استمع إلى الملخص
- شغل الرفاعي مناصب دبلوماسية وحكومية متعددة، بما في ذلك رئيس التشريفات الملكية وسفير في بريطانيا، وتعرض لمحاولة اغتيال في لندن.
- شكل أربع حكومات، وشهدت حكومته الرابعة احتجاجات شعبية كبيرة عام 1989، مما أدى إلى استقالته وتكليف الشريف زيد بن شاكر بتشكيل حكومة جديدة.
توفي، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الأردني السابق زيد سمير الرفاعي عن عمر ناهز 88 عاما، الذي ينحدر من بيت سياسي عريق وإرث في العمل الحكومي والدبلوماسي، بدءا من والده سمير الرفاعي رئيس وزراء في عهد الملك المؤسس عبد الله الأول، وصولاً إلى نجله سمير، الذي شكّل حكومةً عام 2011 في عهد الملك عبد الله الثاني، فيما تولى هو رئاسة الحكومة أربع مرات في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال.
ولد زيد سمير الرفاعي في عام 1936 بمدينة عمّان، وأكمل دراسة المرحلة الابتدائية في مدرسة المطران فيها، ودراسته الثانوية في كلية فكتوريا في القاهرة، ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة هارفرد، قبل أن يعود إلى عمّان، حيث تم تعيينه في وظيفة ملحق في وزارة الخارجية، ثم انتقل إلى البعثة الأردنية الدائمة في الأمم المتحدة، ونظراً لوجوده في نيويورك فقد التحق بجامعة كولومبيا لدراسة الماجستير في القانون والعلاقات الدولية وكان ذلك عام 1958.
عمل الرفاعي ملحقاً في سفارات القاهرة وبيروت ولندن، وفي عام 1964 جرى تعيينه للعمل في الديوان الملكي، إذ شغل مناصب عديدة من بينها: رئيس التشريفات الملكية، وأمين عام الديوان الملكي، والسكرتير الخاص للملك الحسين بن طلال، ورئيساً للديوان الملكي. بعد ذلك، عُين سفيراً في بريطانيا عام 1971 وتعرض لمحاولة اغتيال في لندن أواخر 1971 حين كان سفيرا هناك وعاد ليشغل منصب المستشار السياسي للملك. وفي عمان التقى الرفاعي بمنى التلهوني التي أصبحت رفيقة عمره وشريكة حياته وتزوجا عام 1965، وكان له منها ابنه سمير (1966) وابنته عالية (1970).
شكل زيد سمير الرفاعي حكومته الأولى عام 1973 حين كان في السابعة والثلاثين، ليصبح أصغر رئيس وزراء، وكان قد شغل منصب وزيري الخارجية والدفاع. وشكّل حكومته الثانية عام 1974 حيث شغل منصب وزيري الدفاع والخارجية بالإضافة إلى رئاسة الوزارة. وشكل حكومته الثالثة عام 1976. وعاد زيد سمير الرفاعي من جديد ليشكل حكومته الرابعة عام 1985، وقد تم تعيينه عضواً في مجلس الأعيان لعدة دورات، ليتولى بعد ذلك رئاسة مجلس الأعيان من 8 يونيو/ حزيران 1997 إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول 2009، وفي هذا التاريخ، أعلن اعتزاله العمل السياسي، وذلك بعدما تم تكليف ابنه سمير زيد الرفاعي برئاسة الوزراء.
شهدت رئاسته للحكومة الرابعة أكبر احتجاجات شعبية في الأردن، وذلك عام 1989، والتي راح ضحيتها 14 مواطنا إضافة لمئات الجرحى والمعتقلين، حيث انطلقت يوم 16 إبريل/ نيسان 1989 الشرارة الأولى لهبّة نيسان/ إبريل والتي كانت نقطة الانطلاق للتحول نحو الديمقراطية وعودة مجلس النواب، عندما أعلنت حكومة الرفاعي زيادة أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، مما أدى إلى احتقان الشارع الأردني لتتفجر انتفاضة عارمة بدأت أحداثها في جنوب البلاد وتحديدا في مدينة معان قبل أن تمتد إلى الكرك والطفيلة والسلط وباقي محافظات المملكة. وإثر ذلك، قدمت حكومة زيد سمير الرفاعي استقالتها في 24 إبريل/ نيسان، وجرى تكليف الشريف زيد بن شاكر بتشكيل حكومة في 27 إبريل/ نيسان 1989.