وكانت قوات النظام قد شنّت غارات جوية عدة على مدينة الطبقة ومحيطها، ونفذت الطائرات الحربية ست غارات خلال اليوم على أهداف مختلفة في هذه المناطق.
واندلعت المعارك في محيط المطار، في منتصف أغسطس/آب، وشهدت تصعيداً وهجمات متلاحقة، منذ يوم الثلاثاء الماضي، تخللّها تفجيران انتحاريان فجر يوم الخميس، وهجوم ثالث فجر يوم السبت.
يشار إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر على مجمل محافظة الرقة، وعلى أجزاء واسعة في شمال وشرق سورية.
وأفاد مركز "حماة الإعلامي" بأن "مقاتلي المعارضة تمكنوا من اقتحام الحي الشرقي لمدينة محردة، الموالية للنظام في ريف حماة الغربي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المدعومة بـ"جيش الدفاع الوطني". وأشار إلى أن غرفة عمليات "وما ظلمناهم"، أعلنت مدينة محردة وما حولها منطقة عسكرية، في ظل حركة نزوح كبيرة من قبل الأهالي.
وأضاف مدير المركز، يزن شهداوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الثوار سيطروا كذلك على حاجز الشليوط، على مدخل مدينة حماة، من الجهة الشمالية الغربية، إثر اشتباكات أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر قوات النظام وإصابة عدد آخر وتدمير دبابة"، لكن ناشطون أكدوا أن "قوات النظام استعادت السيطرة على الحاجز من جديد، بعد استقدامها تعزيزات عسكرية".
وأوضح أن "الجيش الحر أسر نحو 20 عنصراً من قوات النظام في عملية جنوب غرب حلفايا، فيما لجأت قوات النظام إلى قصف بصواريخ من طراز أرض ـ أرض، والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن تضرر عدد من المباني".
وتتواصل المعارك بين قوات المعارضة المسلحة التي خسرت عدداً من عناصرها، وقوات النظام التي قتل نحو 16 عنصراً منها بينهم ضابطان، وجرح 37 آخرون، خلال تجدد المواجهات في محردة.
وتبعد المدينة نحو 22 كيلومتراً شمالي غربي حماة، وتقع على الأوتوستراد الواصل بين مركز المحافظة وقرية السقيلبية الموالية للنظام، وأكبر معاقل النظام في ريف حماة الغربي.
من جانبه، أكد قائد "تجمّع ألوية وكتائب العزة"، الرائد جميل الصالح، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "قوات المعارضة تواصل عملها باتجاه مطار حماة العسكري". وكشف عن وجود "خطط مقبلة سيتم الإعلان عنها في وقتها".
وتأتي هذه المعارك إثر سلسة من الانتصارات التي حققتها المعارضة خلال الأسابيع الماضية، بعد إطلاق سبعة فصائل معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، تمكنت خلالها من السيطرة على موقع خطاب، وضرب مبنى قيادة المطار وشلّ قسم كبير منه، إضافة إلى السيطرة على عدد من المواقع الإستراتيجية.
في غضون ذلك، تتطلع المعارضة المسلحة إلى استعادة مواقعها في ريف حلب الشمالي، والتي خسرتها لمصلحة "داعش".
وتشهد قرية احتيملات، مواجهات عنيفة بين الطرفين، نجح من خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على عدد من النقاط على أطراف القرية، في حين لجأت "داعش" إلى قصف مدينة مارع بالمدفعية الثقيلة.
وقطع الثوار طريق الإمداد باتجاه المداجن قرب مدينة مارع، بينما أسفرت غارة جوية شنها سلاح الطيران التابع لقوات النظام على مدينة اخترين، إلى مقتل خمسة عناصر من مقاتلي "داعش".
وكان مقاتلو التنظيم قد سيطروا قبل نحو عشرة أيام على عدد من القرى والبلدات، أهمها اخترين ودابق، واضعين نصب أعينهم التقدم باتجاه مارع واعزاز في مسعى للسيطرة على كامل ريف حلب الشمالي.
في هذه الأثناء، اتخذت المعارضة المسلحة خطوة جديدة نحو توحيد فصائلها في القلمون، إذ أعلنت "كتائب إسلامية" وفصائل من "الجيش الحر" تجمعاً باسم "القلمون الغربي"، وذلك من أجل التخطيط للأعمال العسكرية في المنطقة. والتنسيق مع مختلف القوى والفصائل خارج التجمع.
وسبقت هذه الخطوة تقدم المعارضة أمس السبت، في مدينة الزبداني بريف دمشق، وسيطرتها على ثلاثة حواجز في الجبل الشرقي للمدينة، إضافة إلى السيطرة على مبنى زعطوط.
كما شهدت القلمون سلسلة من الخطوات نحو توحيد كتائب المعارضة فيها، منذ أعلنت "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" انسحابهما من مدينة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، إذ تشكل "جيش أسود الشرقية" المكون من فصائل مقاتلة قدمت من دير الزور، بالإضافة إلى تشكيل "جيش القلمون" من أنباء المنطقة في ريف دمشق.