اجتمع رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق، اليوم الأحد، مع وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده الذي وصل مساء أمس السبت، في زيارة هي الأولى إلى سورية منذ تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة في أغسطس/ آب الماضي. وتأتي الزيارة بعد يومين من زيارة مماثلة لكبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني إلى العاصمة السورية.
وذكرت وسائل إعلام مقرّبة من النظام السوري أن الأسد بحث مع نصير زاده والوفد المرافق له "قضايا تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة، وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها". وأضافت أن الأسد أكد خلال اللقاء أن "القضاء على الإرهاب مسؤولية إقليمية ودولية لأن أخطاره تهدد شعوب العالم كلها".
من جانبها، ذكرت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية أن الوزير الإيراني بحث مع الأسد "قضايا دفاعية وأمنية في المنطقة، وتعزيز التعاون الثنائي"، فضلا عن استقرار المنطقة وأمنها. بدورها، قالت وكالة "مهر" الإيرانية إن وزير الدفاع الإيراني التقى أيضا قبل ذلك مع الفريق عبد الكريم محمود إبراهيم، رئيس الأركان في جيش النظام السوري، ومع نظيره لدى النظام علي محمود عباس.
وأضافت الوكالة أن نصير زاده سيبحث في دمشق "تعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية، وتأكيد الدور المركزي لدول المنطقة في توفير الأمن، وضرورة سحب القوات الأجنبية، ومواصلة التعاون الثنائي لمواجهة مختلف أشكال الإرهاب، فضلا عن دراسة التطورات في المنطقة وجبهة المقاومة".
وقال وزير الدفاع الإيراني، لدى وصوله إلى دمشق مساء أمس، إن "الكل يعلم المكانة المهمة لسورية في السياسة الخارجية الإيرانية، وقد جئنا إلى دمشق بناء على دعوة وزير الدفاع السوري، وستكون لدينا لقاءات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين لنتباحث في عدة مسائل مشتركة بين الدولتين، خاصة في مجال الدفاع والأمن، بما يهدف إلى توسيع التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين".
وأضاف الوزير الإيراني وفق "المصدر ذاته: "لدى سورية تاريخ عريق ولديها تجربة عميقة مع مكافحة الإرهاب، وهي داعم أساسي في محور المقاومة، ونحن، بناء على توصيات قائد الثورة الإسلامية، مستعدون لتقديم كل وسائل الدعم للدولة الصديقة".
وتأتي زيارة وزير الدفاع الإيراني بعد أيام قليلة من زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني الذي قال فيها إنه يحمل رسالة من خامنئي للأسد، بالإضافة إلى رسالة أخرى لنبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، والتي سلمها إليه خلال زيارة بيروت قادماً من دمشق.
ورغم هذه التصريحات التي تؤكد التعاون بين الجانبين ضد "الإرهاب" والتزامهما بـ"محور المقاومة"، لكن بعض المراقبين يعتقدون أن تكثيف زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى دمشق ربما يعكس قلق طهران من توجهات محتملة لدى النظام السوري للابتعاد عن محورها نتيجة ضغوط إقليمية وإسرائيلية.
وقال المحلل السياسي غازي دحمان لـ"العربي الجديد" إن هذه الزيارات "ربما تشير إلى عدم اطمئنان إيران لمواقف النظام السوري السلبية تجاه ما يجري من تطورات في المنطقة، ومحاولة لتثبيت النظام في المحور الإيراني، ومساعدته على مقاومة الضغوط التي تواجهه للابتعاد عن هذا المحور". ورأى أن النظام "قد يجد في الاهتمام الإيراني فرصة لطلب مزيد من الدعم الاقتصادي من جانب إيران، إضافة إلى شرح موقفه الرامي إلى عدم استفزاز إسرائيل والإدارة الأميركية الجديدة، بحيث لا تتحول سورية إلى ساحة حرب أخرى على غرار ما يحدث في غزة وجنوب لبنان".