شكري يتحدث عن استعداد روسي لـ"التنسيق" في سدّ النهضة ولافروف ينفي الوساطة

13 ابريل 2021
لافروف: لدى روسيا ومصر رؤية مشتركة لتطور العلاقات الثنائية (Getty)
+ الخط -

تحدث وزير الخارجية المصري سامح شكري، يوم الاثنين، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي يزور القاهرة، عن أن "روسيا أظهرت استعداداً لاستمرار التنسيق معنا في إطار التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة يحقق مصالح الدول الثلاث"، فيما أوضح لافروف، خلال المؤتمر ذاته، أن موسكو "تقدم مساعدة تقنية وفنية للعملية التفاوضية، لكنّ أحداً لم يطلب أن تضطلع بدور الوساطة".

وأكد وزير الخارجية الروسي أن لدى روسيا ومصر "رؤية مشتركة لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك للملفات الإقليمية والدولية"، مضيفاً،  خلال المؤتمر الذي عُقد في قصر التحرير في قلب القاهرة، أنه أجرى اليوم "لقاءً بنّاءً" مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، و"محادثات مثمرة" مع وزير الخارجية سامح شكري، تناولت "عدداً كبيراً من القضايا ذات الاهتمام المشترك على صعيد العلاقات الثنائية وملفات المنطقة".

وأشار لافروف إلى أن موقف موسكو من قضية سد النهضة يؤكد أهمية توصل أطراف المفاوضات الثلاثة إلى "حل تفاوضي توافقي فيما بينها يحفظ مصالح الجميع".

وذكر وزير الخارجية الروسي أن روسيا تقدم مساعدة تقنية وفنية للعملية التفاوضية، لكنّ أحداً لم يطلب أن تضطلع بدور الوساطة، وأضاف أن "روسيا تدعم جهود الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى حل، وتعتقد أن الحل يجب أن يكون أفريقياً".

وعلى صعيد الأزمة الليبية، أكد لافروف دعم موسكو مقررات اللجنة العسكرية المشتركة في  ليبيا المعروفة بلجنة (5+5) وكل ما توصل إليه الليبيون لحل أزمتهم بأنفسهم.

وفي ما يتعلق بالملف السوري، أكد أن "موسكو على يقين بضرورة عودة سورية إلى الأسرة العربية"، وأشار إلى أن "نداءات روسيا المتكررة في هذا الاتجاه بدأت تلقى آذاناً مُصغية لدى شركاء في المنطقة"، مضيفاً أنه "يجب أن تدرك الجامعة العربية ودمشق أيضاً الميزات الناجمة عن عودة سورية إلى عضوية الجامعة".

ذكر وزير الخارجية الروسي أن روسيا تقدم مساعدة تقنية وفنية للعملية التفاوضية، لكن أحدا لم يطلب أن تضطلع بدور الوساطة، وأضاف أن "روسيا تدعم جهود الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى حل، وتعتقد أن الحل يجب أن يكون إفريقيا"

وفي الشأن اللبناني، عبّر لافروف عن الاقتناع بإمكانية إيجاد حل لمشاكله وتشكيل حكومة بجهود داخلية بين المكونات اللبنانية نفسها، بعيداً عن الوصفات التي تطلق من الخارج، وذكر أن موسكو تستعد لزيارة رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، ومسؤولين لبنانيين بارزين آخرين.

وحذّر المسؤول الروسي تركيا وأطرافاً أخرى من مغبة تشجيع النزعات العدوانية الأوكرانية على خلفية تصعيد التوتر في دونباس جنوب شرقي البلاد، مضيفاً أن كييف قد تنزلق إلى "تصرفات متهورة" لا تحمد عقباها.

وحول القضية الفلسطينية، أكد اقتناع روسيا بالعمل على تسوية كل النزاعات بناءً على القانون الدولي واستمرار الحوار في إطار الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكداً ترحيب روسيا بتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل. 

وأشار إلى العمل على إطلاق الرباعية الدولية، مشدداً على "إصرار روسيا على أهمية إشراك عمل الرباعية الدولية ممثلي العالم العربي لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".

من جهته، قال وزير الخارجية المصري إنه ناقش أزمة سد النهضة مع وزير الخارجية الروسي خلال زيارته لمصر.

وأكد شكري أن "روسيا أظهرت استعداداً لاستمرار التنسيق معنا في إطار التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة يحقق مصالح الدول الثلاث"، مضيفاً: "نعوّل على علاقات روسيا بالدول الثلاث وقدرتها الدولية على الدفع لوقف اتخاذ أي إجراءات أحادية في قضية سد النهضة"، لافتاً إلى أن "المسار الأفريقي للمفاوضات حول سد النهضة يتعثر نظراً للتعنت الإثيوبي".

وأشار إلى أنه أطلع وزير الخارجية الروسي على تطورات المفاوضات حول ملف السد، والمسار الأفريقي والمشاورات الأخيرة التي عقدت في الكونغو، بحضور وزراء خارجية وريّ مصر والسودان وإثيوبيا.

وأضاف أنه وجد أن هناك تفهماً من الجانب الروسي بالنسبة إلى هذه القضية، وأهميتها لمصر، وضرورة التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث.

وأوضح وزير الخارجية المصري أن التواصل سيكون مستمراً مع روسيا، باعتبار أن لها دوراً مركزياً، وأنها عضو فاعل في مجلس الأمن الدولي، ودولة لها إمكاناتها الدبلوماسية وتأثيرها في الساحة الدولية.

وأشار شكري إلى أنه ناقش مع وزير الخارجية الروسي تطورات الأوضاع في سورية وليبيا والقضية الفلسطينية.

المساهمون