سورية: "الفرقة 25" تجنّد مقاتلين لمعركة مرتقبة في إدلب

03 نوفمبر 2021
يبلغ تعداد عناصر الفرقة المنتشرين في أرياف إدلب وحماة وحلب نحو 5000 (فرانس برس)
+ الخط -

حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر خاصة تُفيد بأن "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا، بدأت بتجنيد 1000 شاب، لإسناد قواتها المنتشرة على جبهات إدلب شمال غربي سورية.

وأكدت المصادر أنّ "مكتب أمن الفرقة 25 افتتح أربعة مكاتب تجنيد جديدة لصالح الفرقة في كلٍ من محافظات اللاذقية وحمص وحماة ودمشق، بُغية تجنيد 1000 شاب من تلك المحافظات التي يُسيطر عليها النظام السوري، لتعزيز خطوطها الخلفية في جبهات إدلب".

وحددت "مكاتب أمن الفرقة راتب المتطوعين الجدد بمبلغ 200 ألف ليرة سورية شهرياً (45 دولاراً أميركياً)"، وأشارت بحسب المصادر إلى أن "المتطوعين الجدد سوف ينتشرون داخل مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وضمن القرى التابعة لها سواءً في ريفها الشرقي أو الجنوبي".

ولفتت المصادر إلى أن "قيادة الفرقة طلبت تجنيد 1000 شاب بأجل أقصاه 15 يوماً، وذلك من أجل إخضاعهم لتدريبات عسكرية ضمن معسكرات الفرقة شرقي محافظة حماة، لمدة 15 يوماً".

وأشارت المصادر إلى أن "الفرقة خرّجت دفعة مقاتلين جديدة يبلغ تعدادها 550 عنصراً من معسكراتها شرقي محافظة حماة، جُلهم من متطوعين كانوا سابقاً مدنيين تم تجنيدهم منذ فترة قصيرة، عن طريق سماسرة يعملون لصالح الفرقة داخل المحافظات التي يُسيطر عليها النظام السوري"، مؤكدةً أن "هؤلاء العناصر تم زجهم في معارك البادية بدلاً من قوات الفرقة الهجومية التي انسحبت من البادية إلى منطقة معرة النعمان خلال الأسبوعين الفائتين، واصطحبت القوات المنسحبة معها عشر دبابات ومدافع وسيارات دفع رباعي، تمركزت في قرية الحامدية جنوب المعرة".

وتعتبر مدينة معرة النعمان، المقر الرئيس للفرقة 25 مهام خاصة، وفيها الغرفة الخاصة لعملياتها، وذلك بعد سيطرة قوات النظام مع الفرقة ومليشيات مدعومة من روسيا وإيران على المدينة نهاية يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، ضمن حملة وحشية دمر فيها سلاح الجو الروسي بالإضافة لطيران النظام أحياءً كاملة في المدينة، وأدى دخول القوات المهاجمة إلى تهجير السكان بشكل كامل نحو مناطق الشمال السوري.

وبحسب المصادر؛ فإن "تعداد عناصر الفرقة الذين ينتشرون على خطوط التماس مع قوات المعارضة في كلٍ من أرياف إدلب وحماة وحلب، سواءً في الخطوط الأمامية أو الخطوط الخلفية؛ قد بلغ نحو 5000 مقاتل من جميع أفواج الفرقة، بالإضافة لعشرات الآليات الثقيلة من المدافع والدبابات التي تمتلكها الفرقة بدعم روسي".

وتعتبر "الفرقة 25 مهام خاصة" التي يقودها العميد سهيل الحسن، رأس الحربة في معارك النظام وروسيا خلال السنوات الخمس الماضية، كما أنها تحظى بدعم روسي كامل، وهي المسؤولة عن جميع غرف العمليات التي تدير المعارك ضد قوات المعارضة، شمال غربي سورية. كما أن لقيادة الفرقة سلطة كامل بإعطاء الأوامر لقيادة مطارات النظام (حماة العسكري، والتيفور، والشعيرات) في حماة وحمص، بالإضافة لفرض سلطتها وأوامرها على مدرسة المجنزرات، التي تتمركز بداخلها حوامات تابعة للنظام، تُلقي البراميل المتفجرة على المدن والبلدات خلال أي حملة عسكرية.

