرجي: "بحثنا آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، وشددنا على ضرورة عدم اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط وأهمية تعاون المجتمع الدولي لتجنيب المنطقة والعالم مخاطر الحروب وويلاتها". كما أجرى الأعرجي مباحثات مع القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية أن سلامي تحدث في اللقاء عن "العلاقات الثنائية الأخوية"، مقدما الشكر للعراق وحكومة إقليم كردستان العراق على تنفيذ الاتفاقية الأمنية.
في السياق، قال الأعرجي إنه بحث مع قائد الحرس الثوري الإيراني "تفاصيل الاتفاق الأمني المشترك بين العراق وإيران، وأهمية ضبط الحدود ومنع التسلل وعمليات التهريب وزيادة التنسيق والتعاون في محاربة آفة المخدرات، التي تمثل خطراً كبيراً على مجتمعاتنا".
والتقى مستشار الأمن القومي العراقي، أمس الأحد، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وبحث الطرفان، وفق بيان للخارجية الإيرانية، التطورات المرتبطة بالحرب على غزة ولبنان، مؤكدين تضافر الجهود بين الدول الإسلامية لوقف الجرائم الإسرائيلية، وإرسال المساعدات إلى غزة ولبنان.
وأشار عراقجي في اللقاء إلى "علاقات جيدة للغاية واستراتيجية وممتازة" بين طهران وبغداد على جميع الأصعدة، مؤكداً أهمية التعاون الأمني بينهما، مضيفاً أن ذلك سيؤدي أيضاً إلى تطوير العلاقات، خاصة في المجال الاقتصادي. وشدد وزير خارجية إيران على أن بلاده "ترى أمن العراق أمنها"، معرباً عن أمله في تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين البلدين المبرمة خلال مارس/ آذار 2023، وتحقيق الأمن المستدام على المناطق الحدودية. كما قدّم الأعرجي تقريراً عن التقدم الذي تحقق في تنفيذ الاتفاقية الأمنية، مؤكداً "عزيمة العراق لتنفيذها بالكامل"، مشيراً إلى أن "العراق أيضاً يعتبر أن أمن إيران أمنه، وأنه سيتصدى لأي إجراء ضد إيران انطلاقاً من العراق".