وتأتي حملة التجنيد الجديدة، على وقع التحضير التركي لبدء عملية عسكرية شمالي سورية وشرقيها، ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في كل من ريف حلب وحماه، ويتوقع أن تمتد العملية إلى مناطق ريف إدلب وحلب الغربي، إذ عزز الجيش التركي وقوات المعارضة السورية في جنوب إدلب مواقعهما على خطوط التماس مع قوات النظام والمليشيات، ما قابله تعزيز مضاد للقوات استعداداً من الطرفين لأي مواجهة محتملة.

خسائر للنظام و"قسد" بمواجهات مع المعارضة شمالي سورية

على صعيد متصل، قُتل وجُرح عناصر من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية "قسد"، جراء مواجهات مع "الجيش الوطني السوري" المعارض المدعوم من تركيا، في ريف حلب الشمالي، بينما جُرح عناصر من قوات النظام في مواجهات مع فصائل المعارضة في ريف إدلب الجنوبي.

وقالت مصادر من "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ مجموعة من عناصر "قسد" قتلوا خلال مواجهات مع الجيش، في محور قرية عبلة غربي ناحية الباب بريف حلب الشمالي. وأضافت المصادر أن مجموعة من "قسد" حاولت التسلل على محور عبلة لزراعة ألغام في نقاط متقدمة من محاور التماس مع الجيش الوطني، وبعد اكتشافهم وقعت اشتباكات أدت إلى مقتل ثلاثة منهم.

وأضافت المصادر ذاتها أن مواجهات اندلعت بين الطرفين في محور قرية الكنطري أيضاً في ريف الرقة الشمالي قرب الحدود الإدارية مع الحسكة، وأدت إلى مقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين من "قسد" إثر استهدافهم بقذيفة مدفعية ثقيلة، خلال محاولتهم التقدم في المحور بهدف زراعة ألغام.

وكانت ناحية الكنطري قد شهدت، أمس الثلاثاء، مناورات وتدريبات عسكرية بين القوات الروسية وقوات النظام السوري و"قسد"، كما شهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً شمال الطريق الدولي من طيران الاستطلاع التركي.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ قوات النظام السوري أرسلت تعزيزات عسكرية إلى محاور مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بهدف تدعيم مواقع لها بالقرب من مواقع "قسد" التي تسيطر على المدينة.

ويذكر أن خطوط التماس بين الطرفين تشهد ارتفاعاً في وتيرة التعزيزات العسكرية، خاصة من جهة "قسد" التي تعمل على تحصين دفاعاتها بهدف مواجهة عملية عسكرية محتملة ضدها من الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري".

وفي سياق متصل، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن وقوع اشتباكات بين الجيش التركي و"الجيش الوطني" من ناحية، ومجهولين من ناحية أخرى، قرب تل أبيض شمالي الرقة، مضيفة أنّ الاشتباكات جاءت خلال عملية اعتقال أشخاص متهمين بالعمالة لصالح النظام السوري و"قسد"، وهم منتسبون لفصائل المعارضة في المنطقة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

مقتل طفلتين وجرح آخرين بانفجار مخلفات حربية في جرابلس

في غضون ذلك، قتلت طفلتان وجرح أربعة أطفال أيضاً جراء انفجار مقذوف من مخلفات الحرب على تنظيم "داعش"، في ناحية جرابلس الخاضعة لـ"الجيش الوطني" بريف حلب الشمالي قرب الحدود السورية التركية. وذكرت مصادر "العربي الجديد" أنّ الانفجار وقع أثناء لعب الأطفال في  قرية غرف مغار جنوب مدينة جرابلس.

إلى ذلك، قال مصدر من "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارضة للنظام السوري إنّ اشتباكات وقعت بين الطرفين على محور بلدة البارة في جبل الزاوية إثر محاولة تسلل من قوات النظام إلى نقاط متقدمة، مضيفة أن الاشتباكات أدت إلى وقوع جرحى من قوات النظام، ما دفعهم إلى الانسحاب نحو نقاطهم في محور كفرنبل ومحيطها. 

وكانت مليشيات النظام السوري و"حزب الله" قد أرسلت، خلال اليومين الماضيين، تعزيزات عسكرية إلى محاور كفرنبل وسراقب ومحيطها بهدف تدعيم الجبهات عند خطوط التماس مع فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام". وشهدت منطقة جنوب إدلب، الليلة الماضية وحتى صباح اليوم، تحليقاً من الطيران الحربي الروسي وطيران الاستطلاع من دون تسجيل غارات على المنطقة الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار.

المساهمون